“البايوجاز”كنز مهمل قادر على إنقاذ الاقتصاد والبيئة والتوسع فى مشروعات الطاقة

وزيرة البيئة : اطلاق دراسة توفر قاعدة بيانات دقيقة تفيد فى التوسع في مشروعات الطاقة الحيوية مستقبلًا

إطلاق خطة وطنية جادة لاستغلال المخلفات الحيوانية والزراعية في إنتاج الغاز الحيوي..

في يوم 3 سبتمبر، 2025 | بتوقيت 9:15 ص

كتبت: شيرين سامى

حاتم الرومى : نجحنا فى اطلاق مشروع دعم مزارع الأسماك بوحدات بيوجاز بمنحة دنماركية

أشرف نصير :
1921 وحدة بيوجاز في 19 محافظة تنتج 2.15 مليون متر مكعب غاز حيوي سنويًا وتعالج 53 ألف طن من المخلفات..

إمكانية إنتاج 60,6 ألف طن يوميًا من السماد العضوي يخفض 31.5 ألف طن من غاز ثاني اكسيد الكربون يومياً..

الاستثمار في التوعية والإعلام و تدريب الشباب على انشاء الشركات الناشئة في مجال البيوجاز

اقتراح تبنى البنك الزراعى لمبادرة ترعى تربية المواشي بالقرى لإنتاج الغاز اللازم

وضع تشريعات تسمح بربط فائض إنتاج الغاز من وحدات البيوجاز على شبكة الغاز الحكومية

==========

حذّر خبراء من خطورة غياب قاعدة بيانات دقيقة للمخلفات في مصر، فى اشارة إلى أهمية هذه القاعدة فى تحقيق فرص اقتصادية هائلة يمكن أن تغيّر خريطة الطاقة والبيئة في البلاد.
جاء ذلك تعقيبا على ، الدراسة التى استعرضتها الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، وهى دراسة تفصيلية شاملة أعدتها مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة حول كميّات المخلّفات الحيوانية المتولدة لإنتاج الغاز الحيوي والسماد العضوى، وذلك فى إطار حرص الوزارة على التوسع فى تكنولوجيا البيوجاز فى مختلف قرى الريف المصري، واتساقا مع توجهات الحكومة المصرية لدعم الاقتصاد الأخضر وتحقيق الاستدامة البيئية.
وأكدت الدكتورة منال عوض، أن الدراسة توفر قاعدة بيانات دقيقة يمكن الاستناد إليها للتوسع في مشروعات الطاقة الحيوية مستقبلًا، بما يحقق عوائد بيئية واجتماعية واقتصادية في خطوة تؤكد التزام الدولة بتعزيز مصادر الطاقة النظيفة ودعم خطط التنمية الريفية. حيث أوضحت الدراسة استناداً إلى البيانات الواردة من وزارة الزراعة أن إجمالي كميات المخلفات الحيوانية المتاحة لإنتاج الغاز الحيوي على مستوى الجمهورية يبلغ نحو 2,6 مليون مترًا مكعبًا يوميًا، وهو ما يمثل دفعة قوية للاعتماد على حلول الطاقة المحلية، بالإضافة إلى ذلك، تشير النتائج إلى إمكانية إنتاج ما يقرب من 60,6 ألف طن يوميًا من السماد العضوي عالي الجودة، مما يعود بالنفع على القطاع الزراعي وتخفيض الانبعاثات الكربونية الى ما يقرب من 31.5 ألف طن من غاز ثاني اكسيد الكربون يومياً.
وطبقاً للدراسة فقد تصدرت محافظة الشرقية قائمة المحافظات من حيث حجم الإنتاج المتوقع من الغاز الحيوي، بكمية تقدر بحوالي 366,7 ألف متر مكعبًا يوميًا. وتعتبر هذه الكمية كافية لتوليد كميات من الكهرباء وتخفيض الانبعاثات الكربونية، فضلًا عن إنتاج سماد عضوي يسهم في تحسين خصوبة التربة وتقليل استخدام الأسمدة الكيماوية.

وشددت الدكتورة منال عوض، على أهمية العمل على نشر وحدات البيوجاز بمختلف أحجامها لضمان التخلص الآمن من المخلفات الحيوانية وتعظيم الاستفادة منها لإنتاج سماد عضوى وغاز حيوى. بحيث يتم تحويل التحديات البيئية المتمثلة في المخلفات إلى فرص اقتصادية ذات قيمة مضافة عالية، وتعزيز الاقتصاد الأخضر.

تحركاً عاجلاً

وقال الدكتور حاتم الرومى النائب الأول لشعبة الطاقة المستدامة بالغرفة التجارية بالقاهرة، رئيس مجموعة ترلل ام ،إن الأرقام المتداولة ، تكشف عن واقع يستدعي تحركاً عاجلاً من صانعي القرار، موضحاً أن الدراسة تؤكد ان مصر قادرة على إنتاج 2.6 مليون متر مكعب من الغاز يومياً من المخلفات، وهو ما يعادل 5.2 مليون كيلووات/ساعة من الكهرباء، بما يحقق عوائد تقارب 10 ملايين جنيه يومياً، إهذا لى جانب القيمة السوقية للمخلفات نفسها التي قد تتجاوز 60 مليون جنيه يومياً، أي ما يقرب من 70 مليون جنيه يومياً إذا استغلت بشكل منظم.
وأضاف أن هذه الأرقام كفيلة بوضع الاقتصاد الوطني على مسار جديد خلال خمس سنوات فقط، في حال تم إطلاق خطة وطنية جادة تعتمد على استغلال المخلفات الحيوانية والزراعية في إنتاج الغاز الحيوي (البيوجاز)، بما يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية وتخفيف الأعباء عن شبكة الكهرباء.

تحديات وفرص

ونجد ان من أبرز التحديات التي تواجه صناعة البيوجاز – بحسب الدكتور حاتم– مشكلة جمع المخلفات، وهي أزمة يسهل حلها لكنها إذا استمرت تقود إلى فشل المنظومة. كما أشار إلى ضعف التصنيع المحلي لمستلزمات تشغيل وحدات البيوجاز مثل لمبات الإنارة أو أدوات الطهي والتسخين، ما يدفع المنتجين الصغار إلى الاستيراد بتكلفة مرتفعة.
وشدد على ضرورة الاستثمار في التوعية والإعلام، من خلال تدريب الشباب والطلاب وإطلاق مراكز تدريب متخصصة، مؤكداً أن مصر قادرة على تأسيس آلاف الشركات الناشئة في مجال البيوجاز إذا توفرت برامج دعم وتأهيل مناسبة.

حلول مبتكرة للفلاحين

واقترح د.حاتم خبير الطاقة ، تدشين مبادرة يقوم بها البنك الزراعي لمويل الفلاحين لشراء بقرتين أو أكثر مع تزويدهم بوحدات بيوجاز متكاملة، بما يتيح لهم إنتاج الغاز اللازم للإنارة والتدفئة والطهي وتشغيل الأجهزة الكهربائية البسيطة، بدلاً من الاعتماد على أسطوانات الغاز مرتفعة التكلفة. وأكد أن هذه المبادرة تحقق بعداً اقتصادياً وبيئياً مزدوجاً، وتزيد من ارتباط الفلاح بالثروة الحيوانية وإدارة مخلفاته بشكل مستدام.

تشريعات مطلوبة

وطالب الرومى ،بوضع تشريعات تسمح بربط فائض إنتاج الغاز من وحدات البيوجاز على شبكة الغاز الحكومية، على غرار ربط الكهرباء بالشبكة القومية، بما يتيح استغلال كميات الغاز الصغيرة المنتجة من آلاف الوحدات في تغذية المحطات التقليدية. كما شدد على ضرورة تجهيز الشبكات مستقبلاً لاستقبال غاز الميثان والهيدروجين الأخضر المنتج محلياً.

تجارب ميدانية ملهمة

وأشار الدكتور حاتم إلى تجارب عملية ناجحة، قام بها من خلال بينها مشروع دعم مزارع الأسماك بوحدات بيوجاز بالتعاون مع منحة دنماركية، حيث لمس المزارعون للمرة الأولى قيمة استغلال المخلفات في إنتاج الغاز والكمبوست. وأوضح أن الكمبوست الناتج يتميز بخلوه من الفيروسات والبكتيريا، ويمنح النباتات نمواً أسرع وأكثر أماناً، فضلاً عن كونه حلاً عملياً للقضاء على مشكلات بيئية مثل الذباب والقوارض والروائح الكريهة الناتجة عن تراكم المخلفات الحيوانية.
وأكد أن الفوائد الاقتصادية والبيئية للبيوجاز “لا تُحصى”، وأن استغلال المخلفات بشكل علمي ومدروس يمكن أن يحوّل عبئاً بيئياً إلى ثروة قومية. داعياً الدولة إلى تبني خطة وطنية عاجلة، مدعومة بتشريعات واستثمارات، لفتح الباب أمام صناعة محلية متكاملة تدعم الاقتصاد وتحقق التنمية المستدامة.

حلول للتنمية المستدامة

وعقب المهندس أشرف نصير رئيس لجنة الأقتصاد الأخضر وشئون البيئة بجمعية رجال الاعمال المصريين الافارقة على الدراسة ، مشيرا إلى ان مشروعات الطاقة الحيوية تعتبر من الحلول المهمة لتحقيق التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة مثل الوقود الأحفوري الذي يشهد نضوبًا وارتفاعًا في أسعاره.
و أضاف، ان إنتاج الغاز الحيوي من المخلفات الحيوانية والزراعية يقلل من التلوث البيئي ويعزز الاقتصاد الدائري و يساهم في إنتاج سماد عضوي يحسن جودة التربة ويزيد من الإنتاج الزراعي.وفى هذا الإطار قامت مؤسسة الطاقة الحيوية في مصر التابعة لوزارة البيئة بإنشاء أكثر من 1921 وحدة بيوجاز في 19 محافظة تنتج أكثر من 2.15 مليون متر مكعب غاز حيوي سنويًا وتعالج أكثر من 53 ألف طن من المخلفات، وتوفير فرص عمل ودعم ريادة الأعمال في القطاع و العمل على التوسع فى تكنولوجيا الطاقة الحيوية فى مصر  من اجل خلق خدمات مستدامة لانتاج غاز حيوى والتخلص الآمن من المخلفات العضوية في ظل رؤية مصر ٢٠٣٠ لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة وتنويعها إلى جانب الطاقة الشمسية والرياح.

تحديات

وتابع نصير : إلى انه ،لو سلطنا الضوء على التحديات التي تواجه مصر في النهوض بقطاع الطاقة الحيوية سنجد ان هناك تحديات يجب النظر إليها وإيجاد حلول لها وهى كالتالى :
١- وجود تحديات بيئية وجغرافية تؤثر على كفاءة بعض تقنيات الطاقة المتجددة والحاجة لتطوير البنية التحتية لتخزين ونقل الطاقة الحيوية بتكاليف كبيرة.
٢- الحاجة إلى وعي وتوعية منتجي المخلفات الحيوانية والزراعية بأهمية إعادة تدوير واستخدام هذه المخلفات بطرق مستدامة لتحفيز انتشار مشروعات الطاقة الحيوية.
٣- ضرورة تنسيق مشترك بين الجهات الحكومية المختصة مثل وزارات البيئة والزراعة والتنمية المحلية لضمان تنفيذ خطط متكاملة لدعم وحدات البيوجاز.
٤- ضعف التجهيزات والمعدات المتطورة التي تسهل استغلال المخلفات وتحويلها إلى طاقات وأعلاف وأسمدة بشكل اقتصادي وفعال.

حلول

وطرح م.اشرف نصير ،بعض المقترحات للاستفادة من المخلفات الحيوانية في مصر منها :
١- تعزيز التوسع في إقامة وحدات البيوجاز المتوسطة والكبيرة بالمزارع الكبرى والمجازر ومخلفات الفنادق لاستخلاص الغاز الحيوي والسماد العضوي.
٢-تنفيذ نماذج ووحدات غاز حيوي نموذجية في المجازر الصناعية لتكون نموذجًا يُعمم على باقي المحافظات مع توفير الدعم الفني والتدريب للمزارعين والمنتجين.
٣- تطوير صناعات صغيرة لإنتاج أعلاف حيوانية مستخلصة من مخلفات الفواكه والخضروات لتقليل تكلفة الأعلاف المستوردة ودعم تحقيق اقتصاد دائري متكامل.
٤- نشر الوعي بأهمية البيئة النظيفة وتقليل التلوث باستخدام المخلفات الحيوانية والطبيعية لإنتاج طاقة متجددة وصديقة للبيئة.
واوضح أن هذه الخطوات ستسهم بشكل كبير في نهضة قطاع الطاقة الحيوية في مصر وتحويل المخلفات الحيوانية إلى ثروة اقتصادية مستدامة تخلق فرص عمل وتحافظ على البيئة.