المستشار الاعلامى السابق ببكين: يكشف العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع جمهورية الصين
** مصر تقيم تبادلا دبلوماسيا مع الصين في العصر الحديث منذ عام 1928
** الصين تفتتح أول قنصلية لها في منطقة الشرق الأوسط بالقاهرة 1935
قال المستشار الاعلامى السابق ببكين احمد سلام أن خلال زيارته إلى بكين بالصين الأخيرة لحضور ورشة عمل بجامعة بكين خلال الفترة من 12 إلى 25 سبتمبر الماضي، حملت عنوان “التحديث الصيني النمط ومبادرة التنمية العالمية”. حرص سلام خلال هذه الرحلة أن يصطحب معه كتاب “شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة “، الجزء الرابع، وذلك من أجل فهم أعمق لفكر الرئيس شي واضعا أمامي حقائق مهمة حول علاقات مصر والصين من منطلق أنهما دولتان صاحبتا حضارات، حيث أقامت مصر تبادلا دبلوماسيا مع الصين في العصر الحديث منذ عام 1928. كما افتتحت الصين أول قنصلية لها في منطقة الشرق الأوسط بالقاهرة في سبتمبر عام 1935، وتُعد مصر أول دولة عربية وأفريقية اعترفت بجمهورية الصين الشعبية في مايو عام 1956. وقام “تشو أن لاي” رئيس مجلس الدولة الصيني في ديسمبر عام 1963 بزيارة مصر وكانت أول زيارة خارجية له في المنطقة العربية وأفريقيا.
واضاف سلام انطلاقا مما سبق وفي ظل التعاون الواضح والكبير خلال السنوات العشر الأخيرة بين مصر والصين والتى تحتفل فيها الدولتان بمرور عقد على الشراكة الإستراتيجية بينهما، يمكن لمصر الاستفادة من الفكر الصيني لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العلاقات الثنائية، وفي ضوء ما قرأته في الجزء الرابع من كتاب “شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة”، أحاول هنا اقتطاف بعض الأفكار التى برزت في هذا المجلد، مثل التخطيط الموحد للوقاية من الوباء و”التناغم بين الإنسان والطبيعة”،.. وغيرهما من مختلف المحاور الأخرى. وذلك بهدف استكشاف الفرص والتحديات التي تواجهها مصر وكيفة التعاون والاستفادة من التجربة الصينية والفرص المتاحة والعمل على تذليل العوائق والتحديات في ضوء ماعرض في هذا الكتاب القيم.
ففي ظل التحديات العالمية التي فرضتها جائحة كوفيد- 19، وبفضل العلاقات القوية والتاريخية بين مصر والصين، قدمت الدولتان نموذجا يحتذى به في التعاون من أجل مواجهة هذه التحديات بشكل موحد وفعال. إذ تعاونت مصر والصين بشكل مثمر في مواجهة الجائحة، كما عملت الدولتان على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال عدة مبادرات.
وأوضح المستشار الاعلامى السابق ببكين لقد مثّل تحقيق مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل هدفا أساسيا لكل من مصر والصين، حيث يسعى البلدان إلى تحسين مستوى المعيشة والتنمية المستدامة لشعبيهما. وقد خطت مصر والصين خطوات مهمة في هذا الإطار من خلال التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري.
واتصالا بذلك، يُعد الاقتصاد الرقمي محورا أساسيا لتحقيق التنمية العالية الجودة في العصر الحديث، وتعمل كل من مصر والصين على تعزيز هذا القطاع ليصبح أقوى وأفضل وأكبر حجما، وذلك من خلال تنفيذ إستراتيجيات وخطط متقدمة تدعم الابتكار التكنولوجي والتحول الرقمي.
وبالإضافة إلى ما سبق، تمتلك الصين تجربة رائدة في استخدام الإعلام الدولي لبناء صورة حقيقية وشاملة عن ثقافتها وإنجازاتها، ويمكن لمصر الاستفادة من هذا النموذج لتعزيز قوتها الثقافية وبناء صورة إيجابية على الساحة الدولية. وكذلك الحال فيما يتصل بتجربة الصين في مجال مراقبة الخلفيات المتعلقة بغازات الاحتباس الحراري.
كما تعمل الصين على تعظيم القيم المشتركة للبشرية وتعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية من خلال سياسات ومبادرات متعددة، حيث يمكن لمصر الاستفادة من هذه التجربة لتعزيز التعاون الدولي، وتحقيق التنمية المستدامة، وتعظيم القيم المشتركة للبشرية.
** التعاون بين مصر والصين في إطار التخطيط الموحد للوقاية من الوباء والسيطرة عليه وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية:
تضمن المجلد الرابع لكتاب ((شي جين بينغ… حول الحكم والإدارة)) العديد من الأفكار التي طبقتها كل من مصر والصين في سياق استجابتهما للتحدي الذي فرضته جائحة “كوفيد- 19” على الدولتين، وذلك على النحو التالي:
التخطيط الموحد للوقاية من الوباء والسيطرة عليه
تعاونت مصر والصين بشكل مثمر في مواجهة جائحة كوفيد- 19، حيث تعد مصر شريكا مهما للصين، ويلتزم الجانب الصيني بالعمل على تعميق الصداقة التقليدية مع مصر. وثمة تعاون إيجابي بين مصر والصين في مجال تصنيع لقاحات فيروس كورونا، تجلت أبرز ملامحه في إعلان الجانب الصيني اعتزامه إرسال وفد من الخبراء الصينين إلى مصر لمعاينة خطوط إنتاج الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات “فاكسيرا”، بعد إشادة منظمة الصحة العالمية بجاهزيتها، وذلك تمهيدا لتوقيع اتفاقية مع شركة (سينوفاك) الصينية لتصنيع لقاحات فيروس كورونا في مصر. وقد قامت الحكومة الصينية بالدعم المستمر لمصر خلال التصدي لجائحة كوفيد- 19 وحرصت على إمدادها بدفعات من اللقاحات لمواجهة جائحة كوفيد- 19، والتي ساهمت في بدء تطعيم الفئات المستحقة من الأطقم الطبية والمواطنين من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، حيث تلقت مصر شحنات لقاحات مهداة من الصين لمواجهة جائحة كوفيد- 19. وكانت مصر قد بادرت بإرسال مواد وأدوية وكمامات إلى الصين فور ظهور الجائحة.
ب – تبادل التكنولوجيا والمعرفة: استفادت مصر من الخبرات الصينية في تطبيق تقنيات التتبع والاختبار السريع للمصابين.
ج – إنتاج وتوزيع اللقاحات: تعاونت مصر مع الصين في إنتاج لقاحات كوفيد-19 محلياً، مما ساهم في تسريع حملة التطعيم الوطنية وزيادة الوصول إلى اللقاحات في المنطقة.
2 – تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية:
بالإضافة إلى التعاون في مجال الصحة، سعت كل من مصر والصين إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال عدة مبادرات:
مشروعات البنية التحتية: تعمل الشركات الصينية على تنفيذ مشاريع بنية تحتية كبيرة في مصر، بما في ذلك بناء المدن الذكية والمناطق الصناعية، حيث تساهم هذه المشاريع في توفير فرص عمل جديدة وتحفيز النمو الاقتصادي.
و التجارة والاستثمار: تم توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية بين البلدين، مما يساهم في تعزيز التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة، خاصة وأن مصر تعد بوابة للمنتجات الصينية إلى الأسواق الإفريقية، والأوروبية بينما توفر الصين فرصاً كبيرة للمنتجات المصرية في السوق الآسيوية من خلال المشاركة المصرية بمعرض الواردات السنوي الذى تقيمه الصين فهو يمثل نافذة هامة لابد من الاستفادة منها بشكل قوي.
نخلص من ذلك إلى أن التعاون بين مصر والصين في مجال التخطيط الموحد للوقاية من الوباء والسيطرة عليه، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، يمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون الدولي. هذا التعاون يعزز من قدرات البلدين على مواجهة التحديات المشتركة ويساهم في بناء مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً لشعبيهما. ومن خلال التزامهما بهذه الشراكة الاستراتيجية، يمكن لمصر والصين أن تواصلا تعزيز علاقاتهما وتحقيق مزيد من النجاحات في مختلف المجالات.
** إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة علي نحو شامل:
انطلاقا من فكر شي جين بينغ حول بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، خطت مصر والصين خطوات مهمة في هذا الإطار، ولاسيما من خلال التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي:
اما التبادل التجاري المصري الصيني: اتخذت مصر والصين العديد من الخطوات لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما على مدار السنوات السابقة، مما أسفر عن توقيع أكثر من 63 اتفاقية لتنظيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، منها توقيع الجانبين في يناير 2016 على مذكرة تفاهم حول كيفية تعزيز التعاون في إطار مبادرة «الحزام والطريق»، وقد نتج عن هذه المذكرة دخول العديد من المنتجات الزراعية المصرية كالبرتقال والعنب للسوق الصينية بشكل تدريجي، وتم إطلاق مشروعات تعاونية كبرى لتحسين المرافق وشبكات توزيع الكهرباء.
** حجم الاستثمارات الصينية في مصر: وفقًا للإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة التجارة الصينية، بلغت الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر نحو 238 مليون دولار في عام 2021، بزيادة قُدرَت بـنحو 150.6% عن عام 2020. واحتلت مصر المرتبة الرابعة بين الدول العربية في جذب الاستثمارات الصينية خلال الفترة من 2005 حتى 2021، بنحو 8٫8 مليارات دولار، تشكل ما نسبته 12% من إجمالي الاستثمارات الصينية في الدول العربية. وقد ساهمت تلك الاستثمارات في توفير ما يقرب من 40 ألف فرصة عمل للمواطنين في مصر.
سير في طريق التنمية العالية الجودة بثبات: جعل الاقتصاد الرقمي أقوى وأفضل وأكبر حجماً – مقارنة بين مصر والصين:
تعمل كل من مصر والصين على تعزيز قطاع الاقتصاد الرقمي ليصبح أقوى وأفضل وأكبر حجماً، وذلك من خلال تنفيذ استراتيجيات وخطط متقدمة تدعم الابتكار التكنولوجي والتحول الرقمي. ويمكن توضيح ذلك من خلال النقاط التالية:
مقومات النموذج الصيني الناجع في مجال الاقتصاد الرقمي:
( البنية التحتية الرقمية- الشركات التكنولوجية العملاقة- السياسات الحكومية- التعليم والتدريب) ويمكن أن تستفيد مصر من التجربة الصينية في مجال تعزيز قطاع الاقتصاد الرقمي، من خلال العناصر الرئيسية التالية:
تحسين البنية التحتية الرقمية: وهو ما خطت فيه مصر، حيث تعمل مصر على تحسين بنيتها التحتية الرقمية، من خلال إطلاق مشروعات وخطوات قوية وثابتة لتوسيع شبكات الاتصالات وتطوير تكنولوجيا المعلومات، مثل مشروع “مصر الرقمية” الذي يهدف إلى توفير خدمات حكومية رقمية متكاملة.
ودعم الشركات الناشئة: حيث تسعى مصر لدعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا من خلال برامج حاضنات الأعمال.
والتعليم والتدريب: تركز مصر على تطوير المهارات الرقمية للشباب من خلال إطلاق مبادرات، مثل “رواد تكنولوجيا المستقبل” التي تهدف إلى تدريب الشباب على أحدث التقنيات الرقمية وتوفير فرص تعليمية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وتقوم وزارة الاتصالات بجهد واضح في هذا الأمر.
والشراكات الدولية: تسعى مصر لتعزيز التعاون الدولي في مجال الاقتصاد الرقمي من خلال شراكات مع الصين، مما يسهم في نقل التكنولوجيا والمعرفة وتبادل الخبرات.
** كيف تستفيد مصر من نموذج الصين في قدرته على تعزيز بناء دولة قوية ثقافياً من خلال استخدام قدرة الاعلام الدولي وبناء صورة حقيقية وشاملة:
من خلال استقراء أفكار شي جين بينغ حول تعزيز بناء قدرة الصين على الإعلام الدولي، ومن خلال الممارسات الإعلامية الصينية، يمكن الإشارة إلى النقاط التالية:
ركزت تجربة الصين في مجال تعزيز قوتها الثقافية، على المحاور الرئيسية التالية:
استخدام الإعلام الدولي: قامت الصين بإنشاء منصات إعلامية دولية مثل (CGTN) شبكة تلفزيون الصين الدولية، وChina Daily، و((الصين اليوم)) ووكالة شينخوا التي تنشر الأخبار والمقالات والتحليلات بلغات متعددة، مما يسهم في نشر الثقافة الصينية وتوضيح سياساتها للعالم.
والتبادل الثقافي: تنظم الصين برامج ومهرجانات ثقافية دولية، مثل مهرجان الفنون الصينية، لتعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب، كما ترسل بعثات ثقافية وفنية إلى مختلف دول العالم.
والتعليم والتبادل الأكاديمي: تستضيف الصين آلاف الطلاب الدوليين وتقدم منحا دراسية لتعزيز التبادل الأكاديمي والثقافي. وتسهم هذه الجهود في بناء جيل جديد من الأصدقاء الدوليين الذين يفهمون ويقدرون الثقافة الصينية.
د- الإنتاج الإعلامي والفني: تستثمر الصين في إنتاج أفلام ومسلسلات تلفزيونية وأعمال فنية تعكس تاريخها وثقافتها، وتعرض هذه الأعمال على منصات دولية بلغات متعددة للوصول إلى جمهور واسع
ويمكن لمصر أن تستفيد من النموذج الصيني والممارسات الإعلامية الصينية، من خلال العناصر الرئيسية التالية:
تعزيز الإعلام الدولي: يمكن لمصر تعزيز قدراتها الإعلامية الدولية من خلال تطوير منصات إعلامية تبث بلغات متعددة، مثل قناة Nile TV International. يمكن توسيع نطاق هذه القنوات لتشمل تغطية شاملة للأخبار والثقافة المصرية، وتقديم محتوى يجذب الجمهور الدولي ، وضرورة الاستفادة من تواجد المكاتب الاعلامية الملحقة بسفارات مصر بالخارج .
التعليم والتبادل الأكاديمي: تقديم منح دراسية للطلاب الدوليين للدراسة في الجامعات المصرية، وتعزيز برامج التبادل الأكاديمي مع الجامعات العالمية. وهو ما سيسهم في بناء علاقات ثقافية وأكاديمية قوية.
والإنتاج الإعلامي والفني: الاستثمار في إنتاج أفلام ومسلسلات تلفزيونية تعكس التاريخ والثقافة المصرية، وتوزيعها على منصات دولية مثل Netflix وAmazon Prime للوصول إلى جمهور عالمي واسع.
واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي: تعزيز الحضور على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حسابات رسمية تنشر محتوى متنوع وجذاب عن مصر وثقافتها وتاريخها. ويمكن استخدام منصات مثل Twitter وInstagram وYouTube للوصول إلى جمهور دولي شاب.
** تحسين الحوكمة العالمية وممارسة تعددية الأطراف:
تتعاون مصر والصين في مجال تحسين الحوكمة العالمية وتعزيز التعددية الحقيقية والانفتاح والشمول، وذلك على النحو التالي:
الحوكمة العالمية: تعتبر الحوكمة العالمية إطاراً أساسياً للتعاون الدولي، حيث تسعى الدول إلى التنسيق والتعاون من أجل مواجهة التحديات العالمية المشتركة مثل التغير المناخي، والأزمات الاقتصادية، والأمن الغذائي. في هذا السياق، تعزز مصر والصين من تعاونهما من خلال:
التعاون في المنظمات الدولية: يشارك البلدان بفعالية في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، والبنك الدولي. وتدعم كل من مصر والصين الإصلاحات اللازمة لضمان أن تكون هذه المؤسسات أكثر شمولاً وعدالة.
والتبادل الثقافي والتعليمي: يعمل البلدان على تعزيز التبادل الثقافي والتعليمي من خلال برامج التبادل الأكاديمي والتدريب المهني، مما يسهم في بناء قدرات الجيل الجديد من القادة القادرين على التعامل مع التحديات العالمية بفعالية.
وتعزيز التعددية الحقيقية: التعددية هي أساس النظام الدولي الذي يسمح لجميع الدول بالمشاركة في صنع القرارات العالمية. وتعمل مصر والصين معاً لتعزيز هذا المبدأ من خلال:
التمسك بالقوانين الدولية: يشدد البلدان على أهمية احترام القوانين الدولية والمعاهدات لضمان أن تكون العلاقات الدولية مبنية على الاحترام المتبادل والمساواة.
و دعم التنمية المستدامة: يعزز البلدان من تعاونهما في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مما يضمن تحقيق تقدم شامل ومستدام في جميع أنحاء العالم.
والانفتاح والشمول: تؤمن كل من مصر والصين بأن الانفتاح والشمول هما مفتاح لتحقيق التقدم والتنمية. ويتم تحقيق ذلك من خلال:
وتعزيز التجارة والاستثمار: يعمل البلدان على تسهيل التجارة الثنائية وزيادة الاستثمارات المشتركة، مما يسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام ويخلق فرص عمل جديدة.
و التعاون في مجال التكنولوجيا والابتكار: تتعاون مصر والصين في مجالات التكنولوجيا والابتكار، من خلال إنشاء مراكز بحثية مشتركة وتبادل الخبرات في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.
وأوضح المستشار الاعلامى نخلص هنا إلى أن مصر والصين تتمسكان بالاستقلال وتحافظان على المصالح المشتركة. وتدعم الصين مصر بقوة في استكشاف مسارات التنمية التي تناسب الظروف الوطنية بشكل مستقل. وتحتفظ كل من مصر والصين باتصالات وتعاون وثيقين داخل مجموعة البريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون والآليات الأخرى لتعزيز الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدلا ومعقولية.
وهناك توافق في الرؤي بين الزعيمين السيسي وشي، حيث يسعيان لبناء نموذجًا رائدًا للتعاون الدولي البناء. وتُظهر شراكتهما فوائد التعاون بين الدول ذات الثقافات والنظم السياسية المختلفة لتحقيق أهداف مشتركة.
وقال الحقيقة يأتي التعاون الجاد والوثيق بين مصر والصين في ظل العديد من التغيرات والتى نلمسها بشكل واضح على دول العالم بشكل غير مسبوق (حيث يظهر في الأفق تعدد الأقطاب). فمن ناحية، يمثل السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك برعاية الصين ومبادراتها العادلة التى أطلقها الرئيس شي منذ توليه حكم الصين تيارا تاريخيا هاما. ومن ناحية أخرى، تأتي تصرفات الهيمنة الأمريكية والغربية وسياسة القوة وفرض الأمر الواقع، بما فيها القتل والسلب والنهب وكسب المصالح الأنانية والكيل بمكيالين.
ويختتم سلام فى المجمل، يمكن القول إن المجلد الرابع لكتاب (شي جين بينغ حول الحكم والإدارة)، يحتوي على مجموعة من الأفكار والرؤى الثاقبة التي تعكس رؤية وإدراكات وتصورات الرئيس الصيني شي جين بينغ حول إدارة كافة أمور وشؤون الدولة، وهي الأفكار التي يمكن لمصر الاستفادة منها – وفقا لظروفها الوطنية – في معالجة ما تواجهه من تحديات مشابهة لما واجهته الصين في الفترات السابقة، ونجحت في التعامل الإيجابي معها، انطلاقاً من أفكار شي جين بينغ، وذلك في ضوء علاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع بين مصر والصين.