رئيس اتحاد المقاولين: التوسع الأفريقي يتطلب رؤية تمكن الشركات من اقتناص الفرص الاستثمارية
في يوم 21 يونيو، 2022 | بتوقيت 1:46 ص
كتبت: شيرين محمد
محمد محلب: مشروعات البنية التحتية محور رئيسي لضمان جذب الاستثمارات
الشيمي: ندعو الشركات الأفريقية للعمل معًا كشركاء والاستثمار في القارة
المصرية الأفريقية العربية: مستعدون لتسهيل جميع العقبات أمام المستثمرين ولدينا مشروعات عديدة مع الشركات المصرية
عبد الناصر طه: تعزيز العلاقات مع أفريقيا حتمي لتحقيق التكامل والتنمية
بوكاري كالوكوه: مصر ترحب بالتعاون للاستثمار في العديد من مجالات الطاقة والبنية التحتية
«روكسي» للمنتجات المعدنية والبلاستيكية: افتتاح مصنع في نيجيريا خلال 2023
مصر لإدارة الأصول: تطوير 71 عقارًا مستهدفًا لإعادة مظهر القاهرة التاريخية للمنافسة
طرحت الجلسة الثانية من مؤتمر ملتقى بناة مصر 2022 الذي افتتحه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مخططات التنمية التي تستهدفها حكومات الدول الأفريقية فى مجالات التشييد والتنمية والتعمير، والتي تعد بوابة رئيسية لدخول الشركات المصرية للمشاركة في تنفيذها، فضلا عن الفرص المتاحة في تصدير الصناعات المتخصصة المرتبطة بمشروعات القطاع في دول القارة.
واستعرضت الجلسة إمكانيات الشركات المصرية وخبراتها وقدرتها على اقتناص حصص أعمال جديدة بالخارج فى ظل منافسة إقليمية قوية من الكيانات متعددة الجنسية، إضافة إلى طرح دور الجهات الحكومية فى تيسير الفرص لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين مصر وإفريقيا.
وتحدث خلال الجلسة كلا من محمد سامى سعد، رئيس الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء، والمهندس أحمد السويدي، الرئيس التنفيذي لمجموعة السويدي إليكتريك، والمهندس محمد محلب، رئيس شركة رواد الهندسة الحديثة، إضافة إلى جون كانيوني رئيس الشركة المصرية الأفريقية العربية، وبوكاري كالوكوه، نائب وزير المالية بدولة سيراليون.
كما ضمت الجلسة التي أدارها المهندس عبد الناصر طه، رئيس مكتب الاتحاد الدولى للعقار فى مصر “فيابسى إيجيبت”، كلا من المهندس محمد الشيمى، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة كونكورد للهندسة والإنشاءات، إضافة إلى المهندس أحمد محمد مؤمن نائب رئيس مجلس إدارة شركة روكسي للمنتجات المعدنية، ومها عبد الرازق، العضو المنتدب للشؤون المالية والاستثمار بمصر لإدارة الأصول العقارية.
في البداية، قال محمد سامي سعد، رئيس الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء، إن التوسع في الأسواق الإفريقية يتطلب توافر رؤية استراتيجية للشركة الراغبة في ذلك وإداراتها.
وأوضح سعد خلال كلمته بالجلسة الثانية لملتقى بناة مصر في دورته السابعة، أن هذه الرؤية يجب أن تتضمن ما تحتاجه هذه الشركات من التوسع في هذه الأسواق، وكيفية تحقيق ذلك، بالإضافة إلى آلية تحصيل حقوقها المالية.
وأضاف أن الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء قام بإعداد تقرير حول المواصفات الواجب توافرها في شركات المقاولات للعمل في افريقيا وإتاحته للشركات على الموقع الإلكتروني للاتحاد.
ولفت إلى أنه تم وضع هذه المواصفات بعد مناقشات مع شركات المقاولات ذات الخبرة الواسعة في الأسواق الإفريقية ومنها السويدي إلكتريك والمقاولين العرب وسامكريت وبتروجيت.
وأشار إلى مخاطبة الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية بهذا التقرير وفقا لطلبها، مؤكدا ضرورة تعرف الشركات على هذه المواصفات بما يدعمها للتوسع في أسواق القارة.
وشدد على أنه نظرا لتنوع جنسيات الشركات الأجنبية العاملة في الأسواق الأفريقية، يجب على الراغبين في التوسع بها امتلاك إستراتيجية مختلفة للمنافسة مع هذه الكيانات واقتناص الفرص الاستثمارية المختلفة بالقارة.
من ناحيته، أكد المهندس أحمد السويدي رئيس مجموعة السويدي إليكتريك، أن الشركات المصرية تمتلك جميع المقومات للمساهمة بفاعلية بمشروعات تنمية القارة الأفريقية خلال الفترة المقبلة بدعم خبراتها المتنامية لتنفيذ المشروعات الاستثمارية المختلفة.
وأشار خلال مشاركته بالجلسة الثانية والمقامة تحت عنوان «مشروعات التنمية في مصر والدول الأفريقية» ضمن فعاليات النسخة السابعة لملتقى بناة مصر، إلى أن السوق المصرية شهدت طفرة كبيرة بمشروعات الصناعة والطاقة المختلفة في ظل حزمة السياسات التي اتخذتها الدولة خلال الأعوام الماضية لتعزيز قدرات تلك الصناعات، فضلا عن قيامها بتحسين البنية التحتية اللازمة لاجتذاب الاستثمارات الجديدة خلال الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن السوق المصرية تمتلك جميع عناصر تحفيز وجذب الاستثمارات الجديدة، واستغلال تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية بشكل جيد حال الترويج المطلوب للسياسات الإصلاحية الأخيرة التي اتخذتها الدولة وللفرص الاستثمارية المتاحة داخل السوق، منوها بأن أبرز المميزات التي تعزز فرص المنتجات المصرية داخل القارة هو رغبة الشركات المصرية الجادة في تحسين البيئة المحيطة بأعمالهم والمساهمة بقوة في تنمية وتطوير مواقع أعمالهم بشكل عام.
وتابع السويدي أن شركته تعمل على تنفيذ عدة مشروعات جديدة داخل القارة الأفريقية خلال الفترة الحالية، في مجالات الربط الكهربائي والبنية التحتية وتوصيل المياه وصناعة الكابلات الكهربائية في عدد من الدول، مثل مشروع إنشاء مشروع مع جنوب السودان لربط الكهرباء بقوة 20 ميجاوات، بالإضافة إلى مشروعات أخرى في زامبيا وتنزانيا والتي شهدت مؤخرا افتتاح نحو 6 مصانع جديدة بها، إضافة إلى مشروع إنشاء سد تنزانيا والذي يعد أحد أهم المشروعات التي تحمل اهتماما كبيرا من جانب الدولة المصرية خلال الفترة الراهنة .
فيما أكد محمد محلب، رئيس شركة رواد الهندسة الحديثة، أن هناك تحديات تواجه بعض شركات المقاولات عند التوسع في أفريقيا وخاصة فيما يتعلق بفتح خطابات ضمان في هذه الدول.
وأضاف خلال كلمته أن هناك بعض الدول في أفريقيا ليست لها علاقات مالية كبيرة مع بعضها البعض، مطالبا بضرورة التوسع أفريقيًا من جميع البنوك المتواجدة بدول القارة.
وأوضح أن هناك كثيرا من الشركات المصرية والعربية لديها استعداد للتوسع في أفريقيا بشرط ضرورة توافر البنية التى تحافظ وتضمن سلامة الاستثمارات .
وأضاف محلب أن الشركات المصرية في مجال التشييد والبناء لديها من الخبرات الواسعة التى تجعلها قادرة على تصدير الخبرات والتجارب الناجحة لقارة أفريقيا، موضحا أن مشروعات البنية التحتية محور رئيسي لضمان جذب الاستثمارات ودعم الشركات للتوسع بأفريقيا.
من جانبه أعرب محمد الشيمي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة كونكورد للهندسة والإنشاءات، عن أمله في إتاحة فرص للعمل بأفريقيا خلال السنوات الخمس القادمة، مشيرا إلى أنه جار العمل على استغلال الخبرات في 3 دول أفريقية وأنه تمت الموافقة على للعمل معا والقيام ببعض الزيارات لهذه الدول.
وقال الشيمي، خلال مؤتمر بناة مصر، إن لديهم الطاقة والموارد للقيام بالعمل في الدول الأفريقية، والتركيز داخل القارة السمراء والشرق الأوسط، مؤكدة انه جار العمل على تحسين الموارد البشرية.
وأشار إلى نجاح عدد من التجارب جديدة في مجال النقل والمقاولات وغيرها من المشروعات خلال السنوات السبع الماضية، داعيا الشركات الأفريقية للعمل معا كشركاء والاستثمار في أفريقيا واستغلال الفرص المتاحة للوصول إلى الأهداف.
وكشف المهندس محمد أحمد مؤمن نائب رئيس مجلس إدارة شركة روكسي للمنتجات المعدنية والبلاستيكية، عن اعتزام الشركة افتتاح مصنع لأنظمة المواسير خلال 2023.
وقال خلال فعاليات ملتقى بناة مصر في دورته السابعة، إن توجه الشركة لإنشاء هذا المصنع في نيجيريا نظرا لكونها من البلدان الأفريقية الأعلى كثافة سكانية، وحجم الفرص المتاحة بها.
وأضاف مؤمن أن الشركة تقوم بالتصدير للعديد من الدول الأفريقية وتسعى للتوسع فيها، خاصة في ظل الفرص الكبيرة المتاحة في هذه الأسواق المهمة.
وأشار إلى أن شركته بدأت بالفعل في مخاطبة بعض الحكومات في الدول الأفريقية من أجل بحث الفرص المتاحة ببلادهم وكذلك تقديم المنتجات التي تقدمها “روكسي.
من جانبه، قال عبد الناصر طه، رئيس مكتب الاتحاد الدولي للعقار في مصر إن التعاون مع أفريقيا أصبح حتميا في ظل الظروف الحالية.
وأشار طه إلى أن تعزيز العلاقات من الأمور المهمة جدا لتحقيق التكامل والتعاون والتنمية.
بدوره، قال بوكاري كالوكوه، نائب وزير المالية بدولة سيراليون، إن الدولة المصرية هي بوابة أفريقيا للاستثمار، وهو ما تسعي إليه على مدار السنين الماضية بتكثيف جهودها نحو بلدان القارة لزيادة معدلات الاستثمارات في مجالات الطاقة والتعدين والتشييد والبناء.
وأضاف أن سيراليون لديها القدرة على جذب المزيد من الاستثمارات خاصة بمجال الطاقة والتعدين، نظرا لما تتمتع به من ثروات معدنية كبيرة.
وأشار إلى أن مصر مستعدة للتعاون والتكامل مع الدولة لزيادة الاستثمارات، لافتًا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تعاونا كبيرا بين الجهات المصرية والسيراليونية للبدء في مجالات متنوعة، مؤكداً أن القارة شهدت طفرة كبيرة بمشروعات الصناعة والطاقة المختلفة.
وأوضح أن سيراليون يمكنها أن توفر الأمان الكامل للدولة والشركات المصرية في ظل حزمة السياسات التي اتخذتها مع تذليل جميع العقبات والإجراءات التي تحد من عمليات الاستثمار.
من جانبه قال جون كانيوني رئيس الشركة المصرية الأفريقية العربية (مكتب الكونغو) ونائب رئيس غرفة التعدين بجمهورية الكونغو الديمقراطية، إن بلاده لديها العديد من الفرص المتاحة للاستثمار، حيث يرى رئيس جمهورية الكونغو ضرورة توافر المناخ اللازم والملائم للاستثمار والمضي نحو الازدهار بجدية من أجل تعظيم الفائدة.
وأشار إلى أنه من الضروري الاستثمار في الطاقة والوقود، مؤكدا أن الدولة منفتحة للمشروعات وكل من يرغب في العمل معها خاصة في مجال الطاقة.
وأكد استعداد السلطات لتسهيل العقبات التي تقف أمام الاستثمار، وحماية المستثمرين، مع تقديم جميع الإمكانيات اللازمة لهم.
ولفت جون كانيوني إلى أنه تم التعامل مع العديد من الشركات المصرية على رأسها حسن علام، منوها بالتعاون معها لإقامة ميناء، ووحدة تكرير، مشيرا إلى التعاون لعمل مشروع ضخم مع سامكريت حول عمل ائتلاف خلال أسبوعين، بجانب مشروع طريق على مدى 2 كيلو متر.
وأوضح أن كل هذه المشروعات تتم من أجل تحسين البنية التحتية ووجود بنية قوية، لافتا إلى وجود مناقشات عديدة مع الكثير من الشركات للمضي قدما.
وأشار جون كانيوني إلى أن هناك فرصا ضخمة لخلق شراكات ضخمة حيث وصل حجم التعامل مع البنك العربي الأفريقي، إلى 5 ملايين دولار، ونستهدف الوصول إلى مليارات الدولارات خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن الكونغو مصممة على التحول البيئي ودولة غير مستهلكة للطاقة، خاصة أن البلد غني بالثروة المعدنية.
وأضاف أن رجل الأعمال نجيب ساويرس يعتبر من أكبر المستثمرين في أفريقيا، حيث قابل رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية مؤخرا لإقامة العديد من المشروعات.
من ناحية أخرى، قالت مها عبد الرازق، العضو المنتدب للشؤون المالية والاستثمار بمصر لإدارة الأصول العقارية، إن شركتها تستهدف تحسين المباني المملوكة لها لإعادة مظهر القاهرة القديم -التاريخية- للمنافسة، قائلة “مش هتصدقوا إن بعض الأماكن في القاهرة”.
وأضافت عبد الرازق أن شركتها تمتلك محفظة عقارية تصل إلى نحو 71 عقارا متميزيا خاصة أنه تم بناؤها في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، مؤكدة عمل الشركة على تطوير عدة مناطق منها منطقة عين الصيرة حتى تصبح على مستوى عال.
وأوضحت أن شركتها تمتلك خبرات قوية تمكنها من العمل على تطوير مناطق أخرى خارج مصر، لافتة إلى العمل بنشاط التطوير العقاري بالشراكة مع القطاع الخاص، مشيرة إلى المشاركة في تطوير مناطق الرمل والزمالك وجاردن سيتي، كما تمتلك أراضي مميزة على ضفاف النيل وأخرى بمنطقة قصر النيل، بالإضافة إلى مول تجاري أمام الجامعة الأمريكية.
جدير بالذكر أن فعاليات “ملتقى بُناة مصر Builders of Egypt” – الحدث الأكبر في مجال التشييد والتعمير – تُقام تحت عنوان “فرص التنمية والتمويل بأفريقيا والدول العربية في ضوء المتغيرات العالمية”، وتنظمه شركة «إكسلانت كومينيكشن» التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي لمقاولي التشييد والبناء، بالإضافة إلى دخول الشركة المصرية الأفريقية العربية للتنمية EGAAD كطرف فاعل في تنظيم الفعاليات لهذا العام.