عورات المجتمع في زمن التكنولوجيا

في يوم 20 أكتوبر، 2025 | بتوقيت 12:58 ص

كتب: بقلم / نجوى طه

 

تحولت الدراما المعاصرة إلى مرآة تعكس تجارب الحياة الواقعية التي أثبتت أنها تفوق في قسوتها أي خيال. الواقع اليوم أصبح أكثر إيلامًا، خاصة مع الانفتاح العالمي الذي جعل من عالمنا قرية صغيرة نطل من خلالها على بعضنا البعض.

 

ورغم المزايا التي قدمتها التكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعي تحديداً، من إتاحة فرصة الاطلاع على حياة الآخرين، إلا أنها كشفت عورات مجتمعية وجرائم لم يكن يتصورها العقل من فرط بشاعتها.

 

ولم تكن مصر بمنأى عن هذه الآفات المجتمعية، فقد انتشرت عند كل فئات المجتمع من الصغير إلى الكبير، رغبة محمومة في الشهرة السريعة والربح السهل، مستلهمين ذلك من حياة بعض المشاهير وصناع المحتوى الذين يجنون الملايين دون جهد، ما يعزز فكرة أن النجاح لا يتطلب سوى الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي والتيك توك.

 

لقد كان هذا الحلم بمثابة طوفان من المحتوى الرقمي، الذي اختلط فيه الصالح بالطالح. لكن الغلبة كانت للمحتوى الرديء الذي طغى على الجيد، فلم يعد صناع المحتوى الهادف يجدون مساحة وسط هذا الكم الهائل من التفاهة، حيث أصبح الهدف الوحيد هو الحصول على الليكات والشير بأي طريقة.

 

ولمواجهة هذا الخطر، بدأت حملات شعبية تطالب بـ “تنظيف” وسائل التواصل الاجتماعي من المحتوى الهابط، مما دفع الجهات الرسمية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، إلى تكثيف جهودها لملاحقة ومحاسبة هؤلاء، خاصة بعد أن أصبحت بعض الفيديوهات تحض على الفسق والفجور، واقتحام الحياة الخاصة، وفبركة فيديوهات ليس لها علاقة بالواقع لتحقيق مشاهدات تٌترجم بعد ذلك لمكاسب مالية.

والقانون المصري، وتحديداً قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، يفرض عقوبات قاسية على مروجي المحتوى الزائف والمسيء، ما يؤكد أن حماية المجتمع وقيمه أولوية قصوى.