د. هبة محروس : أنسنة العمارة والعمران مدخل أساسي لبناء مجتمعات عربية مستدامة

خلال كلمتها في المؤتمر الدولي الخامس عشر للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة..

في يوم 14 ديسمبر، 2025 | بتوقيت 7:27 م

كتبت: شيرين سامى

أكدت أ.م.د.هبة محروس علي، أستاذ مساعد العمارة البيئية بكلية الهندسة وعضو الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، أن أنسنة العمارة والعمران تمثل أحد أهم التوجهات الاستراتيجية لتحقيق الاستدامة الشاملة في المجتمعات العربية، لما لها من دور محوري في تحسين جودة الحياة وتعزيز الهوية والانتماء للمكان.

جاء ذلك خلال كلمتها في المؤتمر الدولي الخامس عشر للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، حيث أوضحت أن مفهوم الأنسنة يقوم على تصميم الفراغات العمرانية من أجل الإنسان باعتباره محور العملية التصميمية، سواء في الفراغات المفتوحة أو المغلقة، بحيث يصبح المستخدم شريكًا فاعلًا في المكان لا مجرد متلقٍ له.

وأشارت إلى أن أنسنة العمارة تعني الدمج بين حياة الإنسان والكتل المبنية، مع تعزيز الارتباط بالطبيعة من خلال التصميم الأخضر للمباني، بما يحقق الإضاءة الطبيعية والراحة الحرارية والبصرية، إلى جانب التعبير عن عادات المجتمع وتقاليده وثقافته، بما يعكس الهوية المحلية ويعزز خصوصيتها.
وأضافت أن أنسنة العمران تهدف إلى تلبية احتياجات الإنسان على مستوى الفراغات المفتوحة، مثل الطرق والساحات والمسطحات الخضراء، بما يخلق بيئة عمرانية متوازنة داعمة للحياة اليومية.

وأوضحت أن تطبيق هذا المفهوم يحقق حزمة متكاملة من الفوائد، تشمل فوائد صحية عبر إتاحة مساحات للمشي والتعرض للهواء النقي، وفوائد بيئية من خلال احترام المتطلبات المناخية والحد من المشكلات البيئية، إلى جانب فوائد اقتصادية تسهم في تحقيق عائد مستدام لسكان المكان، وفوائد اجتماعية من خلال توفير فراغات لممارسة الأنشطة الحياتية وتعزيز الاعتماد على وسائل النقل الأخضر.

وأكدت أن أنسنة العمارة والعمران ليست مفهومًا حديثًا، بل تمتد جذوره إلى الحضارات القديمة، وعلى رأسها الحضارة الإسلامية، التي أولت اهتمامًا كبيرًا باحترام العادات والتقاليد، وحماية الأفراد، وتحسين جودة الخدمات الحياتية داخل المدن.

وفي سياق عرض النماذج التطبيقية، أشارت إلى مشروع تطوير عمران المدينة المنورة، الذي يُعد مثالًا بارزًا على أنسنة العمران من خلال توفير مسارات للمشاة، ومناطق مظللة، وفراغات عمرانية مفتوحة تدعم الأنشطة الحياتية لسكان الأحياء، إضافة إلى تطوير محيط المسجد النبوي ومسجد قباء بما يعزز البعد الإنساني والروحي للمكان.

واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن تبنّي توجه أنسنة العمارة والعمران يمثل ضمانة حقيقية لتحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وبناء مجتمعات عربية أكثر توازنًا وقدرة على الاستمرار، مع الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز الانتماء للمكان.