التصدير.. امل مصر وسلاحها المقاوم للأزمات
في يوم 31 يوليو، 2025 | بتوقيت 1:11 م

كتب: العالم اليوم
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، والتقلبات الجيوسياسية التي تؤثر على سلاسل الإمداد والأسواق، لم يعد التصدير خيارًا ترفيهيًا للدول، بل أصبح ضرورة استراتيجية وسلاحًا فعالًا لمقاومة الأزمات الاقتصادية وتعزيز الاستقرار والنمو المستدام.
التصدير المقاوم للأزمات ليس شعارًا بل رؤية واقعية أثبتت فاعليتها في العديد من دول العالم. فهو لا يوفر فقط تدفقات نقدية بالعملة الصعبة، بل يحفز الإنتاج المحلي، ويقود لخلق فرص عمل، ويمنح الشركات القدرة على التوسع والتطور عبر المنافسة الدولية.
من هنا، يأتي مؤتمر “إكسبورت سمارت” في نسخته الجديدة، كمنصة عملية للشركات الصناعية التي تتطلع إلى فتح أسواق جديدة، وتوسيع قدراتها التصديرية، والتواصل مع العشرات من مقدمي الخدمات والهيئات الحكومية المنوط بها تنمية الصادرات. نحن أمام فرصة متكاملة للتشبيك وبناء علاقات عمل فاعلة، والاطلاع على أحدث الاتجاهات والمشروعات التي تشهدها السوق المصرية. فكل حلقة في هذه السلسلة تلعب دورًا في تعزيز تنافسية المصدر المصري، وتمكينه من التوسع بثقة واستدامة.
وقد لمسنا عامًا بعد عام ازديادًا في عدد المشاركين في المؤتمر، سواء من الشركات أو الرعاة، وهو مؤشر قوي على تزايد وعي الصناعات الصغيرة والمتوسطة بأهمية التصدير كرافعة للنمو المستدام. في هذه النسخة، تشارك عشرات الشركات من مقدمي الخدمات للمصدرين، تتنوع أنشطتهم ما بين الدعم المالي والتسويق والتدريب والاستشارات الفنية والحلول الرقمية، بما يخدم كافة مراحل العملية التصديرية.
ومن المقرر انطلاق المؤتمر في 21 أكتوبر المقبل، وأوجه الدعوة لكافة الشركات، لا سيما الصغيرة والمتوسطة، إلى عدم تفويت هذه الفرصة للمشاركة والاستفادة، فنحن نخلق بيئة حوار وتعاون بين المصدرين ومقدمي الخدمات والجهات الحكومية، للوقوف على التحديات الفعلية، وطرح الحلول القابلة للتطبيق.
لقد كان لقائي مع المهندس عصام النجار، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، فرصة مهمة لتأكيد أن التصدير هو أمل مصر، وأن مؤتمر “إكسبورت سمارت” يضع على رأس أولوياته زيادة تنافسية المصدر المصري، وأكدنا أهمية تعظيم دور الهيئة، خاصة من خلال مركز التميز التابع لها، ووحدة التحقق والبصمة الكربونية، إلى جانب الخدمات النوعية التي تقدمها الهيئة، لتمكين الشركات من تلبية اشتراطات الأسواق العالمية.
مصر اليوم أمام فرصة ذهبية لا تُعوّض لاحتلال موقع متميز على خريطة التصدير العالمي، خاصة في قطاعات الصناعات الغذائية، والملابس الجاهزة، والهندسية، والكيماوية، ومواد البناء، والدوائية.
أدعو الجميع، من صناع القرار إلى رجال الأعمال والمصدرين و مقدمي الخدمات ورواد الأعمال الشباب، إلى النظر إلى التصدير ليس فقط كوسيلة لتحقيق أرباح، بل كأداة لإعادة رسم مستقبل اقتصادنا الوطني … بثقة، بذكاء، وبقدرة على التغيير. أدعوكم للمشاركة في “إكسبورت سمارت”، ليس فقط لمتابعة النقاشات، بل لتكونوا جزءًا من صياغة مستقبل التصدير المصري… مستقبل مبني على التمكين، المرونة، والتنافسية الذكية.







