أشرف الجزايرلي رئيس غرفة الصناعات الغذائية ل ” العالم اليوم”: أفريقيا أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم ..والاتفاقيات التجارية تضاعف فرص المنتجات المصرية بالقارة

" فوود افريكا " نجح في تعزيز مكانته كمنصة إقليمية ودولية لربط المصنعين والمشترين من مختلف القارات

اتفاقية التجارة الحرة القارية تزيل 90% من الجمارك وتخلق سوقً موحد يضم أكثر من 14 مليار شخص ناتجه المحلي 3.4 تريليون دولار

في يوم 9 ديسمبر، 2025 | بتوقيت 6:07 ص

كتب: مني البديوي

اكد المهندس أشرف الجزايرلي رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات ان معرض “فوود أفريكا” يعد واحدًا من أكبر وأهم المعارض المتخصصة في الصناعات الغذائية في المنطقة حيث نجح في تعزيز مكانته كمنصة إقليمية ودولية لربط المصنعين والمشترين من مختلف القارات.

واضاف في تصريحات ل ” العالم اليوم” ان الدورة العاشرة من المعرض تشهد مشاركة دولية واسعة تضم أكثر من 1200 شركة من 45 دولة منها ألمانيا والسعودية و الإمارات والكويت والهند وتركيا و وروسيا، بالإضافةإلى عدد كبير من الشركات المصرية .

وشدد علي ان المعرض يمثل عنصرًا داعمًا مهمًا لزيادة الصادرات المصرية خاصة مع وصول صادرات الصناعات الغذائية المصرية في عام 2024 إلى 6.1 مليار دولار بنسبة نمو %21مقارنة بعام 2023، وهو ما يؤكد أن المعارض الدولية بهذا الحجم وفي مقدمتها “فوود أفريكا ” تلعب دورًا محوريًا في إبراز تنافسية المنتجات المصرية وتسهيل نفاذها إلى الأسواق العالمية بفضل توافقها مع المعايير الدولية ومتطلبات المستهلكين.

واردف : أن المعرض يمثل أكبر منصة دولية لتصدير الغذاء من مصر وانه يتيح للشركات المصرية مقابلة مئات المشترين الدوليين(Hosted Buyers) وعقد صفقات تصديرية مباشرة ، وفتح أسواق جديدة خاصة في إفريقيا والخليج وأوروبا من خلال لقاءات الأعمال المنظم ةB2B Meetings ، واستعراض أحدث المنتجات والابتكارات في الصناعات الغذائية مما يساعد الشركات على تطوير منتجاتها وتحسين قدرتها التنافسية ، و جذب وفود رسمية وتجارية دولية بما يعزز صورة مصر كمركز إقليمي للصناعات الغذائية والتجارة اللوجستية ، علاوة علي ما يمثله كونه فرصة قوية للشركات الصغيرة والمتوسطة للتواجد في سوق إقليمي واسع بتكلفة أقل من المشاركة في معارض خارجية.

وحول أهمية السوق الافريقي ، أكد الجزايرلي ان أفريقيا تضم 54 دولة ويبلغ عدد سكانها أكثر من 1.4 مليار نسمة ما يجعلها أحد أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم خاصة في قطاع الغذاء.

واضاف ان معظم دول القارة تعتمد على إستيراد الأغذية و الأغذية المصنعة لتلبية احتياجاتها من الحبوب والسكر ومنتجات الألبان والمشروبات والمعلبات بسبب محدودية الطاقة الإنتاجية المحلية، مشددا علي ان السوق الأفريقي يشكل ضرورة استراتيجية للصناعة المصرية وامتداداً طبيعياً لها كونه أحد أسرع الأسواق نمواً على مستوى العالم.

واردف : ان الاتفاقيات التجارية المتاحة مثل الكوميسا واتفاقية AfCFTA تضاعف من فرص المنتجات المصرية عبر منحها ميزة تنافسية قوية بفضل تخفيض الرسوم الجمركية ، مشيرا الي ان الصادرات الغذائية المصرية في النصف الأول من عام 2025 قد شهدت أداءً متفاوتاً في الأسواق الأفريقية حيث احتلت الدول الأفريقية غير العربية المرتبة الثالثة في قائمة المستوردين بقيمة إجمالية بلغت 249مليون دولار، مسجلة نمواً قوياً بنسبة %9 وشكلت 7% من إجمالي الصادرات و جاءت السودان أولاً بقيمة 163مليون دولار بالرغم من تراجع في الأداء بنسبة 25%، بينما تلتها ليبيا بقيمة 157مليون دولار، محققة نمواً إيجابياً بنسبة %6 في نفس الفترة.

وفيما يتعلق بالفرص المتاحة أمام الشركات المصرية بدول القارة ، أوضح الجزايرلي ان اتفاقية التجارة الحرة القارية تُمثل فرصة استراتيجية للصادرات المصرية حيث تتيح إزالة التعريفات الجمركية على 90% من السلع بين الدول الأعضاء ما يخلق سوقًا موحدًا يضم أكثر من 14 مليار شخص ويصل إجمالي ناتجه المحلي إلى حوالي 3.4 تريليون دولار، لافتا الي ان هذا الاتفاق يُعزز التجارة البينية ويخفض الرسوم مما يضاعف فرص المنتجات المصرية وخاصة الصناعات الغذائية المصنعة في النفاذ إلى الأسواق الإفريقية بسهولة وتنافسية أكبر.

واستطرد : انه توجد فرصة كبيرة لنمو الصادرات المصرية في السوق الأفريقية نظراً لتنوع المنتجات المصرية المعروضة والتي تشمل السلع الوسيطة ومستلزمات الإنتاج للقطاعات الزراعية والصناعية ، بالإضافة إلى المنتج النهائي الموجه للمستهلك ، مشيرا الي ان المصدرين يستفيدون من المزايا الهيكلية للسوق الأفريقية مثل تنوع شرائح الطلب ومستويات الدخل ورغبة دول القارة في تعزيز التجارة البينية.

وحول اهم التحديات التي تتواجد بدول القارة ، أوضح الجزايرلي انها تتمثل في النقل واللوجستيات حيث لا تزال هناك حاجة لإنشاء خطوط شحن مباشرة ومنتظمة إلى العديد من الدول الأفريقية خاصة دول غرب ووسط أفريقيا مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الشحن وطول زمن وصول المنتجات المصرية ، والمعوقات المالية والمصرفية حيث تواجه الشركات المصرية صعوبة في ضمان مدفوعاتها بسبب ضعف التغطية التأمينية لمخاطر عدم السداد، وافتقار الأسواق الأفريقية إلى بنية مصرفية متطورة أو وجود فروع كافية للبنوك المصرية لتسهيل التعاملات ، ونقص المعلومات السوقية حيث تواجه الشركات تحدياً في الحصول على معلومات دقيقة ومحدثة حول احتياجات الأسواق الأفريقية المختلفة والمواصفات القياسية المطلوبة والتغيرات التنظيمية والتشريعية في تلك الدو ل.

وأشار الجزايرلي الي الدور الذي تقوم به الغرفة لرفع تنافسية الشركات ، موضحا ان الغرفة تحرص علي عقد اجتماعات وورش عمل متخصصة للشركات يتم خلالها استضافة ممثلي الجهات المختلفة مثل هيئة سلامة الغذاء و مصلحة الضرائب .. وجميع الجهات ذات الصلة بالقطاع لشرح أي تشريعات جديدة وضمان التوافق القانوني معها، وتنظيم لقاءات ثنائية مباشرة بين المصنعين المصريين والكيانات الأجنبية المماثلة مثل غرف صناعية واتحادات لتوليد فرص تجارية واستثمارية مشتركة.

واضاف ان الغرفة تعمل ايضا علي
توفير برامج بناء القدرات والدعم الفني والتقني لرفع جودة وكفاءة إنتاج الشركات الصغيرة لتلبية متطلبات الأسواق التصديرية ، وتشجيع وتسهيل تبني الشركات لـ التعبئة والتغليف المستدام والذكي، والعمل على التوافق مع المعايير البيئية العالمية لضمان القبول في الأسواق المتقدمة ، علاوة علي التواصل المستمر مع جهات التجارة الخارجية ومكاتب التمثيل التجاري لمتابعة المواصفات القياسية وتعديلات منظمة التجارة العالمية(WTO) و لجنة العوائق الفنية علي التجارة (TBT) ولجنة دستور الأغذية (CODEX) لضمان جاهزية المنتجات للتصدير.