الأمم المتحدة تدفع بملف التصحر إلى صدارة الأمن الدولي.. و “ياسمين فؤاد” تعلن خارطة تمويل جديدة حتى COP17
في يوم 29 نوفمبر، 2025 | بتوقيت 9:08 م

كتبت: شيرين سامى
في تأكيد على تنامي الاهتمام الدولي بأزمة تدهور الأراضي، عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ووكيلة السكرتير العام للأمم المتحدة، جلسة نقاشية عبر تقنية الزووم مع أعضاء جمعية كتاب البيئة والتنمية في مصر، وذلك عقب مرور مائة يوم على توليها المنصب الأممي.
الجلسة خُصِّصت لعرض ملامح المرحلة المقبلة في مسار العمل الدولي قبل انعقاد الدورة الـ23 للجنة تقييم تنفيذ الاتفاقية (CRIC23) في بنما ديسمبر المقبل، ولفتح حوار مباشر مع الإعلام البيئي حول أولويات السكرتارية وآفاق دعم الدول النامية.
وأكدت فؤاد في كلمتها الافتتاحية أن قضية التصحر لم تعد مرتبطة بالجفاف فقط، بل باتت تمسّ الأمن الغذائي، وسبل المعيشة، والهجرة، واستقرار المجتمعات، وحقوق المرأة في ملكية الأراضي، مشيرة إلى أن 40% من أراضي العالم تعرضت للتدهور بحسب التقارير الدولية. ولفتت إلى أن الاتفاقية تتميز بامتلاكها ذراعًا تنفيذية هي الآلية العالمية التي تعمل على حشد التمويل وتنفيذ المشروعات مباشرة داخل الدول، ما يمنحها قوة إضافية مقارنة باتفاقيات المناخ والتنوع البيولوجي.
واستعرضت أهم نتائج مؤتمر الأطراف COP16 بالسعودية، ومنها إطلاق صندوق دولي لمكافحة الجفاف بقيمة أولية 2 مليار دولار، وإدماج القطاع الخاص لأول مرة في إعادة تأهيل الأراضي، وتطوير نظام عالمي للتنبؤ بحالة الأراضي خلال عقدين قادمين. كما أوضحت أن 70 دولة — من بينها مصر — استوفت شروط التأهل لتمويل صندوق الجفاف.
وردًا على سؤال حول التحديات السياسية وتأثير الصراعات على قرارات الأراضي، أكدت فؤاد أن الأرض قضية أمن قومي وأن النزاعات الإقليمية تضاعف من تدهور الأراضي وتزيد النزوح، مشيرة إلى تحركات مشتركة مع السعودية وألمانيا لطرح ملف التصحر ضمن أجندة الأمن الدولي عبر مؤتمر ميونيخ للأمن.
كما كشفت عن خطة لإعادة هيكلة آليات التمويل حتى COP17 في منغوليا، بهدف جعل الأراضي مجالًا جاذبًا للاستثمار وخفض مخاطر تمويل مشروعات إعادة التأهيل، إضافة إلى إطلاق منتدى عالمي للقطاع الخاص في دافوس.
وأعلنت أن تقرير Global Land Outlook بنسخته الثالثة سيصدر في أغسطس باللغتين العربية والإنجليزية، بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد WMO، مؤكدة أن العواصف الرملية ستصبح أحد أكبر التحديات البيئية والاقتصادية في المنطقة، بخسائر قد تصل إلى 2% من الناتج المحلي لبعض الدول.
وفي ختام اللقاء، أوضحت فؤاد أن مصر قدمت خطتها الوطنية لمكافحة الجفاف وعددًا من المشروعات المؤهلة للتمويل، مؤكدة أن دورها اليوم “يمثل خدمة لـ197 دولة، دون أن ينفصل عن دعم مكانة مصر الدولية”.
فيما أعرب الدكتور محمود بكر، رئيس جمعية كتاب البيئة، عن فخره باختيارها للمنصب، معتبرًا أن خبراتها في اتفاقيات ريو الثلاث منحت مصر حضورًا دوليًا متقدمًا في ملفات البيئة والتمويل المناخي.







