غادة أحمدين تطرح التحديات و التوصيات لمواجهة التصحر والجفاف في المنطقة العربية
ألقت الدكتورة غادة أحمدين – مدير برامج الشبكة العربية للبيئة والتنمية(رائد)، نظرة عامة على الحالة الراهنة للتصحر والجفاف في المنطقة العربية ، و ذلك خلال كلمتها فى الاحتفال باليوم العربي للبيئة، بمقر جامعة الدول العربية ، والذى عقد تحت شعار” إعادة تأهيل الأراضي لتعزيز القدرة على الصمود”.
و أوضحت أن المساحة الكلية للوطن العربي تبلغ 41.1 مليون كم ، و ان 89% من هذه المساحة تقع في المناطق الجافة وشبه الجافة.و تشكل الأراضي الجرداء حوالي %44% من المساحة الإجمالية.
و حول إجمالي المساحات المهددة بالتصحر فأشارت إلى أنها تمثل حوالي 5% من المساحة الكلية للوطن العربي.
و لفتت د.غاده إلى أن أهم العوامل التي تؤدى للتصحر والجفاف مايلى:
•عامل المناخ
• العامل البشرى
•زيادة عدد السكان
•تغير نمط النظام الاجتماعي
•تغير نظم الاستهلاك والإنتاج
•تدهور الموارد الطبيعية والبيئية نتيجة زيادة الطلب على الغذاء
والزحف العمراني على الأراضي الزراعية.
و أشارت د.غاده إلى سوء إدارة واستخدام الإنسان للموارد الطبيعية في الوطن العربي من خلال ٣ نقاط:
•اولا : الأنشطة الزراعية غير المستدامة: مثل الزراعة المفرطة، استخدام الأسمدة والمبيدات بشكل مفرط، وإزالة الغابات مما ساهم في تدهور التربة وفقدان خصوبتها.
•ثانيا: التوسع العمراني والتجريف حيث يؤدى النمو السكاني السريع والتوسع العمراني إلى تحويل الأراضي الزراعية إلى مناطق سكنية وصناعية، مما يقلل من المساحات الخضراء ويدفع نحو تدهور الأراضي.
• ثالثا: الرعي المكثف على الأراضي العشبية والمراعي:
والذي يؤدي إلى تأكل التربة وفقدانها لقدرتها على استعادة نفسها .
و حول الآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للتصحر والجفاف على المجتمعات المحلية، أوضحت أنه اجتماعياً : يؤدي التصحر إلى نزوح السكان من المناطق المتأثرة إلى المدن أو مناطق أكثر خصوبة، مما يخلق ضغوطا على البنية التحتية والخدمات في المناطق الحضرية.
بينما اقتصادياً: يؤدى التصحر إلى انخفاض في حجم الموارد الزراعية وخسارة الأراضي القابلة للزراعة والرعي، مما يؤثر على الدخل القومي.
بينما بيئياً : يؤدى زحف الرمال إلى طمر المناطق السكنية والمزارع والطرق، فضلاً عن التغير المناخي على المدى المتوسط والبعيد وتقلص
التنوع الحيوي، وتغيرات في الأنظمة البيئية.
و حول دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة مخاطر التصحر والجفاف أكدت أنها تتمثل فى مايلى:
• تنمية المجتمعات المحلية والعمل على تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المحلية في تخفيف الآثار الناتجة عن التصحر.
• تعزيز الوعي البيئي للمجتمعات المحلية للحد من مشكلة التصحر في الوطن العربي من خلال البرامج التوعوية وأيضا التعليمية.
• استخدام التكنولوجيا لتعزيز القدرة على الصمود أمام التصحر والجفاف في الوطن العربي مثل الاستشعار نظم المعلومات الجغرافية (GIS) والزراعة الذكية وغيرها عن بعد.
• استخدام بناء الشراكات مع الجهات الفاعلة .
• تقديم الخبرات وبناء القدرات وتبادل المعلومات.
• تمكين المرأة الريفية والبدوية.
و فيما يخص التحديات التي تواجه منظمات المجتمع المدني، أوضحت د.غاده انها تتمثل فيما يلى:
•ضعف آليات التنسيق فيما بين منظمات المجتمع المدني.
•قلة الكوادر المهنية ذات الخبرة والمهارة العالية.
•ضعف الإمكانات المالية ومشاكل التمويل.
•تتركز معظم منظمات المجتمع المدني القوية في العواصم والمدن الكبرى.
•عدم وضوح مفهوم العمل التطوعي لدى المجتمع وضعف نشر ثقافة التطوع بين الشباب.
•ضعف عضوية الشباب أو تهميشهم في بعض منظمات المجتمع المدني.
•غياب قواعد بيانات دقيقة توضح حجم الخسائر الناتجة عن الكوارث والمخاطر المرتبطة بالتصحر والجفاف.
و استعرضت د.غاده مشروعات ومبادرات منظمات المجتمع المدني
العربية لبناء القدرة على الصمود في مواجهة التصحر والجفاف ، و أوضحت أن أهم نتائجها استخلصت ما يلى:
• أثبتت منظمات المجتمع المدني قدرتها على مواجهة التحديات البيئية رغم التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
•تسعى منظمات المجتمع المدني لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية عبر مشروعات التشجير ، حماية الأراضي من التدهور ، برامج التعليم البيئي وتحسين أنظمة الري والزراعة المستدامة وغيرها .
•حققت العديد من المنظمات تأثيراً ملموساً بفضل الشراكات القوية مع حكوماتها وكذلك الجهات الإقليمية والدولية.
•تعد التجارب العربية نماذج ملهمة تؤكد أن العمل المدني يمكن أن يحقق استدامة بيئية طويلة الأمد.
و طرحت د.غاده أهم التوصيات فى النقاط التالية:
•ضرورة إدماج منظمات المجتمع المدني في وضع استراتيجيات مواجهة التصحر والجفاف والمشاركة الفعالة في تنفيذ تلك الاسراتيجيات.
•دعم وتعزيز المزيد من المدني، الحكومات، والمؤسسات الدولية لتحقيق نتائج – الشراكات بين منظمات المجتمع مستدامة.
•تطوير آليات تمويل مستدامة.
•تعزيز التنمية البشرية لسكان الصحراء عبر تقديم دعم تقني وتعليمي.
•التوعية بمخاطر تدهور التربة وأهمية التخطيط، وفهم العلاقة المتبادلة بين السكان والموارد الطبيعية والتشجيع على استخدام نظم الري الحديثة والحفاظ على التنوع الحيوي.
شارك بكلمات فى الاحتفال كلا من :
الدكتور محمود فتح الله – الوزير المفوض – مدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية ، الدكتور أشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة ،
المهندس أسامة كمال – وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق ورئيس الهيئة العلمية العليا للاتحاد العربي للتنمية المستدائمة والبيئة ،الدكتورة هند فروح – مدير معهد العمارة والإسكان ومدير مشروع نظم الخلايا الشمسية الصغيرة ، الدكتورة فجر عبد الجواد – عميد معهد البيئة والتغيرات المناخية بالمركز القومي للبحوث ، سعيد صالح الشماخي – سكرتير أول بإدارة الإسكان والموارد المائية، و الدكتور كامل عامر – المدير الإقليمي لمنظمة العربية للتنمية الزراعية .
و شارك بالحضور :
الاعلامية عبير سلامة المستشار الاعلامى للاتحاد العربى للتنمية المستدامة و البيئة ، و الكاتبة الصحفية شيرين سامى المستشار الاعلامى للاتحاد العربى للتنمية المستدامة و البيئة.