د. محمد طلعت : «العمارة المصرية يمكن أن تلعب دور السينما والفنون في تشكيل صورة مصر عالميًا
في يوم 11 أكتوبر، 2025 | بتوقيت 4:09 م

كتبت: شيرين محمد
.
صرّح الاستشاري المعماري الدكتور مهندس محمد طلعت، رئيس مجلس إدارة شركة محمد طلعت معماريون، بأن العمارة المصرية تمتلك اليوم فرصة استثنائية لتكون أحد أهم أدوات القوة الناعمة للدولة المصرية في الخارج، تمامًا كما تلعب السينما والموسيقى والفنون دورًا في صياغة الصورة الذهنية لمصر عالميًا.
وأوضح طلعت أن كل مبنى يحمل فكرًا مصريًا أصيلًا وروحًا تصميمية تنبع من فلسفة المكان والتاريخ، يمكن اعتباره سفيرًا ثقافيًا صامتًا يعبر عن مصر في قلب المدن العالمية دون أن ينطق بكلمة.
وأشار طلعت إلى أن العالم المعاصر يشهد تحوّلًا كبيرًا في مفهوم “القوة الثقافية”، حيث أصبحت العمارة أداة للاتصال الحضاري بين الأمم، تُعبّر عن منظومة القيم والمعتقدات والرؤية الجمالية لكل دولة.
وأضاف طلعت أن المدن العالمية الكبرى أصبحت تدرك أن المبنى يمكن أن يكون أكثر تأثيرًا من أي حملة إعلامية، لأنه يحمل في طياته رسالة بصرية وثقافية تعيش لعقود.
وذكر طلعت انه كما تُعرف فرنسا من برج إيفل، والإمارات من برج خليفة، وأستراليا من دار الأوبرا، يجب أن يُعرف الفكر المصري من خلال مبانيه المعاصرة التي تجسد روح مصر الحديثة، وعمقها التاريخي، وتوازنها بين التراث والتجديد”.
وأكد طلعت أن المعماري المصري، بحكم امتلاكه لأعمق إرث عمراني في التاريخ، مؤهل ليصوغ هوية معمارية مصرية جديدة قادرة على المنافسة عالميًا، شرط أن يتحرر من التقليد ويستند إلى فهم عميق للبيئة، والتاريخ، والمجتمع.
وألمح طلعت إلي أن الهوية المعمارية ليست مجرد طراز زخرفي أو شكل هندسي، بل فكر فلسفي متكامل يُترجم القيم الحضارية للمجتمع في هيئة مبانٍ ومساحات وأماكن تعكس الذوق الجمعي وروح العصر.
ولفت طلعت الانتباه إلي أن الدور القادم للعمارة المصرية يجب أن يكون دورًا “تمثيليًا” للثقافة المصرية الحديثة، مثلما تفعل السينما أو الأدب في الترويج لصورة مصر عالميًا، مشيرًا إلى أن العمارة تملك قدرة فريدة على الدمج بين الجمال والفكر والاقتصاد والسياسة في كيان واحد ملموس.
وأشار طلعت إلى أن كل مبنى مصري يُقام خارج حدود الدولة، سواء في أفريقيا أو الخليج أو أوروبا، يمثل فرصة لتصدير فكر جديد يُعرّف العالم بمصر كدولة ذات رؤية عمرانية وفكر ثقافي متطور.
وإستكمل طلعت أن دعم الدولة والمجتمع المعماري لهذا الاتجاه من شأنه أن يجعل العمارة أداة دبلوماسية وثقافية مؤثرة تُساهم في إعادة تشكيل صورة مصر عالميًا كدولة حداثية متوازنة تحافظ على هويتها الأصيلة، وتواكب العالم بفكرها وإبداعها.
واختتم طلعت بالتأكيد علي أن المبنى المصري المعاصر يجب ألا يكون مجرد بناء، بل رسالة حضارية موقّعة باسم مصر، تمثلها أينما أقيمت في العالم، مثلما تمثل اللوحة أو الأغنية هوية الأمة وثقافتها في الذاكرة الإنسانية







