د محمد الشافعي عضو مجلس ادارة الغرفة الغذائية ل ” العالم اليوم”: مخلفات الزراعة والتصنيع الغذائي ” كنز ” غير مستغل..وتحويلها الي خامات علفية يخفض فاتورة الاستيراد البالغة 5 مليار دولار

لدينا 50 مليون طن مخلفات زراعية سنوية  و15 مليون طن من التصنيع الغذائي ولا نستغل سوي 40% منها فقط و 60% مهدر !

بدانا سلسلة اجتماعات مشتركة ما بين الغرفة الغذائية واكاديمية البحث العلمي لبحث الأسلوب الأمثل للاستفادة من المخلفات وتحويلها الي اعلاف... يجب تأسيس شركة من القطاع الخاص لوضع خطة لتجميع وتجهيز المخلفات ..ويمكن البدء بنموذج تجريبي في محافظة القليوبية

في يوم 15 أكتوبر، 2024 | بتوقيت 6:27 ص

كتب: مني البديوي

 

” المخلفات سواء كانت زراعية او نواتج للمصانع الغذائية والتصنيع الغذائي هي كنز ” منسي” ويجب الا تترك دون استغلال….” ..بهذه العبارات القصيرة التي لخصت أهمية المخلفات وكيف انها كنز لم يتم استغلاله والاستفادة منه حتي الان بالشكل المطلوب تحدث الدكتور محمد الشافعي عضو مجلس ادارة غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات وعضو مجلس بحوث الثروة الحيوانية باكاديمية البحث العلمي وصاحب التاريخ الطويل والممتد لأكثر من 40 عاما في العمل الزراعي والحيواني  في حواره مع ” العالم اليوم ” ، موضحا ان حجم المخلفات الزراعية المنتجة سنويا يتراوح ما بين 40 الي 50 مليون طن ومخلفات التصنيع الغذائي تتراوح ما بين 10 الي 15 مليون طن سنويا بينما التعامل الحالي مع هذه المخلفات لا يتعدي من 30 الي 40% فقط هو ما يتم استغلاله و 60% يتم اهداره!!.
وكشف عن خطوات حالية يتم اتخاذها بالتعاون ما بين غرفة الصناعات الغذائية واكاديمية البحث العلمي لبحث الأسلوب الأمثل للاستفادة من المخلفات الزراعية والتصنيع الغذائي وتحويلها الي اعلاف تستخدم في تغذية الحيوانات المزرعية ، لافتا الي ان تلك الخطوة تاتي بهدف تعظيم العائد علي المنتج وحماية البيئة من التلوث وخفض قيمة فاتورة الاستيراد من الخامات العلفية والتي تقدر بما يتراوح ما بين 4 الي 5 مليار دولار سنويا .
واضاف ان هناك اجتماعات قد تم البدء في عقدها بالفعل ما بين الغرفة والاكاديمية ، مشيرا الي قيامهم بعقد اجتماعين الأول تم خلاله  التعريف بالمخلفات والنواتج الثانوية في القطاع الزراعي والتصنيع الغذائي، والاجتماع الثاني كان مع مصانع الأسماك والذي يأتي في امتر سلسلة اجتماعات سيتم عقدها مع القطاعات الصناعية المختلفة لبحث ومناقشة حجم ونوعية المخلفات في كل قطاع علي حدة .
واستطرد: ان الاجتماعات لاقت استجابة كبيرة للحضور سواء من جانب الأساتذة والباحثين او المصانع حيث استجاب للحضور أكثر من 20 من كبار أساتذة الجامعات ومراكز البحوث والمتخصصين وعدد كبير من اصحاب مصانع التصنيع الغذائي، لافتا الي نوصلهم خلال الاجتماع الأول للاتفاق علي مجموعة من الخطوات المهمة تضمنت تقسيم مصانع الأغذية الي أقسام صناعية ” البان وزيوت وسكر واسماك ودواجن ولحوم ..وغيرها ” والاجتماع مع كل تخصص لبحث حجم المنتج لديه ونوعه” مخلفات – نواتج عرضية – نواتج ثانوية” وشكل المنتج وكيفية التصرف فيه من خلال هذه المصانع ، علاوة علي بحث كيفية تجميع هذه المخلفات في المحافظات المختلفة وكيفية علاجها لاخراجها في صورة صالحة للاستخدام العلفي ..او غيره خاصة وأن معظم هذه المخلفات قد أجريت عليها التحاليل الكيميائية والغذائية واثبتت النتائج صلاحيتها الي حد كبير للاستخدام الحيواني في معظمها .
وأوضح الشافعي أن اجتماعاتهم مع القطاعات الغذائية المختلفة قد بدأت بالاسماك وسيتم استكمال الاجتماعات مع القطاعات الاخري علي ان يعقب ذلك تجميع الأداء التي تخدم كل قطاع ووضعها في دراسة علمية ميدانية توضح كيفية تجميع المخلفات وتحسينها وتجهيزها للاستخدام واحتياجات السوق منها .
وتوقع ان يتم الانتهاء من الاجتماعات المشتركة مع القطاعات الصناعية المختلفة قبيل نهاية العام الجاري ، موضحا انه من المقرر الخروج منها بتوصيات يتم إعداد الدراسة بناء عليها من خلال غرفة الصناعات الغذائية ثم يتم عرض ذلك علي الجهات البحثية للاشترك في تنفيذها ووضع برنامج زمني للتنفيذ .
واكد الشافعي أن إنتاج تلك المخلفات يمكن أن يسهم بنسبة تتراوح ما بين 10 الي 20 % من الإنتاج العلفي ومن ثم تقليل فاتورة الاستيراد بنفس النسبة ، لافتا الي ان تلك المخلفات يمكن استخدامها كمصدر لإنتاج الطاقة والبروتين الحيواني والالياف ..ويمكن استخدام جزء منها في تحسين التربة.
وبسؤاله حول رؤيته الخاصة في الطريقة المثلي التي يجب اتباعها للاستفادة من المخلفات ، اكد الشافعي انه يجب تأسيس شركة من القطاع الخاص باعتباره هو المستفيد من تلك المخلفات تتولي وضع خطة لتجميع هذه المخلفات في كل محافظة علي حدة وفقا لنوعها وموسمية إنتاجها علي ان يكون هناك مصانع صغيرة لتجهيز تلك المخلفات بها خطوط انتاج للاستفادة من هذه المخلفات وفق نوعها ووفق ما يتم الاتفاق عليه مع المستفيدين، لافتا الي ان الشركة لابد ان يكون بها ذراع للتجميع واخر للتصنيع وثالث للتسويق علي ان تكون تحت مظلة غرفة الصناعات الغذائية.
وتابع : انه لضمان نجاح هذا المشروع يمكن البدء بنموذج مصغر تجريبي في احدي المحافظات ولتكن محافظة القليوبية وما يتبعها واثناء التشغيل يتم بحث المشاكل وإيجاد الحلول وفي حال النجاح يتم تعميم ذلك تدريجيا في كافة المناطق بالمحافظات المختلفة التي يتواجد بها صناعات غذائية، متوقعا انه مع الانتهاء من الدراسات والتوصيات اللازمة والبدء في التنفيذ اقتصاديا وفنيا فانه يمكن الانتهاء من المرحلة الأولي التجريبية بمحافظة القليوبية خلال الربع الاول من العام المقبل .
وبسؤاله حول اهم التحديات التي تواجه هذا المشروع الطموح ، اوضح الشافعي أن النقل والتخزين يعدان اهم التحديات التي تواجه المشروع وخاصة وانه يجب تخزين هذه المخلفات بشكل سليم للحفاظ علي جودتها ، علاوة علي اللوائح الحكومية المنظمة لاستخدام هذه المخلفات ونواتجها حيث أن اللوائح الحالية يجب اعادة النظر بها بما يتفق والمنتجات الجديدة المتوقعة وتركيبها الغذائي والكيميائي وهذا التعديل يتطلب إشراك هيئة المواصفات والجودة والمراكز البحثية الزراعية والمنتجين .
واستطرد: ان التحديات تتضمن ايضا ضرورة التأكد من خلو هذه المخلفات من الملوثات والميكروبات الضارة ، ومراعاة موسمية إنتاج هذه المخلفات حيث أن هناك مثلا موسم إنتاج مخلفات البرتقال وقشر الرمان وموسم البنجر والقصب والزيوت والتمور ….وغيرها .
وأوضح الشافعي أن كافة الاجتماعات والتحركات التي حدثت قاموا خلالها ببحث مخلفات التصنيع الغذائي فقط وانه بالنسبة للمخلفات الزراعية فهي قضية اخري سيتم بحثها مستقبلا مع وزارتي الزراعة والمحليات والمنتجين الزراعيين بكل محافظة .
وأكد أن الاستفادة من المخلفات سواء زراعية او تصنيع غذائي تمثل قضية من أهم القضايا التي تم مناقشتها منذ عشرات السنين دون اتخاذ خطوات حقيقية ملموسة عدا بعض التجارب الصغيرة التي تمت علي نطاق ضيق للغاية ، مشددا علي انه أصبح الان من الأهمية ضرورة الاستفادة من هذه المخلفات خاصة مع نقص الطاقة وندرة المياه والحاجة الي تقليص حجم المهدر والتصحر ونقص الرقعة الزراعية  والزيادة السكانية وما يواجهنا من ضرورة الاستفادة من كل مخلف مهما كان حجمه وطبيعته .
وأوضح الشافعي أن لدينا مخلفات عديدة مثل مخلفات التمور والبرتقال والفواكه والاسماك واللحوم والدواجن والبنجر والقصب،  مشددا علي ان كل هذا قد ثبت علميا صلاحيته من الناحية الكيميائية والغذائية بعد إدخال بعض التحسينات عليه للاستخدام كعلف للحيوانات المزرعية، وهناك مخلفات يمكن تستخدم للاستهلاك الآدمي ويتم إقامة صناعات متخصصة عليها .
وأكد أن الدخول في تجميع المخلفات وتجهيزها ليس مكلف اقتصاديا وان العائد منه سيعظم من قيمة المتج ويحقق أضعاف ما سيتم انفاقه ، مشيرا الي ان المخلفات حاليا هي مشكلة بصورها المختلفة بينما مع استغلالها بشكل صحيح تصبح مصدرا للنمو الاقتصادي الهائل.
ولفت الي بغض التجارب العالمية وكيف ان دول مثل ايطاليا والمانيا لديهم تجربة مهمة في الاستفادة من المخلفات وان معظم المخلفات في تلك الدول تستخدم في إنتاج علف الحيونات ومواد مستحضرات التجميل .
وأكد أن هذه المخلفات تتزايد عام بعد آخر مع زيادة الإنتاج الزراعي والتصنيع الغذائي الأمر الذي يستوجب ضرورة وضع خطة عاجلة للاستفادة منها .
ووجه الشكر لكلا من المهندس أشرف الجزايرلي رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات والدكتور محسن شكري رئيس مجلس بحوث الثروة الحيوانية باكاديمية البحث العلمي ورئيس الأكاديمية الاسبق علي دعمهم واستجابتهم العاجلة للتعاون مع طرح فكرة تعظيم الاستفادة من المخلفات وتحركهم العاجل لعقد الاجتماعات المشتركة ما بين الغرفة والاكاديمية للتوصل الي السبل المثلي للاستفادة من تلك المخلفات واستخدامها علف حيواني.