جمعية البيئة العربية و”الانتاج الحيوانى” يطلقان مؤتمر موسع نهاية ديسمبر الجاري لمناقشة الفجوة العلفية وسبل تقليصها
في يوم 2 ديسمبر، 2025 | بتوقيت 7:33 ص

كتب: مني البديوي
تحت عنوان ” محاور الاستدامة لإنتاج الأعلاف وتقليص الفجوة العلفية في مصر” تنظم جمعية البيئة العربية بالتعاون مع معهد بحوث الانتاج الحيوانى مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الاراضى موتمر موسع يعقد علي مدار يومين خلال الفترة من 28 الي 29 ديسمبر الجاري وذلك بحضور عدد كبير من الخبراء والمتخصصين .
واوضح الدكتور عبدالعزيز نور
رئيس المؤتمر واستاذ تغذية الحيوان والأسماك بكلية الزراعة جامعة الاسكندرية ورئيس جمعية البيئة العربية ان انعقاد هذا المؤتمر يأتي في سياق وطني وإقليمي تتصاعد فيه تحديات الأمن الغذائي حيث تمثل الفجوة العلفية أحد أهم المعضلات الهيكلية التي تؤثر بصورة مباشرة في كفاءة وتنافسية قطاع الثروة الحيوانية.
واضاف ان الأعلاف تمثل ما يتراوح بين 60 الي 70% من تكاليف الإنتاج الحيواني ومن ثم فإن أي خلل في توافرها أو ارتفاع أسعارها ينعكس فورًا على السوق المحلي ومعيشة المربين و توازن منظومة الغذاء ككل ، مشددا علي انه من هنا تأتي الأهمية الاستراتيجية لهذا المؤتمر الذي لا يهدف فقط إلى توصيف الأزمة بل إلى تفكيكها وتحليلها وتقديم حلول علمية مبتكرة قابلة للتنفيذ.
وقال ” نور ” فكرة المؤتمر تقوم على تبنّي منظور شامل يرى الفجوة العلفية ليس فقط كعجز في الإنتاج بل كقضية مركّبة ترتبط بكفاءة إدارة الموارد المائية والأرضية بالبحث العلمي والتكنولوجيا الحيوية بالسياسات الاقتصادية والتنظيمية، وبمدى قدرة الدولة على الابتكار في استخدام المخلفات الزراعية والغذائية، ودمج مصادر أعلاف غير تقليدية في المنظومة الوطنية.
واردف : ان جلسات المؤتمر تتيح مساحة واسعة من التكامل الفكري من خلال الجمع بين العلماء والممارسين وصنّاع القرار والمستثمرين في منصة واحدة.
واضاف ان المؤتمر يرتكز علي 3 محاور إستراتيجية تشكل إطارًا لرؤية متكاملة نحو سد الفجوة العلفية تتضمن أولًا: فهم علمي دقيق لطبيعة الفجوة العلفية وأبعادها حيث يسعى المؤتمر إلى تحليل التدفقات العلفية في مصر وقياس حجم الفجوة بطريقة منهجية تعتمد على البيانات والإحصاءات وربطها بالتغيرات في أنماط الاستهلاك والإنتاج الحيواني. ويشمل ذلك دراسة تحديات الأراضي، والمياه، والبذور، والأسواق، وسلاسل القيمة، والقدرات المؤسسية ، ثانيًا: توظيف الاتجاهات العلمية الحديثة والتكنولوجيا الزراعية ويتضمن ذلك استعراضًا معمقًا لأحدث التطورات في: الهندسة الوراثية للمحاصيل العلفية لزيادة الإنتاجية وتحسين القيمة الغذائية ، و الأعلاف البديلة وغير التقليدية مثل الحشرات (اليرقات)، الأعشاب البحرية، البروتينات الميكروبية، والبقايا الصناعية والزراعية و تقنيات تحسين الهضم والإضافات العلفية للحد من الفاقد ورفع كفاءة الاستخدام و التحول الرقمي في إدارة مزارع الإنتاج الحيواني وتوقعات الاستهلاك العلفي.
وفيما يتعلق بالمحور الثالث للمؤتمر أوضح دكتور عبد العزيز نور انه يتمثل في صياغة حلول مبتكرة تربط بين العلم والسياسات والتطبيق العملي.
واكد ان المؤتمر يركز على تطوير مقترحات عملية قابلة للتنفيذ في الأجلين القصير والطويل تشمل: إصلاحات في سياسات الحيازة والتسعير والتعاقدات الزراعية و تشجيع الاستثمار الخاص في صناعة الأعلاف البديلة وتدوير المخلفات و بناء شراكات بين الجامعات والمراكز البحثية والقطاع الخاص و تطوير برامج وطنية لزيادة إنتاجية المحاصيل العلفية التقليدية وتوسيع الرقعة المزروعة و تحسين البنية التحتية لسلاسل الإمداد وتخزين الأعلاف ونقلها.
واعتبر ” نور ” ان اهم ما يميز هذا المؤتمر عن غيره هو اعتماده على منهجية بحثية تطبيقية تهدف إلى تحويل الدراسات العلمية إلى نماذج عملية وسياسات واضحة ، مشددا علي ان المؤتمر لا يكتفي بعرض الأفكار، بل يعمل على تقييمها وتحديد جدواها وبحث إمكانية دمجها في منظومة الأعلاف المصرية مع الأخذ في الاعتبار القيود الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.
واردف قائلا:” نطمح أن يشكّل هذا المؤتمر منعطفًا معرفيًا يُعيد صياغة مقاربة الدولة تجاه ملف الأعلاف، ويُمكّن صُنّاع السياسات من اتخاذ قرارات تستند إلى العلم والبيانات ويحفّز المربين والمستثمرين على تبنّي تقنيات حديثة ترفع الكفاءة وتقلل التكلفة”.
واكد ان المؤتمر يمثل خطوة تأسيسية نحو بناء رؤية وطنية شاملة للأمن العلفي قائمة على المعرفة والابتكار والتعاون. مشددا على أن ما سيصدر عنه من توصيات سيشكّل خارطة طريق واقعية تُسهم في بناء منظومة إنتاج علفي حديثة تعتمد على الابتكار وتوظيف التكنولوجيا وترشيد الموارد وتعظيم الاستفادة من المخلفات بما يعزز الأمن الغذائي و بناء مستقبل علفي مستدام ومستقبل غذائي أكثر استقرارًا ومرونة.







