بيتي – إحدى شركات المراعي: رحلة الإبداع والاستدامة في صناعة الأغذية المصرية

مع اقتراب نهاية عام 2025، يواصل قطاع الصناعات الغذائية في مصر تحقيق نمو واضح يعكس تطورًا مستمرًا في قدرته التنافسية. فقد تجاوزت صادرات الأغذية المصرية 5 مليارات دولار خلال أول تسعة أشهر من العام مقارنة بنحو 4.7 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، محققةً نموًا بنسبة 9.4% بما يعادل زيادة قيمتها 441 مليون دولار. ومن هنا، تؤكد هذه النتائج أن القطاع أصبح من بين أهم ثلاثة قطاعات تصديرية في الدولة، ويمثل مساحة واسعة للفرص أمام الشركات التي تستثمر في التطوير والجودة.

في هذا السياق، تأتي شركة بيتي – إحدى شركات المراعي كجزء من هذا النمو. فاعتماد الشركة على تحسين الجودة وتحديث خطوط الإنتاج جعلها أكثر قدرة على الاستفادة من توسّع الأسواق العالمية.

وانطلاقًا من هذا الواقع تواصل شركة بيتي – احدي شركات المراعي – مشاركتها للعام الثامن في معرض Food Africa بهدف تعزير حضورها و أستئناف فرص جديدة للتصدير والتواصل مع شركاء القطاع في المنطقة وهي خطوة تعكس رؤية واضحة لمكانة الشركة داخل السوق وحرصها علي مواكبة التطورات التي يشهدها القطاع .

مسيرة التطوير المستمر (1998 – 2025)

بدأت رحلة شركة بيتي في عام 1998 برؤية واضحة: تقديم منتجات غذائية عالية الجودة تلبي احتياجات السوق المصري والإقليمي. وعلى مدار 26 عاماً، نجحت الشركة في بناء قاعدة صناعية متينة وتطوير قدراتها الإنتاجية باستمرار. تشير الأرقام إلى أن إجمالي الاستثمارات التراكمية وصل إلى 7 مليارات جنيه مصري(425 مليون دولار)، بينما تمتلك الشركة خطة استثمارية جديدة بقيمة 6 مليارات جنيه خلال السنوات الثلاث المقبلة.

بعد استحواذ مجموعة المراعي على الشركة بالكامل في 2023، دخلت شركة بيتي مرحلة جديدة من النمو المدعوم بإمكانيات استثمارية واسعة. يضم المصنع الآن 32 خط إنتاج متطور بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 650 ألف طن من العصائر والألبان والجبن والزبادي، تشمل 138 منتجًا مصنعًا محليًا، وتصل إلى أكثر من 110,000 نقطة بيع في جميع أنحاء الجمهورية كما تضم الشركة 6,000 موظف.

الجودة أساس العمل

تتبنى الشركة شعار “جودة تستحق الثقة” كمنهج عمل متكامل يشمل جميع مراحل الإنتاج. وقد استثمرت شركة بيتي – إحدى شركات المراعي، 30 مليون جنيه في تطوير أنظمة الجودة والتحليل، وتُجري سنويًا أكثر من 11 مليون تحليل و7,000 ساعة تدقيق، إلى جانب 1,000 حملة تفتيش داخلية سنويًا لضمان أعلى معايير السلامة الغذائية.

كما حصلت على مجموعة من الشهادات والاعتمادات المهمة، بينها الإدراج في القائمة البيضاء للهيئة القومية لسلامة الغذاء والهيئة السعودية للغذاء والدواء، بالإضافة إلى شهادة نظام سلامة الغذاء FSSC 22000، وشهادات الأيزو ISO 9001 وISO 14001 وISO 45001 وISO 17025، إلى جانب تحقيق درجات مرتفعة في تقييمات AIB العالمية وصلت إلى 950 و955 درجة.

بيتي 2025: من تطوير الكفاءات المحلية إلى التوسع العالمي
شهد عام 2025 مرحلة توسّع نوعية في مسيرة بيتي، انطلقت أولًا من الداخل حيث تواصل الشركة الاستثمار في كوادرها باعتبارهم أساس التطوير الحقيقي. عززت بيتي مكانتها كأحد أفضل أماكن العمل في مصر، بعد حصولها على شهادة “Top Employer 2025” من معهد Top Employers Institute العالمي، بالإضافة إلى جائزة “أثر للاستدامة” تقديرًا لالتزامها بمعايير الحوكمة والمسؤولية البيئية والاجتماعية.

وواصلت الشركة توسّعها الإنتاجي خلال العام، إذ قامت بإضافة خمسة خطوط إنتاج جديدة، باستثمارات تجاوزت مليار جنيه مصري، ما ساهم في رفع الطاقة الإنتاجية لقطاعات الأجبان والزبادي والزبادي المشروب بنسبة 20%.

وبالتوازي مع تعزيز القدرات المحلية، حافظت شركة بيتي على التزامها تجاه أسواقها الخارجية، حيث تواصل منتجات الشركة الوصول إلى 45 دولة حول العالم. وتستهدف الشركة أن تمثل الصادرات 10-15% من إجمالي الإنتاج، مع مواصلة التوسع في الأسواق الأفريقية والآسياوية ابتداءً من 2026.

بيتي: “علامة تجارية خضراء بحلول عام 2030”

تأتي الاستدامة كامتداد طبيعي لفلسفة الجودة داخل الشركة لذا تعتزم الشركة تبني استراتيجية شاملة للاستدامة تهدف إلى تحويل الشركة إلى “علامة تجارية خضراء” بحلول عام 2030، من خلال مجموعة من المبادرات البيئية والاجتماعية المبتكرة:

● تدير الشركة أكبر محطة طاقة شمسية في قطاع الأغذية والمشروبات في مصر بقدرة 7.6 ميجاوات، وأكبر محطة لمعالجة المياه الصناعية بطاقة 3,200 متر مكعب يومياً. كما دعمت الشركة أول محطة ضغط غاز طبيعي لخدمة 7 مصانع مجاورة.

● ونجحت شركة بيتي في تقليل النفايات البلاستيكية بمقدار 290 طن سنوياً، وتعيد تدوير 25,000 طن من الكرتون سنوياً، بالإضافة إلى معالجة 80% من مخلفات المصنع عبر إعادة التدوير. كما تصل نسبة التوطين من المواد الخام إلى 67%.

● وتسعى الشركة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف البيئية الطموحة بحلول عام 2030، تشمل الوصول إلى صفر نفايات تُرسل إلى المدافن، وخفض البصمة الكربونية بنسبة 25%، ورفع كفاءة استخدام الموارد بنسبة 20% من خلال التوسع في برامج إعادة التدوير والابتكار الأخضر، إلى جانب التحول الكامل إلى مواد تعبئة قابلة لإعادة التدوير بنسبة 100%.

الأثر المجتمعي والشراكة التنموية
على مدار السنوات الماضية، نفذت بيتي – إحدى شركات المراعي مجموعة من المبادرات المجتمعية الهادفة إلى خلق أثر إيجابي مستدام في المجتمع المصري، من خلال برامج التدريب والتوظيف ودعم القطاعات الحيوية.

● ففي برامج التدريب نجحت الشركة من خلال مبادرة “الكسيب” في تأهيل 420 شاباً في محافظات مختلفة، ووفرت لهم سيارات تبريد وأدوات تساعدهم على بناء مشاريعهم الخاصة. كما ساعدت المبادرة في وصول المنتجات إلى المناطق النائية.

● وحققت الشركة تقدماً في مجال التوظيف وتمكين المرأة، حيث ارتفعت نسبة الموظفات بـ 58% خلال العام الماضي، ووصل تمثيل المرأة في المناصب الإدارية العليا إلى 21%. كما أنشأت مركزاً لرعاية الأطفال.

● وفي امتداد لالتزام الشركة بدعم القطاع الصحي، وقّعت بيتي بروتوكول تعاون جديدًا مع مستشفى الناس لعلاج الأطفال المصابين بعيوب خلقية في القلب، والتي تعمل بطاقة استيعابية وصلت إلى 600 سرير، عبر عمليات مجانية تمتد لعام كامل، تتولى خلاله الشركة تزويد المستشفى شهريًا بمجموعة من منتجات الألبان الأساسية عالية الجودة. ويجسّد هذا التعاون رؤية الشركة في تعزيز الوصول إلى رعاية صحية متوازنة وغذاء آمن للأطفال الأكثر احتياجًا.

● كما تمتد المساهمة المجتمعية للشركة لتشمل دعم 600,000 مريض من خلال تطوير مستشفى غرب النوبارية، ودعم 300,000 أسرة في برامج شهر رمضان، بالإضافة إلى تدريب وتطوير أكثر من 100 مزرعة صغيرة ومتوسطة من خلال 450 ساعة تدريبية سنوياً عبر أكاديمية بيتي.

رؤية المستقبل

تتطلع الشركة إلى مواصلة نموها من خلال تنفيذ خطتها الاستثمارية الطموحة والتوسع في الأسواق الإقليمية والدولية، مع التركيز على القارة الأفريقية كسوق واعد ذو إمكانيات كبيرة. كما تهدف إلى تعميق أثرها الإيجابي في المجتمع المصري من خلال تعزيز مبادراتها التعليمية والاجتماعية، والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية مصر 2030.

ومن خلال هذا المزج بين الخبرة المحلية والإمكانيات العالمية لمجموعة المراعي، تواصل شركة بيتي كتابة قصة نجاح مصرية متميزة في قطاع الصناعات الغذائية، مؤكدة أن الجودة الحقيقية تبدأ من الداخل وتمتد لتشمل كل جوانب العمل والحياة.