د. عبد المسيح سمعان: التربية البيئية ليست معلومات.. بل وعي وسلوك وتأثير
في يوم 15 أكتوبر، 2025 | بتوقيت 11:24 ص

كتبت: شيرين سامى
ضمن فعاليات ورشة العمل التشاورية لإعداد التقرير الوطني السابع للتنوع البيولوجي، التي نظمتها وزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومرفق البيئة العالمي (GEF)، أكد الأستاذ الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ التريية البيئية بجامعة عين شمس، أن هناك فارقًا جوهريًا بين دراسة البيئة والتربية البيئية، موضحًا أن الأولى تركز على جمع المعلومات، بينما الثانية تهدف إلى تحويل المعرفة إلى وعي وسلوك إيجابي يسهم في حماية البيئة وتنمية المجتمع.
وأوضح «سمعان» أن التربية البيئية تمر بثلاث مراحل مترابطة تبدأ بـ”المعرفة”، ثم “الانفعال بالمعلومة”، وأخيرًا “تكوين السلوك”، مشيرًا إلى أن «القضية ليست في كم المعلومات، بل في مدى تأثيرها على المتلقي وقدرته على التغيير».
وأضاف أن التربية البيئية تنقسم إلى نوعين:
• التربية النظامية داخل المدارس والجامعات،
• وغير النظامية التي تشمل الإعلام، ودور العبادة، ومراكز الشباب، ووزارة الثقافة وغيرها من مؤسسات المجتمع.
•
واستعرض أ.د. عبد المسيح سمعان تجربة رائدة تم تنفيذها في عدد من المدارس، اعتمدت على دمج المفاهيم البيئية في المناهج الدراسية من الصف الأول الابتدائي حتى نهاية المرحلة الإعدادية، موضحًا أنه جرى ربط موضوعات المواد المختلفة بقضايا بيئية مثل التلوث بالرصاص، مع تنفيذ دورات تدريبية للمعلمين لتوصيل المفاهيم البيئية بأسلوب غير مباشر ومؤثر.
وأكد أن الرسالة البيئية كلما كانت قصيرة وغير مباشرة كانت أكثر تأثيرًا، موضحًا أن الرسالة الفعالة يجب أن توازن بين الترهيب والترغيب، وأن تزرع الأمل في التغيير بدلاً من الاقتصار على التحذير من الأخطار.
وأشار إلى أهمية توظيف الأنشطة المدرسية، ومراكز الشباب، والخطاب الديني في نشر الوعي البيئي، لافتًا إلى أنه ترأس لجنة البيئة بالمجلس الأعلى للثقافة والتى نظمت مؤتمر “القيم البيئية في الأديان السماوية”، والذي استعرض النصوص الدينية الداعية إلى حماية البيئة واحترام الطبيعة.
واختتم أ.د. عبد المسيح سمعان حديثه بالتأكيد على أن النجاح في التربية البيئية لا يُقاس بحجم المعلومات المقدمة، بل بقدرتها على إحداث التغيير في الفكر والسلوك والممارسة الحياتية.







