أيقونة – لا داعي للخوف
تخوفات كثيرة من تغول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في حياة البشر وتهديدهم بفقد وظائفهم وإحلال الألة محل الإنسان، ولا سيما في الوظائف الكتابية، ومنها الصِّحافة التي أصبحت مهددة من البرامج التي تعد المقالات والأبحاث بكفاءة ودقة وسرعة تفوق قدرة البشر!
أنا مع هذه التخوفات الحقيقة، ولكني أيضا مع الأبداع الإنساني التي سيظل له بصمة التي لا يستطيع أي برنامَج تقليديها، أو محوها من الواقع وإحلال الألة محل هذه الأعمال الإبداعية التي تشكل الوجدان وتصف الواقع الحقيقي وليس المحاكاة التي تمثلها الألة، أو الروبوت.
تحدي كبير يواجه الإنسان، لاسيما مع التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات، الذي من المتوقع أن يحدث بها طفرة كبيرة تٌسهم في زيادة الإنتاج وسرعة الأداء، إلا أن هذه التكنولوجيا الحديثة مازالت تكلفتها مرتفعة، ولا تقوى على استخدامها بتوسع إلا المؤسسات والشركات الكبيرة، ولكن الأعمال الصغيرة والمتوسطة ستظل تعتمد على العنصر البشري لعدة سنوات قادمة، ولكن ذلك أيضا لن يستمر كثيرًا، حيث إن التكنولوجيا تتطور سريعًا لتصبح في متناول الجميع.
هذا الإيقاع السريع الذي نحياه مع التكنولوجيا يجعلنا نفكر سريعًا أيضا في تأهيل أنفسنا وتطوير مهاراتنا للمستقبل القريب الذي سيفرض نفسه على الجميع، ويشكل قوة ضاغطة على المجتمعات، لتغير من شكل وأسلوب العمل في المرحلة المقبلة.
ومع كل هذا التحدي، لا أتصور أيضا أن يختفي الأبداع ويصبح الأدب والفن من الأعمال المسمطة الجافة بدون روح، لذلك أتصور أن الأبداع الإنساني سيكون له شأن أعلى من شأنه الحالي، حيث سيكون قليل وَسَط كثير من الأعمال الفنية والأدبية المزيفة التي نفذها الذكاء الاصطناعي.
سوف نبحث عن الأعمال الفنية والأدبية والصحفية التي أبدعها الإنسان لتكون صورة حية من “لحم ودم” تنبض بالحياة الواقعية، وليس الواقع الافتراضي، الذي سيطر على حياتنا وعزلنا عن الواقعية، وسوف تزداد هذه المساحة المخيفة التي ستلتهم أرواحنا وحواسنا لنصبح آلات جامدة لا تشعر، ولكن تنفذ أوامر.
أتوقع أن هذه المخاوف ستكون حافز قوي لمحاربة تغول الآلة على حياتنا، بأن نكون طبيعيين ونتمسك بإنسانيتنا، وإبداعنا الإنساني سيصبح عملة نادرة وقيمة تٌقدر بأغلى الأثمان.
إلى لقاء آخر في حكاية تكنولوجية جديدة