مهرجان الفيوم السينمائى : 3370 طن متوسط البصمة الكربونية للأفلام كبيرة الميزانية
في يوم 28 نوفمبر، 2024 | بتوقيت 4:00 م
كتبت: شيرين سامى
• الإنتاج الأخضر خارطة طريق للسينما المستدامة ..
انطلقت فعاليات اليوم الأول لمهرجان الفيوم السينمائي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة ٢٠٢٤ ، يوم الثلاثاء الموافق ٢٦ نوفمبر ، حيث تضمنت الفعاليات انعقاد ندوة تحت عنوان “السينما والبيئة”.
و فى جلسة مميزة- حاضرت فيها ، ا.د. ريهام رفعت أستاذ التربية و الإعلام البيئى والقائم بعمل عميد كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس ، – ألقت خلالها الضوء على ” الإيكوسينما: السينما والبيئة بين هيمنة التأثير والتأثر ” ، حيث تناولت التأثير المتبادل بين السينما والبيئة من خلال محورين ، المحور الأول: تناول المعالجة السينمائية لمشكلات البيئية و استعرضت خلالها المدخل إلى الإيكوسينما وميلاد النقد البيئي وعرض أنماط بعض الأفلام التي تناولت المشكلات البيئية العالمية، ومنها : أفلام الرسوم المتحركة البيئية كما ظهر من خلال فيلم WALL-E (2008) ،وفيلم الاقدام السعيدة Happy Feet(2009) ،والأفلام الوثائقية البيئية كما ظهر في فيلم الحقيقة المزعجة (2006)، وأفلام الخيال العلمي كما ظهر في فيلم بعد الغد(2004) ،والذى تناول مشكلة التغيرات المناخية ، وفيلم تقليص الحجم (2017)، والذى طور عرض إحدى الطرق لتقليص حجم البشر إلى حوالي خمس بوصات مما يقلل بشكل كبير من استهلاك البشر ونفاياتهم وذلك لمعالجة الزيادة السكانية والاحتباس الحراري وتوفير مكان للحياة على الكوكب، بالإضافة إلى فيلم انتقام الفراء (2010)وهو فيلم خيال علمي كوميدي يصور وسائل دفاع الطيور و الحيوانات عن غابتهم من انتهاك احدى شركات للتطوير العقاري عندما ارادت إقامة مشروعاً سكنياً لها بما يستوجب إزالة الغابة بالكامل.
وفى المحور الثاني: تناولت د. ريهام رفعت البصمة الكربونية لصناعة السينما، حيث أشارت إلى دور الأنشطة البشرية” وفي المقام الأول حرق الوقود الأحفوري” فى تغيير بيئات الأرض من خلال ارتفاع درجة الحرارة وفقدان الموائل وفقدان الأمن الغذائي والمائي للشعوب والحيوانات ، لافتة إلى أن أصابع الاتهام كانت ومازالت تشير إلى أن السبب الرئيسى لحدوث تلك التغييرات وظهور المشكلات البيئية يرجع إلى صناعات مثل “الطاقة والنقل والزراعة” ، موضحة أن صناعة الأفلام السينمائية هي الصناعة التي تفلت في كثير من الأحيان من الخطاب العام حول تأثيرها على البيئة .
و أكدت أن صناعة الأفلام السينمائية “على سبيل المثال لا الحصر”، تشمل إنتاج الأفلام و دراما التلفزيون وتسمى أيضًا “صناعة السينما والتلفزيون” و التى ساهمت بشكل ملحوظ في تغير المناخ.
و أوضحت د. ريهام رفعت، أن صناعة السينما والتلفزيون تعد واحدة من أكثر الصناعات كثافة للطاقة في العالم؛ و ذلك وفقًا للأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (BAFTA) ، حبث يتم إطلاق حوالي 13 طنًا من ثاني أكسيد الكربون في إنتاج ساعة واحدة من المحتوى التلفزيوني. و هذا يتوافق مع أقل بقليل من رحلتين بالسيارة حول العالم.
و لفتت إلى ، ازدياد عدد البرامج وكمية المحتوى المنتج عامًا بعد عام ، مشيرة إلى أن ذلك يرجع جزئيًا إلى خدمات البث ، مع نمو عدد المنتجات ، كما يزداد أيضًا استهلاك الطاقة في صناعة السينما والبصمة الكربونية. لذلك أصبحت الاستدامة في صناعة السينما مسألة ذات أهمية متزايدة. موضحة أن، السباق نحو الصفر الصافي بدأ بالنسبة للأستوديوهات الكبرى.
و تابعت :”في كل عام، تلتزم صناعة الأفلام بمعايير أعلى بشكل متزايد لبناء ممارسات إنتاج مستدامة حيث يكشف تقرير صدر في مارس 2021 بعنوان ” عن قرب: انبعاثات الكربون في إنتاج الأفلام والتلفزيون ” أن الأفلام ذات الميزانية الكبيرة يبلغ متوسط بصمة الكربون الإجمالية فيها 3370 طنًا متريًا. وهذا يعادل 33 طنًا متريًا لكل يوم تصوير”.
و أضافة أن، هناك دراسات أخرى اشارت إلى ان صناعة الفيلم الذي تقدر ميزانيته بأكثر من 70 مليون دولار ينتج 2840 طنًا من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل 11 مرة رحلة من القمر إلى الأرض.
و استطردت قائلة :” انه فى محاولة لتقليل البصمة الكربونية لصناعة السينما تم اعداد أدلة الإنتاج الأخضر وهى أدلة تضم أفكار وعادات جديدة لإنتاج الأفلام لجعلها أكثر استدامة حيث ظهرت أدلة مختلفة للإنتاج الأخضر وآلات حاسبة للكربون، وذلك لمساعدة المنتج على التصرف بطريقة أكثر استدامة ومنها دليل “الشاشة الخضراء” في أوروبا و “دليل الإنتاج الأخضر” بالولايات المتحدة الامريكية.
وتشمل هذه الأدلة العديد من الإجراءات التي يجب مراعاتها عند صناعة السينما ومنها إدارة النفايات والشراء المسؤول وتوفير الطاقة والنقل والوعي الجماعي، مشيرة إلى أن تلك الإجراءات يجب اتخاذها في جميع مراحل الإنتاج السينمائي بداية من مرحلة ما قبل الإنتاج مرورا بمرحلة الإنتاج أثناء الفيلم النقل ثم الخدمات اللوجستية ثم تقديم الطعام ثم الاستوديو والديكور ، مرورا بالإضاءة والطاقة و المعدات و الأزياء والمكياج، و ما بعد الإنتاج ، وصولاً الى مرحلة التوزيع والتسويق.
وفى ختام حديثها، أوصت د. ريهام رفعت بعدد من الإجراءات المستقبلية لتعزيز الاستدامة وتقليل البصمة الكربونية لصناعة السينما شملت:
• تطوير دليل صناع الشاشة الخضراء للحد من البصمة الكربونية لإنتاجات الأفلام والتلفزيون.
• اعداد دورات للتوعية بصناعة السينما الخضراء لدى العاملين بقطاع السينما.
• ادراج تشريعات بيئية مرتبطة بصناعة السينما وتأثيرها على البيئة. • ادراج مقرر حول صناعة السينما الخضراء بالمؤسسات الاكاديمية المرتبطة بالسينما، وتوجيه بعض مشروعات تخرج الطلاب بالمعهد العالي للسينما نحو القضايا البيئية.
• تشجيع القائمين على صناعة السينما لتخصيص جوائز للأفلام البيئية، وإقامة مهرجانات الأفلام البيئية بصفة دورية.