رئيس هيئة المواصفات والجودة: النجاح المصري رهين بالمنهج العلمي “

تخفيف "البصمة الكربونية" يجب أن يترجم في النهاية إلى وفورات مالية فعلية وملموسة لصالح المؤسسة

في يوم 10 نوفمبر، 2025 | بتوقيت 9:26 ص

كتب: د.نجلاء الرفاعي

 

أكد الدكتور خالد صوفي، رئيس الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، أن الاهتمام العالمي حالياً يتركز بشكل أساسي على قضيتين محوريتين في منظمة الأيزو، وهما: كيفيةتقليل الانبعاثات الكربونية بالتحديد، وكيفية عمل حوكمة للذكاء الاصطناعي. وشدد الدكتور صوفي على أن مصر مضطرة للسير في هذا الاتجاه لأنه يحمل في طياته مكاسب كبيرة على المدى الطويل ، وسوف يمنحنا قيمة مضافة كبيرة .

 

وأشار الدكتور صوفي خلال” ندوة اليه تعديل الحدود الكربونية ” علي هامش مؤتمر ومعرض الصناعة والنقل معا لتحقيق التنمية المستدامة إلى الدور المحوري للمواصفات القياسية في تطبيق المعايير الأساسية، وأن الهيئة ترى أن التجربة مفيدة للبلد وللصناعة، كما أنها تخدم هدف المحافظة على الموارد للأجيال القادمة.

وذكر أن الشركات الكبيرة في مصر تعمل بشكل جيد في هذا الاتجاه، مؤكداً أن تطبيق هذه الممارسات ليس مستحيلاً وسهل.

 

ولتحقيق تيسير دولي في حسابات الانبعاثات، أعلن الدكتور صوفي أنه تم عمل بروتوكول تعاون بين الأيزو والـ GHGP Protocol (البروتوكول الخاص بحسابات الانبعاثات)، وتقرر أن يتم إصدار مواصفة واحدة تحمل شعاري الجهتين لتسهيل الحسابات على الناس عالمياً وتوحيد المنهجية ومن المتوقع صدورها خلال ستة أشهر.

 

وعلى الصعيد الوطني، أكد الدكتور صوفي أن الهيئة المصرية للمواصفات والجودة كانت أول هيئة تقوم بإجراء حسابات الانبعاثات الكربونية لنفسها. ودعا الدكتور صوفي إلى ضرورة العمل وفق نظام ، موضحاً أن تطبيق مفاهيم مثل الإدارة الرشيدة يتيح تقليل الهدر وخفض استهلاك الوقود ، مما ينعكس على تقليل الانبعاثات وتوفير وربح الأموال في آن واحد. كما شدد على أن الجميع مسؤول عن الجودة، من أول الشخص الواقف على البوابة حتى رئيس مجلس الإدارة

شدد الدكتور خالد صوفي ، أن تحقيق النهضة والنجاح في مصر يتطلب بالضرورة تبني “المنهج القائم على العلم” والعمل ضمن منظومة (سيستم) محددة .

 

وشدد الدكتور صوفي، أن المصريين يعدون من أذكى وأشطر شعوب العالم، لكن يجب عليهم وضع أنفسهم داخل هذا النظام لتحقيق الإنجاز .

 

أوضح رئيس الهيئة أن أي مشروع لن ينجح إلا إذا كان رشيدا من الناحية التجارية” وتم حساب العائد على الاستثمار الخاص به . وحذر من إهدار الأموال أو الوقت أو أي شيء آخر بلا هدف .

 

وفي سياق الحديث عن الاستدامة وخفض الانبعاثات، أشار الدكتور صوفي إلى أن فكرة تحقيق مستقبل أكثر استدامة وتقليل الانبعاثات هي أهداف جميلة جداً، ولكنه نوه إلى البعد التجاري الكبير المرتبط بها، مشيراً إلى أن بعض الدول تسعى لبيع “اليه خفض الانبعاثات الكربونية” بـ أرقام خرافية.

 

وأكد أن مصر لديها الفرصة لتحويل هذا التحدي إلى فرصة للريادة، وذلك من خلال تطبيق المواصفات.

وأشار الدكتور صوفي إلى أن الهيئة تسعى بجهد لإيصال هذه المفاهيم المتعلقة بالجودة لكل مواطن في مصر، مؤكداً أن فهم هذه الكلمات البسيطة يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في حياة الفرد الشخصية والعملية .

 

واختتم بتأكيد إمكانية أن تصبح مصر مثل اليابان في غضون خمس سنوات أو عشر سنوات إذا تم العمل بهذه المنظومة، مؤكداً أن حل الموضوع سهل جداً ويتحقق بزيادة الوعي

وفيما يخص الدور الدولي للهيئة، أكد الدكتور صوفي أن الهيئة العامة للمواصفات والجودة لديها تفاعل وتواصل مع كل المنظمات الدولية المسؤولة عن وضع المواصفات في مختلف دول العالم، سواء في قارة أفريقيا أو الدول العربية أو الدول الإسلامية أو منظمة الأيزو (ISO) .

 

شدد الدكتور خالد صوفي، في تصريحاته، على ضرورة تحقيق التوازن بين الجهود العلمية والجدوى الاقتصادية للمؤسسات، مؤكداً على أهمية وضع “لمسة تجارية” على المشاريع التي يتم العمل عليها .

كما نبه الدكتور صوفي إلى أن الاكتفاء بالجهد العلمي النظري غير كافٍ، خاصة عند الحديث عن القضايا البيئية .

 

وأكد د. صوفي أن المؤسسة يجب أن تستفيد مالياً من التكاليف والجهود المبذولة، قائلاً: أن الهدف من العمل على تخفيف “البصمة الكربونية” والجهد المبذول يجب أن يؤول في النهاية إلى تحقيق وفورات مالية فعلية وملموسة لصالح المؤسسة .