أيقونة / تجارة الظلام

في يوم 25 أغسطس، 2025 | بتوقيت 12:20 م

كتبت: بقلم / نجوى طه

مازال مسلسل التيكتوكرز مستمرًا في التوسع, بل ويتشعب ليشمل قضايا أكبر, حيث لم يكن ليخطر على بال أحد من المصريين أن نجد بيننا من هم تجار أعضاء بشرية ومافيا لسرقة الأطفال من الشوارع والملاجئ والمستشفيات

الأدهى من ذلك هو ذكر أسماء كبيرة وشخصيات معروفة في المجتمع تقوم بأعمال خيرية منذ سنوات, لنكتشف في نهاية الأمر أنهم متورطون بشكل أو بآخر في تجارة الأعضاء وغسيل الأموال بالملايين لحساب شبكات كبيرة تعمل في الخارج, وهؤلاء مجرد أذرع لهم في الداخل.
وخرجت
علينا بعض الشخصيات التي تقدم محتوى على التيك توك باعترافات مفزعة مفادها أنه عُرض عليها المشاركة في عمليات تجارةالأعضاء وغسيل الأموال مقابل ملايين الجنيهات التي تُحوّل فورًاعلى حساباتهم البنكية بعد موافقتهم على العمل مع هذه الشبكاتالدولية التي تستهدف مشاهير السوشيال ميديا بل والفنانين أيضًالتمرير أعمالهم داخل البلدان التي تعاني من أزمات اقتصادية. فهميجدون في ذلك فرصة كبيرة لاصطياد ضحاياهم ممن يبحثون عنالمكاسب السريعة والسهلة.
من
الواضح أن هذه التجارة تعمل منذ زمن بعيد ولكن بصور مختلفة, وقد استغلت انتشار منصات التواصل الاجتماعي لتصبح وسيلةجديدة لتنفيذ أعمال غير مشروعة, مقابل تضخيم شخصيات لم يكنلها وجود قبل دخولها عالم السوشيال ميديا والتيك توك, للأسفالنفوس الضعيفة قبلت ورحّبت, وباعت وربحت واغتنت وتفحّشت فيالغنى.
لقد نسوا بداياتهم وأصلهم المتواضع, ويسكنون الآن الفلل ويركبونالسيارات الفارهة, ويتحلّون بالذهب والألماس, وتضخّمت ثرواتهم فيالبنوك.
فعلوا كل ذلك بدم بارد على جثث ضحاياهم, بل أصبحوا نجومًا فيالمجتمع, والطامة الكبرى ما يحدث على الدارك ويب (Dark Web) مناصطياد ضحايا عبر أصدقائهم أو أقاربهم وذبحهم أو ضربهم مقابلتحويل دولارات على حساب المنفّذ لهذا المخطط الشيطاني الشاذ, الذي يستمتع به مجموعة من المنحرفين أصحاب المزاج الدموي الذين يستلذّون بمناظر الدماء والذبح.
لا
ألوم هؤلاء الذين يستغلون حاجة البعض لبيع أجزاء من أجسادهم مقابل الحصول على مبالغ مالية, أو استغلال بعض هؤلاء الضحايا في عمليات انتفاع قذرة, ولكني ألوم أكثر من يقبلون أن يكونوا وسطاء في هذه النوعية من التجارة المحرّمة ليحققوا مكاسب منجثث الضحايا دون أن يرتجف لهم جفن. وللأسف, فهم مستمرون فيمايفعلون وكأنهم يحققون هدفًا قوميًا.
ومن
المتوقع أن تكشف الأيام القادمة عن أسماء وشخصيات أخرىتورّطت لتحقق ثراءً فاحشًا في وقت قصير, سواء من غسيل الأموال أوتجارة الأعضاء.

إلى لقاء آخر في حكاية تكنولوجية جديدة