محمد طلعت رئيس قطاع التجزئة المصرفية – المشرق مصر : التعاون ركيزة المستقبل للقطاع المصرفي

في يوم 20 نوفمبر، 2025 | بتوقيت 8:42 م

كتبت: شيرين محمد

اكد محمد طلعت رئيس قطاع التجزئة المصرفية ببنك المشرق مصر انه
لا يوجد اليوم أي بنك أو مؤسسة مالية يمكنها الادعاء بأنها تمتلك باقة شاملة من الخدمات التي تلبّي جميع احتياجات العملاء المتغيّرة باستمرار. ففي ظل التحوّل الرقمي المتسارع الذي يُعيد تشكيل المشهد المالي العالمي، أصبحت الشراكة والتعاون المبدأ الأهم لتحقيق التقدّم. واليوم، تدرك البنوك الأكثر تطورًا أن مستقبلها يعتمد على الابتكار المشترك ضمن منظومة من الشركاء تشمل شركات التكنولوجيا المالية، والمنصات الرقمية، وشركات الاتصالات.
واشار في الماضي، كانت البنوك تعمل داخل أنظمة مغلقة تعيق الابتكار. فكانت عمليات تطوير المنتجات تستغرق وقتًا طويلًا، وكانت تجارب العملاء مجزّأة وغير منسّقة .وحتى العميل الذي يتقدّم للحصول على أكثر من خدمة من نفس البنك كان يُطلب منه إدخال نفس البيانات عدة مرات — تجربة تبدو بعيدة تمامًا عن الواقع الرقمي الحديث.
إحدى أبرز التطورات التي مكّنت هذا التغيير هي الخدمات المصرفية كخدمة .Banking as a Service فمن خلال إتاحة القدرات المصرفية عبر واجهات برمجة التطبيقاتAPIs ، تتيح هذه التقنية للعلامات التجارية غير المصرفية دمج الخدمات المالية مباشرة في تجربة عملائها -سواء في المدفوعات أو الإقراض أو المحافظ الرقمية أو منصات الاستثمار. فتح هذا النموذج الجديد الباب أمام بنى توريد جديدة كليًا، بما في ذلك منظومات B2B2B وB2B2C، مما يتيح للبنوك وشركائها الوصول إلى عملاء أكثر، بسرعة أكبر، وبطرق أكثر ابتكارًا.
لقد كانت شركات التكنولوجيا المالية من أبرز المحفّزات التي سرّعت هذا التحول. فعلى مستوى العالم، نشهد اليوم تعاونًا استراتيجيًا بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية يقوم على الاستفادة من نقاط القوة لدى الطرفين – حيث تجمع هذه الشراكة بين استقرار البنوك وثقة عملائها وخبرتها التنظيمية من جهة، وبين مرونة شركات التكنولوجيا المالية وإبداعها وقدرتها التقنية من جهة أخرى. والنتيجة هي حلول مالية أكثر وصولاً، وكفاءة، وتخصيصًا .فمثلاً، من خلال شراكاتها مع شركات التكنولوجيا المالية، تتمكن البنوك من الوصول إلى شرائح كانت سابقًا خارج نطاقها، مما يعزز الشمول المالي. وفي المقابل، تستفيد شركات التكنولوجيا المالية من البنية التحتية القوية للقطاع المصرفي، بما في ذلك وأسواق رأس المال، ومصادر التمويل.
ومع ذلك، فإن تبنّي نهج المنظومات التعاونية لا يخلو من التحديات. فـالتعقيدات التنظيمية، ومتطلبات حماية البيانات، والبنى التكنولوجية القديمة ما تزال تشكّل عوائق أمام تحقيق التكامل السلس بين الأطراف .تُعد المواءمة التنظيمية أولوية قصوى، إذ إن التزام جميع الشركاء بالمعايير والممارسات الرقابية يضمن الحفاظ على الثقة والشفافية في المنظومة. كما أن اتساع نطاق الشراكات يستدعي تعزيز أطر أمن البيانات عبر تقنيات أكثر تطورًا تشمل شبكات اتصال مشفّرة وأنظمة إدارة الهوية الذكية .لكن التحدي الأكبر يبقى في تحديث البنى التكنولوجية داخل البنوك لتصبح أكثر سرعة ومرونة وقابلية للتكامل – وهي الركائز الأساسية لقيام تعاون حقيقي ومستدام.
في بنك المشرق مصر، نؤمن بأن التعاون هو المحرّك الحقيقي لمسيرتنا نحو النمو والابتكار. ومن أبرز هذه المبادرات تعاوننا مع شركة e& لإطلاق أول مبادرة من نوعها في مصر تتيح للعملاء فتح حسابات بنكية لدى المشرق مباشرة عبر تطبيق Mye& ، مع بطاقات مشتركة تحمل العلامتين التجاريتين. كذلك، أطلقت شراكتنا مع فيزا بطاقة Mashreq NEO Visa و بطاقة e&Mashreq NEO التي تمزج بين التقنية المتقدمة والخدمات المصرفية الرقمية السلسة. كما أن تعاوننا مع فوري بلس وe& مكّننا من توسيع نطاق خدماتنا لتغطي جميع أنحاء الجمهورية، حيث يمكن للعملاء تفعيل حساب Mashreq NEO او حساب e&Mashreq NEO عبر e& او شبكة فروع فوري الواسعة – بما يضمن الوصول إلى جميع شرائح المجتمع.
إن تبنّي نهج المنظومة التعاونية يمكّن البنوك من إطلاق قيمة مضاعفة، وتعزيز الشمول المالي، وبناء أنظمة مالية لا تقتصر على كونها رقمية وفعّالة فحسب، بل أيضًا إنسانية وشاملة بحق .فبفضل نهج المشرق مصر القائم على الشراكات الاستراتيجية، نعمل على إعادة تعريف التجربة المصرفية الرقمية في مصر.