مدير روساتوم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يشارك في منتدى “كازان 2023” و يؤكد : الطاقة النووية تتعامل بنجاح مع مشاكل المناخ

في يوم 2 يونيو، 2023 | بتوقيت 3:49 ص

كتبت: شيرين سامى

استضافت عاصمة تتارستان في الفترة ما بين 18-19 مايو 2023، المنتدى الاقتصادي الدولي الرابع عشر “روسيا – العالم الإسلامي: منتدى كازان – 2023”. وبالفعل فقد أصبح المنتدى منذ عام 2009، منصة هامة ذات نفود تهدف لتعزيز العلاقات بين روسيا وبلدان منظمة التعاون الإسلامي في المجالات التجارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والاجتماعية والثقافية. حيث تحظى هذه الفعالية باهتمام كبير من قبل مؤسسات الدولة الروسية ومجتمع الخبراء في العديد من دول العالم علماً أنه في هذا العام شاركت 80 دولة وتم توقيع 130 اتفاقية ومذكرة.
ومن بين المؤسسات والشركات الرائدة كان هناك حضور مهم لشركة روساتوم الحكومية الروسية في برنامج الأعمال الخاص بالمنتدى. إذ شارك السيد ألكسندر فورونكوف نائب الرئيس الإقليمي ومدير روساتوم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في موائد مستديرة حول تغير المناخ وعلى وجه الخصوص في التعاون بين روسيا الاتحادية وجمهورية مصر العربية.
الجدير بالذكر أن تغير المناخ يشكل مشكلة عالمية تؤثر إلى حد كبير على تنمية البلدان. ولهذا فإنه من الأهمية بمكان العمل على اعتماد سياسات فعالة وتنفيذ المشاريع الهادفة إلى التخفيف من آثار تغير المناخ. وهنا لابد من التنويه إلى إن بناء حوار بين البلدان بمشاركة البلديات والمدن والشركات الخاصة والمجتمعات المحلية لحل مشكلة تحقيق الحياد الصفري سوف يساهم دون أدنى شك في تبادل الخبرات وتحقيق استقرار عالمي للمناخ.
وقد تمحورت أعمال المائدة المستديرة “المرونة المناخية: الحوار بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي” التي عقدت في 18 مايو، حول السبل التي تتبعها البلدان لحل هذه المشكلة وأفضل الحلول الاستثمارية للمشاريع الصديقة للبيئة وأفضل التقنيات والممارسات والعوائق المحتملة وغيرها من المسائل الأخرى.
وفي هذا الصدد أكد ألكسندر فورونكوف المتحدث باسم شركة روساتوم، المشارك في هذه المائدة المستديرة، أنه في سياق التوجه العالمي نحو مواجهة التقلبات في سوق الطاقة، فإنه هناك مخاطر عالية تهدد قطاع الاستثمارات وتهدد حتى أبسط أنواع رفاهية الناس. لذلك فإن تنويع مصادر الطاقة على أساس حلول تعتمد مبدأ الحد من انبعاث الكربون يصبح أمراً حيوياً لكل دولة. في إشارة إلى إن التنمية المستدامة في القطاعات الاقتصادية والصناعية والاجتماعية وحتى السياسية تعتمد على الجمع المتوازن بين المصادر منخفضة الكربون المحايدة مناخياً والمتاحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ويمكن التنبؤ بها. وفي هذا الاطار أشار المتحدث قائلاً:
“إن ما يميز الطاقة النووية يكمن على وجه التحديد في فوائدها البيئية والاقتصادية. حيث تقوم محطات الطاقة النووية بتوليد الكمية المطلوبة من الطاقة الكهربائية الموثوقة بأسعار يمكن التنبؤ بها بغض النظر عن الظروف الجوية، وتحقق الاستقرار في قطاع الطاقة. بالاضافة إلى كل ذلك فإن الطاقة النووية تساهم بأكثر من 25% من إنتاج الكهرباء منخفض الكربون في العالم، كونها ثاني أكبر مصدر طاقة بأقل انبعاثات الكربون في كوكب الأرض.
وتابع الخبير الروسي قائلاً: “ستوفر محطة الضبعة النووية في مصر، المجهزة بأربع مجموعات طاقة من مفاعلات VVER-1200 من الجيل 3+، حوالي 10% من احتياجات البلاد من الكهرباء وتقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنحو 15 مليون طن سنويًا. ولكن بالإضافة إلى مزايا التزويد بالطاقة المستدامة، تعد محطات الطاقة النووية محركًا مهمًا للبنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية. على سبيل المثال فإن وظيفة واحدة في المحطة تهيئ الظروف الملائمة لتأمين عشر وظائف جديدة في الصناعات والبنية التحتية ذات الصلة، وتعطي دفعة لتنمية المنطقة وتزيد بشكل كبير من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد ونموها التكنولوجي والتعليمي والعلمي”.
أما خلال المائدة المستديرة “روسيا – مصر” التي عقدت يوم 19 مايو فقد تحدث ألكسندر فورونكوف عن تاريخ التعاون في القطاع النووي الذي يعود إلى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. في إشارة إلى إن روسيا كانت أول من قدمت المساعدة لشركائها المصريين في ولادة برنامجهم النووي الوطني. ففي أواخر الخمسينيات من القرن الماضي وبمساعدة الخبراء الروس، قامت مصر ببناء أحد مفاعلات الأبحاث الأولى في المنطقة. وبالتالي فإن بناء مفاعل الأبحاث وتشغيله لاحقًا أعطى البلاد الأساس لمزيد من تعزيز الريادة الإقليمية في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.
وفي هذا السياق أكد السيد فورونكوف قائلاً: “إن شركة روساتوم الحكومية تفخر اليوم بتنفيذ مشروع أول محطة للطاقة النووية. في تنويه إلى أن محطة الضبعة ستكون أول محطة للطاقة النووية في القارة مزودة بتقنية التوليد من الجيل 3+، وستكون أحدث محطة للطاقة النووية وأكثرها أمانًا في القارة السمراء. ونحن على ثقة من أن المشروع سيكون بمثابة حافز هام لقطاع الطاقة والاقتصاد المصري بأسره”.
أياً كان الأمر فإن الطاقة النووية هي أكثر من مجرد محطات طاقة، لذا فإن شركة روساتوم الحكومية هي أكثر من مجرد مؤسسة تعمل على تنفيذ مشاريع في مجال الطاقة النووية. وختم حديثه قائلاً: “لدينا مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات في كل من المجالات النووية وغير النووية، على سبيل المثال نحن نتعاون حاليًا مع جمهورية مصر العربية في مجال توريد مكونات وقود نووي مخصب منخفض الطاقة لمفاعل الأبحاث الثاني الحالي في البلاد – مفاعل ETRR-2، وكذلك تطوير التعاون في مجال النظائر. بالإضافة إلى ذلك لدينا الإمكانات لتوسيع التعاون، في العديد من المجالات الآخرى المختلفة بجانب الطاقة النووية في المستقبل”. وأضاف “أن شركة روساتوم ترى أنه هناك إمكانية التعاون الناجح في سوق الحلول الرقمية في مصر وتنفيذ مشاريع مشتركة لتطوير ما يسمى بالمدن الذكية”.