“كارل منلان” نائب رئيس فيزا للتاثير الاجتماعى : المرونة عبر أهداف التنمية المستدامة
في يوم 27 سبتمبر، 2021 | بتوقيت 4:37 م
كتبت: شيرين محمد
اكد كارل منلان نائب رئيس “فيزا” للتأثير الإجتماعى فى وسط و شرق أوروبا و الشرق الأوسط و أفريقيا انه لطالما تمحورت أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة حول التمكين. التمكين من خلال إتاحة المياه النظيفة والنظافة الصحية و العمل على انشاء المدن و المجتمعات المستدامة من بين 14 هدفاً آخر. ومن خلال تصميم مسار عمل لإجراءات محلية تترجم إلى تطور عالمي، تضمن الأمم المتحدة أن تستفيد الجهات الفاعلة من الشراكات القوية المبرمة لتحقيق التنمية. وفي هذا الصدد، يفتح برنامج “الأهداف الـ17 (والذي يتضمن عقد الشراكات من أجل تحقيق الأهداف) الباب أمام الشباب والمرأة وأصحاب الحرف والمهن للحصول على فرص على حد سواء.
واشار كارل منلان ان هذا البرنامج الطموح – الذي خرج عن مساره بسبب جائحة “كورونا” –يهدف إلى تحقيق الازدهار للمزيد من البشر حول العالم عن طريق التحالفات بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني. وفي خطابه مؤخراً خلال فاعليات قمة أهداف التنمية المستدامة، التي عقدت قبل بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ76 تحت عنوان “بناء المرونة عبر الأمل”، شدد “أنطونيو جوتيريش” الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية وتعزيز أهداف التنمية المستدامة في الوقت الحاضر واصفاً إياهاً بـ “الطريق نحو تعافي العالم من تحدٍ لم يشهد مثيله من قبل”.
ومن ثم، تبرز أهمية بناء الشراكات التي تقود بالتبعية إلى تحقيق المرونة للتمكين من الأهداف. هذا التمكين يخلق امكانيات لاصحاب الأعمال ويعزز أواصر المجتمعات بالإضافة الى خلق فرص عمل. ومن بين الشراكات الجاري الحث عليها شركة تديرها إمرآه، وهي “Native Nosi” حيث حافظت مالكة الشركة “موكادي مابيلا” على تراث عائلتها مع تبني المدفوعات الرقمية بتكلفة مخفضة بالتعاون مع شركة “يوكو” (Yoco). وحققت “مابيلا” المرونة فى صناعة1 العسل مستعينة بمهاراتها بالإضافة إلى قواعد تنظيمية تتيح توافر التكنولوجيا المالية لتمكنها من تلقي المدفوعات عن البضائع والسلع التي يبيعها زوجها.
وفي مصر، استفادت “باي ناس” من رخصتها كوكيل مصرفي يعرض على الشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر والشركات الموردة في البلاد منصة تجمع بين أدوات إدارة الموارد البشرية والحلول المالية المرنة لخدمة القطاع الاكبر من المصريين و هم العاملين في الشركات من الفئات المذكورة. وتمكن تلك الحلول الشركات من التغلب على التحديات التى تتعلق بإدارة قوتها العاملة بجانب توفير مميزات مالية و غيرها من المميزات لموظفيها. وبالفعل، سوف تضمن الشراكة تحقيق المساواة و تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر – والتي توظف أكثر من 75% من إجمالي العمالة في مصر – من تمويل وتأمين أعمالها .
ورغم كل ذلك، لا تزال هناك حواجز تتعلق بالوصول إلى جودة التعليم والعمل اللائق والنمو الاقتصادي. وفي إطار المحاولات لإزالة هذه العوائق، تعمل شركة “STEMPower” على سبيل المثال على تأهيل الشباب في إثيوبيا لمواكبة العالم الرقمي من خلال الاستفادة من أصول التعليم المالي. وبذلك، تصبح المهارات المكتسبة بمثابة الخيط الذي يدمج الإبداع وريادة الأعمال لخلق فرص العمل. وفي إندونيسيا، كانت جائحة “كورونا” بمثابة فرصة لشركة “جوجيك” (Gojek) لتأهيل نحو 950 ألف من قادة شركات صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر. ومن خلال الاستفادة من أدوات التعليم المالي التي توفرها “فيزا”، تعززت الأدوات الرئيسية من مهارات الأعمال والمعرفة والرؤى والحفاظ على الأعمال وتنميتها في الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر. وبالشراكة مع الشباب وهذه الشركات، نصبح قادرين على التقدم في مجتمع أكثر عدالة تزدهر فيه المجتمعات المتعلمة مالياً في العالم الرقمي.
كان التضامن عنصراً حيوياً في التعامل مع تداعيات جائحة “كورونا”، فالحكومات حول العالم سعت لتخفيف آثار الجائحة على الفئات الأكثر تضرراً. في جواتيمالا، استفادت “نانسي جوميز” من البرنامج الحكومي لدعم الأسر “Government Bono Familia Aid” من أجل الحفاظ على أسرتها حيث اضطرت لوقف أعمالها بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي التي قيدت نشاطها التجاري.
ومن إندونيسيا إلى جواتيمالا مروراً بجنوب إفريقيا ومصر وإثيوبيا، لا يزال التمكين من أهم العوامل لتقدم البشرية. وقد تم بناء أهداف التنمية المستدامة على فرضية أن التعاون سوف يفتح المجال لتحقيق المزيد من هذه الأهداف. وكشبكة ذات موثوقية تدفع الأنشطة التجارية نحو الأمام، نعمل في “فيزا” على إحراز المزيد من التقدم، كما سنواصل تمكين الأفراد والشركات والمجتمعات كي يصبحوا أكثر مرونة من خلال تعزيز قدراتهم بما يؤهلهم للاستفادة من مزايا الاقتصاد الرقمي عبر التعليم المالي.