د. ريهام رفعت: السينما والمسرح أدوات مبتكرة لتعزيز الوعي البيئي بثقافة الإيكو

ضرورة التحول من ثقافة الإيجو إلى ثقافة الإيكو ..

في يوم 18 أكتوبر، 2025 | بتوقيت 1:14 م

كتبت: شيرين سامى

خلال فعاليات ورشة العمل التشاورية لإعداد التقرير الوطني السابع للتنوع البيولوجي، التي نظمتها وزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومرفق البيئة العالمي (GEF)، أكدت الأستاذة الدكتورة ريهام رفعت، القائم بأعمال عميد كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية، على أهمية توظيف الفنون الإبداعية كمنصات جديدة لنشر الوعي البيئي بقضايا التنوع البيولوجي، مشيرةً إلى تجربتي السينما البيئية (الايكوسينما) والمسرح البيئي (الايكودراما) كأدوات فعّالة في بناء السلوك البيئي المستدام.
وأوضحت “رفعت” أن الايكوسينما تمثل نمطًا فنيًا يجمع بين الخيال والواقع لتوصيل رسائل بيئية مؤثرة، من خلال تحليل ومناقشة الأفلام البيئية بمختلف أنواعها — الوثائقية والخيالية والرسوم المتحركة — في ضوء النقد البيئي.
واستشهدت بالفيلم الكوميدي “انتقام الفراء – Furry Vengeance” (إنتاج 2010)، الذي يتناول قضية قطع الأشجار والتنوع البيولوجي، من خلال قصة شركة تطوير عقاري تسعى لتدمير غابة من أجل مشروع سكني، فتتوحد الطيور والحيوانات للدفاع عن موطنها الطبيعي في رسالة رمزية تعكس قدرة الطبيعة على حماية ذاتها.

كما استعرضت تجربة الايكودراما (المسرح البيئي) كنمط توعوي آخر، مشيرةً إلى مسرحية “صيد الديناميت” التي قدمها معلمو المدارس الابتدائية في بابوا غينيا الجديدة، للتوعية بمخاطر الصيد الجائر والمتفجرات على الشعاب المرجانية والتوازن البيئي. وتناولت المسرحية بأسلوب درامي شيّق قصة المخلوقات البحرية وصياد الديناميت والحكيم الذي يمثل صوت الحكمة والحفاظ على البيئة، حيث اختُتم العرض بسؤال مؤثر: “هل يمكنني العيش في هذا الموئل؟”

وفي مداخلة أخرى خلال ورشة العمل ، شددت د. ريهام رفعت على ضرورة التحول من ثقافة الإيجو (التمركز حول الذات) إلى ثقافة الإيكو (التمركز حول البيئة)، مؤكدة أن تحقيق الاستدامة البيئية وصحة الكوكب يبدأ من إعادة صياغة علاقة الإنسان بالطبيعة، وتعزيز وعيه بكونه شريكًا في منظومة الحياة، لا متحكمًا فيها.

وأضافت أن مواجهة التحديات البيئية تتطلب تبني ثقافة بيئية جديدة تعيد التوازن بين احتياجات الإنسان وحقوق الكائنات الأخرى في هذا الكوكب المشترك.