رئيس الوزراء يفتتح محطة “أبيدوس 1 للطاقة الشمسية” في صحراء كوم أمبو بقدرة 500 ميجاوات واستثمارات نصف مليار دولار
في يوم 14 ديسمبر، 2024 | بتوقيت 2:48 م
كتبت: شيرين سامى
تضم مُحولين رئيسيين الأكبر من نوعهما في إفريقيا والشرق الأوسط قدرة كل منهما 300 ميجاوات ويزن كل منهما 255 طنا..
========
افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، محطة “ابيدوس 1 للطاقة الشمسية” في صحراء كوم أمبو بمحافظة أسوان بقدرة 500 ميجاوات، وذلك بحضور الدكتورة رانيا المشّاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، ومريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مصر، و فوميو إيواي، سفير اليابان لدى القاهرة، و حسين النويس، رئيس مجلس إدارة شركتي “النويس للاستثمار” و”إيميا باور”، وعدد من مسئولي وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، وعدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام.
وقبيل إزاحة الستار، إيذانًا ببدء تشغيل المحطة رسميًا، صعد رئيس الوزراء على منصة مرتفعة لاستشراف الكم الهائل من الألواح الشمسية المُتراصة جنبًا إلى جنب على المساحة الشاسعة المُقام عليها محطة “أبيدوس 1” للطاقة الشمسية.
وفي مستهل كلمته خلال الاحتفالية، رحب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بالحضور من الوزراء والمحافظين، والضيوف الكرام من شركة “إيميا باور” الإماراتية، ناقلاً إليهم تحيات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتقديره للجهود المبذولة في سبيل إنجاز وتنفيذ خطة الدولة المصرية في قطاع الكهرباء والطاقة بصفة عامة، ولاسيما الطاقة الجديدة والمتجددة، من أجل القضاء على أزمة الطاقة التي واجهناها نهاية الصيف الماضي بصورة نهائية؛ بفضل جهود المخلصين من أبناء مصر.
وأعرب رئيس الوزراء عن سعادته بالمشاركة في افتتاح محطة “أبيدوس1” لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 500 ميجاوات التي تنفذها شركة “إيميا باور” الإماراتية، بما يُعبر عن العلاقة المتميزة التي تربط مصر بدولة الإمارات العربية الشقيقة على مختلف المستويات الرسمية والشعبية، كما يؤكد أن مصر تتيح فرصة غير مسبوقة للقطاع الخاص الوطني والعربي والأجنبي للاستثمار على أرضها بما يعود بالنفع على المواطن المصري، حيث يُعد هذا المشروع خطوة محورية في مسيرتها نحو تعزيز استخدام الطاقة المتجددة، وهو دليل على التزامها العميق برؤية مستقبلية تهدف إلى تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أِن رؤية مصر ٢٠٣٠ تستند إلى مبادئ “التنمية المستدامة الشاملة” بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، معتبراً أن الطاقة تُعدُ إحدى الركائز الأساسية لتحقيق رؤية مصر 2030 وإحداث التنمية الشاملة في مختلف أنحاء الدولة، وشريان التنمية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن كونها من أهم ركائز الأمن القومي المصري، حيث ترتبط خطط التنمية المستدامة الشاملة في جميع المجالات بِقُدرة الدولة على توفير موارد الطاقة اللازمة لتنفيذ هذه الخطط.
ومن هذا المنطلق، قال رئيس الوزراء إن محطة “أبيدوس 1” لا تمثل مجرد إضافة إلى قدرات مصر الإنتاجية في مجال الطاقة المتجددة، بل تؤكد توجه الدولة المصرية نحو وجود تحول نوعي في كيفية التعامل مع مواردها الطبيعية؛ وتوظيفها بشكل أكثر كفاءة بما يغطى احتياجات الدولة المصرية، مؤكداً في هذا السياق أن التحديات البيئية التي تواجه العالم تتطلب منا أن نكون في طليعة الدول التي تسعى لتبني حُلولٍ مُبتكرة ومستدامة؛ حيث أن المشروع يأتي في إطار استراتيجية مصر الوطنية التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتعزيز التكيف في قطاع الطاقة.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، خلال كلمته، إلى أن الحكومة المصرية خصصت التمويل لتوفير الوقود اللازم لاستقرار الشبكة القومية للكهرباء، وعدم اللجوء لتخفيف الأحمال مرة أخرى، علاوة على وضع خطة عاجلة لإضافة 4 آلاف ميجاوات من الطاقة المتجددة لتأمين صيف 2025، وتمكنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية من حل مشكلة الانقطاعات وتأمين التغذية الكهربائية وفقاً لأعلى معايير الجودة وتحسين الإنتاجية والكفاءة.
وأضاف رئيس الوزراء أن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة وضعت أيضاً خطة لتأمين التغذية الكهربائية لصيف 2025، بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية، لسد الفجوة للصيف القادم، حيث تم حسابها لتكون في حدود من 3 إلى 4 آلاف ميجاوات إضافية بتكلفة استثمارية تصل إلى 4 مليارات دولار، لذلك تم وضع خطة واضحة للاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة في هذا الشأن، سيتم توفيرها من خلال مشروعات يتم تنفيذها حاليًا مع القطاع الخاص، ومن المُخطط أن يتم تشغيلها مع حلول فصل الصيف المُقبل، كجزء أصيل من خطة زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، ولتجنُب اللجوء لتخفيف الأحمال وتقليل استيراد المواد البترولية.
وفي ختام كلمته، توجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بخالص الشكر والتقدير لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على رعاية سيادته الكريمة لملف الطاقة في مصر، وإشرافه الدائم على ملف الطاقة وعلى متابعة سيادته المُستمرة لكل القضايا التي تهم المواطن المصري وفى القلب منها قضية الطاقة.
كما توجه رئيس الوزراء بالشكر والتقدير للدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، على الجهود الملموسة للارتقاء بمنظومة الكهرباء والطاقة في مصر؛ وبصفة خاصة الاهتمام بمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، لتقليل العبء عن الوقود التقليدي وتخفيف الضغط على العملة الأجنبية، كما تقدم بالشكر لوزير الكهرباء السابق، الدكتور محمد شاكر، على جهوده في النهوض بقطاع الكهرباء على مدار فترة توليه مسئولية الوزارة.
وتقدم الدكتور مصطفى مدبولي أيضاً بالتهنئة لكل العاملين بقطاع الكهرباء والطاقة بجمهورية مصر العربية على ما يشهده الوطن حالياً من إنجازات في مجال مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، والتي تمثل الحل الأمثل لأفق الطاقة المستدامة في مصر.
و فى كلمته ، أكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن افتتاح محطة أبيدوس “1” لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية قدرة 500 ميجاوات التى يتم تنفيذها بالتعاون مع شركاء النجاح من شركة النويس الإماراتية بمحافظة أسوان أرض الذهب والطاقة الشمسية في مصر يأتي استمراراً لجنى ثمار التعاون المثمر والبناء مع القطاع الخاص ودلالة على الجدية واستثماراً لما تم خلال السنوات الماضية على طريق الإصلاح الإقتصادى وتهيئة المناخ الإستثمارى ليحتل القطاع الخاص مكانته الطبيعية في قيادة الاقتصاد القومى مشيراً إلى العوائد الاقتصادية للمحطة التى بلغت تكلفتها حوالى440 مليون دولار (استثمار أجنبى مباشر) وتوفر 5 آلاف فرصة عمل، بالإضافة إلى 1200 فرصة عمل غير مباشرة، وتساهم في توفير الطاقة لـ 544 ألف منزل وخفض الانبعاثات بمقدار 782,300 ألف طن سنويا
وقال عصمت أن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة يعمل في إطار استراتيجية متكاملة للطاقة للاستفادة من ثروات مصر الطبيعية من مصادر الطاقة المتجددة وتعظيم مشاركتها فى مزيج الطاقة لتصل إلى ٤٢ % بحلول عام ٢٠٣٠ موضحا أنه تم تحديث الاستراتيجية لزيادة مساهمة الطاقة المتجددة لتصل إلى ما يقرب من ٦٠ % عام ٢٠٤٠ وتم وضع خطة عاجلة لإدخال قدرات من طاقتى الشمس والرياح وإدخال نظام بطاريات التخزين ويجرى العمل حالياً على إضافة ١٥ جيجاوات طاقات متجددة وربطها على الشبكة وإضافة ٢٢٨١٥ ميجاوات من الرياح والشمس حتى عام ٢٠٣٠
هذا ويجرى حاليا العمل فى إطار خطة عاجلة لرفع كفاءة شبكات الكهرباء وتطوير وتحديث شبكة النقل لتكون قادرة على استيعاب الطاقة الهائلة وتقليل الفقد واستيعاب الطاقات المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة وتحسين أداء شبكات التوزيع وتحسين الخدمة المقدمة للمشتركين، وكذلك مراجعة برامج الصيانة الدورية والتوصيلات لتقليل الفقد الفني بشبكات توزيع الكهرباء، فضلاً عن بذل أقصى الجهود لترشيد استهلاك الكهرباء. مضيفا أنه تم الانتهاء من إنشاء مركز التحكم القومى في العاصمة الإدارية الجديدة لتطوير ومراقبة وتشغيل الشبكة الموحدة على مستوى الجمهورية على مختلف الجهود بإجمالى 228 محطة منها 72 محطة إنتاج وكذلك مراقبة تبادل الطاقة
واضاف عصمت ان وزارة الكهرباء تعمل فى اتجاه تعزيز مشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار مشيرا إلى مشروع الربط الكهربائى مع المملكة العربية السعودية والذى من خلاله سيتم ربط مصر بدول الخليج وآسيا، ونتطلع قريباً إن شاء الله لافتتاح المرحلة الأولى من المشروع (لتبادل 1500 ميجاوات).
كما يجرى حالياً الانتهاء من الإجراءات التمهيدية لبدء مشروعات الربط الكهربائى بين مصر والقارة الأوروبية حيث ستكون مصر جسراً للطاقة بين افريقيا وأوروبا.وتولى الدولة أهمية كبرى للربط مع أوروبا على عدد من المحاور مثل الربط مع اليونان لتصدير 3000 ميجاوات من الطاقة المتجددة بالإضافة للربط مع إيطاليا.
و أعرب محمود عصمت عن سعادته بالتعاون القائم مع شركة النويس الإماراتية ذات الباع الكبير في مجال محطات توليد الكهرباء مشيداً بالروابط العميقة التي تجمع بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وبين شعبيهما الشقيقين، ومشاعر الود والأخوة التي تكنها مصر لدولة الإمارات الشقيقة والعلاقات الاستراتيجية الوطيدة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين.
متوجها بالشكر لدولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى على دعمه المتواصل واللا محدود لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ومتابعته المستمرة والحثيثة للمشروعات التي ينفذها قطاع الكهرباء لجميع شركاء النجاح بالدولة التي تقف بجانب وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة .
وعقب إزاحة الستار انتقل الدكتور مصطفى مدبولي لتفقد غرفة التحكم والمراقبة ثم انتقل إلى تفقد غرفة المُحولات، حيث يتم تحويل الكهرباء النظيفة المُولدة من المحطة إلى الشبكة القومية.
وفي غضون ذلك، استمع رئيس الوزراء إلى شرح من مهندس تشغيل محطة “أبيدوس 1” للطاقة الشمسية، الذي أشار إلى أن المحطة تُقام على مساحة 10 كيلومترات مربعة (10 آلاف متر مربع) بقدرة 500 ميجاوات.
وفي غضون ذلك، قال حسين النويس، رئيس مجلس إدارة شركة “إيميا باور” إن استثمارات المحطة تبلغ 500 مليون دولار بتمويل من كل من: مؤسسة التمويل الدولية “IFC” عضو “مجموعة البنك الدولي”، والبنك الهولندي للتنمية “FMO”، والوكالة اليابانية للتعاون الدولي” JICA”، والمقاول العام للمشروع شركة باور شاينا ” Power China” الصينية.
وأوضح “النويس” أن المحطة تضم مليونا و22 ألفا و896 خلية شمسية، بالإضافة إلى 1920 محولًا فرعيًا و64 محطة تحويل، إلى جانب المُحولين الرئيسيين الأكبر من نوعهما في إفريقيا والشرق الأوسط حيث تبلغ قدرة كل منهما 300 ميجاوات ويزن كل منهما 255 طنا.
وأشار رئيس مجلس إدارة شركة “إيميا باور” الإماراتية إلى أن المحطة توفر الكهرباء لـ 256 ألف منزل، كما تسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 760 طنا سنويا.
وقال “النويس”: بدأ العمل في موقع محطة “أبيدوس للطاقة الشمسية” في مارس 2023، بعقول وأياد مصرية بواقع 95 بالمائة من المستوى الإداري للمشروع مصريين، و100% من العمالة مصرية، وبلغ عدد العاملين في الموقع في ذروة أعمال المشروع 3500 شخص، وحقق المشروع 4.9 مليون ساعة عمل آمنة.
وحول استثمارات شركة “إيميا باور” في مصر، أوضح حسين النويس أن استثمارات الشركة الإماراتية في السوق المصرية تتجاوز 2 مليار دولار بقطاع الطاقة المتجددة، ويشمل ذلك محطة الطاقة الشمسية أبيدوس 1 مع نظام تخزين طاقة البطارية 300 ميجاوات في الساعة، ومزرعة الرياح أمونيت بقدرة 500 ميجاوات، ومحطة الطاقة الشمسية أبيدوس 2 بقدرة 1000 ميجاوات مع 600 ميجاوات ساعة من نظام BESS.