د. طارق الهوبي رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء ل ” العالم اليوم “: السوق الإفريقي فرصة كبيرة للاغذية المصرية.. وتنشيط التعاون المشترك رهن بتبني معايير موحدة بين الدول
في يوم 9 ديسمبر، 2025 | بتوقيت 5:59 ص

كتب: مني البديوي
“يمثل السوق الإفريقي فرصة كبيرة لقطاع الصناعات الغذائية المصري نظرًا لنمو الطلب على المنتجات عالية الجودة واحتياج دول القارة لمصادر غذائية متنوعة وآمنة”…بهذه العبارات المهمة نحو احد اسواقنا الاستراتيجية تحدث الدكتور طارق الهوبي رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء في حواره مع ” العالم اليوم” ، موضحا جهود الهيئة لتنشيط التعاون وتعظيم الاستفادة من العديد من التكتلات الاقتصادية داخل القارة وكيف انهم يعملون علي ذلك من خلال العديد من الخطوات أهمها تبني معايير موحدة لضمان سلامة الغذاء بين الدول الأفريقية بما يسهم في تسهيل حركة التجارة وتقليل التباينات التنظيمية وإنشاء منصات مشتركة للتبادل التجاري والتقني بين المنتجين وهيئات سلامة الغذاء لدعم التواصل المباشر وتبادل الخبرات ودعم برامج التدريب وورش العمل بهدف تعزيز القدرات المحلية في مجال سلامة الغذاء وبناء كفاءات فنية قادرة علي رفع مستوي الرقابة وجودة المنتجات .
واردف : ان هذه الخطوات تمثل ركيزة أساسية لدعم التوسع في السوق الإفريقي إذ تُسهم في توحيد المتطلبات الفنية وتقليل العقبات التجارية وتتيح للمنتجين المصريين نفاذًا أكثر سلاسة إلى الأسواق الإفريقية، كما تدعم بناء قدرات الهيئات الوطنية وتعزيز منظومات الرقابة الغذائية بما يضمن تداول منتجات آمنة وذات جودة عالية ويرسخ الثقة المتبادلة ويفتح المجال أمام شراكات مستدامة ونمو مستمر في الصادرات المصرية.
وبسؤاله عن تطورات ملتقى المنظمات المعنية بسلامة الغذاء على مستوى القارة الذي نظمته الهيئة بالقاهرة خلال اكتوبر 2023 بحضور أفريقي ضخم، أكد الهوبي ان الملتقى كان نقطة انطلاق لتشكيل شبكة من التعاون بين الهيئات الأفريقية المعنية بسلامة الغذاء وانه منذ ذلك الحين تم
تعزيز تبادل المعلومات والخبرات الفنية بين الدول المشاركة ووضع أطر عمل مشتركة لتطوير نظم الرقابة على الغذاء والتخطيط لإطلاق برامج مشتركة لدعم التدريب الفني وزيادة قدرات الدول في مجال فحص وتحليل الأغذية.
وكشف رئيس ” سلامة الغذاء ” عن قيام الهيئة بعقد جلسات علمية مخصصة للتعاون التنظيمي الغذائي بين هيئات الأغذية الأفريقية غدا وبعد غد على هامش معرض” فوود افريكا ” الذي أصبح منصة رائدة لربط أصحاب المصلحة الأفارقة والدوليين في أنظمة الأغذية والسلامة والابتكار، مشددا علي ان تلك الاجتماعات تمثل فرصة لسماع وجهات النظر حول أهمية الحفاظ على AFRAF كشبكة ذاتية التوجيه، بالإضافة إلى فرص تعزيز التعاون وتبادل البيانات، والآليات العملية – مثل القيادة الدورية أو مجموعات العمل المواضيعية – للحفاظ على مشاركة فعّالة.
واردف قائلا: ” نأمل أن تُعزز هذه المناقشات جهود التعاون بين هيئات تنظيم الأغذية الأفريقية وأن تُحدد إجراءات جماعية لتعزيز سلامة الأغذية والمشهد التنظيمي في القارة ، مشيرا الي تطلعه لاستمرار التعاون والتفاعل فيما يتعلق بالتعاون التنظيمي الغذائي في أفريقيا.
وبسؤاله عن أهم التحديات التي تواجه سلامة الغذاء في القارة السمراء ، اوضح الهوبي ان سلامة الغذاء في القارة الإفريقية تواجه مجموعة من التحديات التي تؤثر على جودة وسلامة المنتجات الغذائية وتشكل عائقًا أمام التجارة المستدامة ابرزها : تفاوت مستوى البنية التحتية وأنظمة الرقابة بين الدول حيث تختلف الدول الإفريقية بشكل كبير من حيث تجهيزات المختبرات وكفاءة أنظمة الرقابة على الأغذية وقدرة الجهات الرقابية على تنفيذ الفحوصات والرقابة الدورية و هذا التفاوت يخلق فجوات في مراقبة سلامة المنتجات ويؤثر على ثقة المستهلك والأسواق الخارجية ، والأمر الثاني يتمثل في ضعف القدرة على المراقبة المستمرة وفحص الأغذية حيث ان يعض الدول تواجه نقصًا في الكوادر المدربة أو في الاجهزة المتطورة لفحص الأغذية مما يؤدي إلى صعوبة الكشف المبكر عن المنتجات غير المطابقة للمواصفات أو الملوثة وبالتالي زيادة مخاطر الاصابة بالتسمم الغذائي وانتشار الأمراض المرتبطة بالغذاء ، والأمر الثالث يتمثل في الحاجة لتوحيد المعايير بين الدول المختلفة حيث ان هناك
اختلاف في القوانين واللوائح بين الدول الإفريقية يعيق حركة تجارة الغذاء ويسبب تحديات للمصدرين الراغبين في دخول أسواق متعددة وهناك غياب معايير موحدة لسلامة الغذاء يزيد من احتمالية رفض الشحنات أو تعرض المنتجات للمخاطر الصحية.
وفيما يتعلق بالخطوات المطلوبة لمجابهة تلك التحديات، أفاد الهوبي أن ذلك يتطلب ضرورة تبني وإقامة ورش عمل وبرامج تدريبية مستمرة للكوادر الفنية في مجال سلامة الغذاء بما يساهم في رفع مستوى الرقابة وتوحيد الإجراءات بين الدول، ويضمن وجود خبرات قادرة على التعامل مع كافة المستجدات في فحص الأغذية وتحليل المخاطر، علاوة علي ضرورة إنشاء قاعدة بيانات مشتركة لمراقبة وتتبع المنتجات الغذائية و تطوير نظام إلكتروني مشترك لتسجيل ومتابعة حركة المنتجات الغذائية بين الدول، بما يتيح تتبع أي منتجات ملوثة أو مخالفة بسرعة وفعالية، ويعمل على تعزيز الشفافية وتقليل المخاطر الصحية.
واضاف انه يجب ايضا تعزيز التعاون الفني بين الدول لتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة و
تشجيع إنشاء شراكات تقنية وعلمية بين الهيئات الإفريقية المختصة، لتبادل الخبرات والممارسات الفضلى واستخدام التقنيات الحديثة في فحص الأغذية مثل أنظمة التحليل السريع للكشف عن الملوثات، بما يسهم في توفير غذاء آمن ومستدام للقارة.
وتابع : انه يجب كذلك وضع إطار تنظيمي موحد وتوحيد المعايير بحيث يتم العمل على اعتماد معايير إفريقية مشتركة لسلامة الغذاء بما يضمن مستوى متسقًا للجودة ويُسهل التجارة البينية بين الدول ويزيد من الثقة في المنتجات الإفريقية على المستويين المحلي والدولي ، مشددا علي انه من خلال هذه الخطوات يمكن للقارة الإفريقية بناء منظومة متكاملة لسلامة الغذاء تُعزز حماية المستهلك وتدعم النمو الاقتصادي من خلال فتح أسواق جديدة وتشجيع التجارة المستدامة بين الدول ، كما يسهم التعاون الإقليمي في رفع مستوى الجودة والامتثال للمعايير الدولية، بما يجعل المنتجات الإفريقية أكثر قدرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
وبسؤاله عن معرض “فوود أفريكا” كمنصة لتعزيز الصادرات والتعاون الأفريقي، أكد الهوبي أن “فوود أفريكا” يعد منصة استراتيجية لمصر لعرض منتجاتها الغذائية عالية الجودة وتعزيز فرص التعاون التجاري مع دول القارة الإفريقية”.
واضاف ان المعرض يساهم في دعم الحضور المصري في الأسواق الإفريقية من خلال: إتاحة فرصة واسعة للشركات المصرية لفتح أسواق جديدة وبناء شراكات تجارية مباشرة مع مستوردين وموزعين من مختلف الدول، وتعزيز الحوار والتبادل التجاري بين المستثمرين والهيئات الإفريقية، بما يدعم التعاون الاقتصادي ويُسهِم في تنمية العلاقات التجارية عبر القارة، علاوة علي ما بمثله المعرض كنقطة التقاء للخبراء وصنّاع القرار في مجال سلامة الغذاء الأمر الذي يدعم تبنّي أفضل الممارسات ورفع مستوى الجودة والامتثال للمعايير على مستوى القارة الإفريقية وما يمثله من أداة محورية لتعزيز صادرات الصناعات الغذائية المصرية وترسيخ مكانتها الإقليمية في القارة السمراء.
واكد ” الهوبي ” ان الهيئة القومية لسلامة الغذاء تعمل على تعزيز التواجد المصري في الأسواق الخارجية من خلال تطوير منظومة متكاملة لضمان جودة وسلامة المنتجات الغذائية المصرية وفق أعلى المعايير الدولية وان هذه الجهود تشمل توحيد آليات الرقابة والتفتيش لضمان مطابقة المنتجات للمواصفات العالمية و إصدار شهادات صلاحية منتج للتصدير معترف بها دولياً لتسهيل عمليات التصدير والتعاون مع الهيئات والمؤسسات الدولية والإقليمية لتبادل الخبرات والتدريب.
ولفت الي مشاركة الهيئة بالتعاون مع المجلس التصديري للصناعات الغذائية في عدد من البعثات التجارية إلى دول إفريقية مختلفة، مؤكدا انها أسفرت عن نتائج إيجابية على أكثر من مستوى؛ حيث أسهمت في تعزيز العلاقات التجارية بين الشركات المصرية ونظرائها في القارة، ورفعت من وعي المستثمرين الأفارقة بمستوى جودة وسلامة المنتجات المصرية مما عزز الثقة وأتاح فرصًا أكبر للتصدير. كما ساعدت هذه البعثات في تأسيس شبكة تعاون واسعة بين الهيئات والشركات الإفريقية، بما يدعم توجه الدولة نحو التوسع في الصادرات المصرية وفتح أسواق جديدة.







