د.خالد صوفي في اول حوار له بعد فوزه كأول عربي برئاسة منظمة ” الايزو ” ل ” العالم اليوم”: مساعدة الدول” النامية” في التحول الي”صاعدة “بتطبيق المواصفات الصحيحة بصناعتها علي راس أولوياتي بالعمل
” ثقل اسم مصر الدولي كان وراء النجاح الذي تحقق في فوزنا بانتخابات رئاسة منظمة ” الايزو” ” ….بتلك العبارات المختصرة التي حملت الكثير من المعاني و عكست وضع ومكانة مصر علي المستوي الدولي تحدث الدكتور خالد صوفي رئيس منظمة ” الايزو” ورئيس الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة في اول حوار له مع ” العالم اليوم ” بعد نجاحه كأول عربي في حسم انتخابات المنظمة الدولية للتقييس “الايزو” “ISO” والفوز برئاسة مجلس ادارتها، مؤكدا ان اسم مصر وما تتمتع به من ثقل علي المستوي الدولي كان أحد اهم العوامل التي ساهمت في نجاحه بتلك المعركة الانتخابية الصعبة، بجانب مجهودات وعمل هيئة المواصفات والجودة .
واضاف “صوفي” – ذلك الرجل الذي يتسم دوما بقلة الحديث والاكتفاء بالعمل والنتائج – ان المعركة الانتخابية لرئاسة منظمة ” الايزو” لم تكن خطوة سهلة علي الاطلاق وخاصة وان المنظمة منذ انشاءها في عام 1947 وحتي الانتخابات الأخيرة لم يتولي رئاستها علي الاطلاق ولا رئيس عربي وجاء لمرة واحدة خلال فترة أزمة ” كورونا” رئيس من أفريقيا من دولة كينيا وبالتالي لم يكن هناك اجتماعات، لافتا الي انه بهذا الفوز يمثل اول رئيس عربي لتلك المنظمة المهمة .
واستطرد: انه يمثل ايضا اول رئيس من جهة تقييس وطنية يتولي المنظمة وانها اعتادت في كل رؤساءها السابقين انهم جاءوا من القطاع الخاص من شركات عملاقة حتي ان الرئيس الحالي للمنظمة من كوريا وهو رئيس شركة ” هيونداي”.
وقال أن اقوي المنافسين لمصر في تلك الانتخابات كانت أمريكا اللاتينية وانه نجح في الحصول علي 63 صوت مقابل 49 صوت لمرشح الارجنتين لتحسم مصر بذلك الفوز بنجاح وفارق كبير في الأصوات.
وأوضح أنه بمقتضي هذا الفوز يتولي رئاسة مجلس إدارة منظمة ” الايزو” لمدة 3 سنوات خلال الفترة من 2025 حتي 2028 ، مشيرا الي انه من 2025 حتي 2026 يتولي رئيس مصاحب للرئيس الحالي ومن 2026 حتي 2028 يتولي الرئاسة كاملة.
وبسؤاله حول اهم القضايا التي ستحظي باولويات اهتمامه خلال فترة رئاسته لمنظمة ” الايزو” ، اكد صوفي ان مساعدة الدول العربية والافريقية المصنفة اقتصاديا بانها دول “نامية” في التحول الي دول “صاعدة “عن طريق تطبيق مواصفات صحيحة بصناعتها وتجارتها تساعدها علي ذلك سيكون علي أجندة أولوياته واهدافه بالعمل خلال المنظمة .
وشدد علي انه سيكون هناك حلول لجميع المشاكل المتواجدة في كل الدول النامية والمتقدمة عن طريق مواصفات تلبي احتياجاتهم وتحقق الخصوصية والابتكار .
واضاف ان اولويات عمله ستتضمن ايضا إصدار مواصفات مفيدة وقابلة للتطبيق والاهتمام بالمواصفات التي تخدم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتركيز علي الاستدامة والذكاء الاصطناعي، علاوة علي زيادة عضوية الدول في المنظمة حتي يكون هناك تنوع في الأفكار.
وأكد أن الاستدامة والبصمة الكربونية يعدان أحد اولويات عمله علي مستوي منظمة الايزو والهيئة العامة للمواصفات والجودة وخاصة وان المواصفات تخدم مستهدف الدولة في القفز بالصادرات المصرية لأنها اول الطريق للتميز وإنتاج منتج مطابق للمواصفات .
وقال صوفي انه تولي رئاسة الهيئة العامة للمواصفات والجودة في الأول من سبتمبر من عام 2021 وكان من اولي الخطوات التي قام باتخاذها هو إدخال مصر بعضوية مجلس إدارة منظمة ” الايزو” في عام 2022 بفوز ساحق لمدة 3 سنوات ، لافتا الي ان تلك الخطوة قد جاءت بعد غياب لمصر استمر 12 عاما عن مجلس إدارة منظمة الايزو .
وتابع : ان ما دفعه لترشيح مصر للدخول بعضوية مجلس إدارة المنظمة رغبته في تواجد مصر علي المستوي الدولي والعالمي وعدم الاكتفاء بالتعاون والعمل الإقليمي.
وقال انه بعد فوز مصر بعضوية مجلس الادارة تساءل لماذا لا تخوض مصر انتخابات رئاسة المنظمة ، مشددا علي ان ذلك كان قرارا جريئا وانه أخذ الأمر بتحدي ولاسيما وانه لم يكن هناك اي رئيس عربي قد فاز من قبل وكافة الرؤساء كانوا من جنسيات دولية.
وأكد صوفي ان ما ساعده في حسم الانتخابات ايضا هو التواجد المصري الذي تم النجاح في تحقيقه بكافة منظمات التوحيد القياسي علي المستوي العربي والافريقي والإسلامي والدعم من أعضاء تلك المنظمات، مشيرا بذلك الي عضوية مصر بالمنظمة العربية للمواصفات والمنظمة الافريقية للمواصفات ومعهد المقاييس الإسلامية وتجمع رؤساء هيئات التقييس بدول البريكس، علاوة علي العديد من الأحداث والملتقيات التي نجحت في تنظيمها هيئة المواصفات والجودة وتم التمكن من خلالها من إبراز مجهودات وعمل الهيئة ومنها احتفالية البصمة الكربونية والذي اقامتها الهيئة يعد النجاح في اعتمادها كجهة مصادقة واعتماد لشهادة الكربون طبقا لمواصفة الايزو 17029 باعتماد المجلس الوطني للاعتماد بحضور العديد من الشخصيات الهامة محليا ودوليا .
ويعد الدكتور خالد صوفي من أهم رؤساء الهيئات الذي نجح خلال فترة قصيرة من توليه رئاسة الهيئة العامة للمواصفات والجودة في احداث نقلة نوعية بعملها وزيادة تواجدها علي المستوي الدولي والاقليمي ، وهو مهندس ميكانيكا خريج الكلية الفنية العسكرية عام 1994 وقد حصل علي ماجستير من الأكاديمية البحرية في نظم إدارة الجودة ودكتوراه من كلية الدراسات العليا جامعة القاهرة في الضبط الإحصائي وتوكيد الجودة ودبلومة في قياسات الليزر من جامعة القاهرة .
و المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO) هي منظمة دولية مستقلة وغير حكومية تضم في عضويتها هيئات التوحيد القياسي من نحو من 163 دولة وقد تأسست في عام 1947، وتتمثل مهمتها في تطوير ونشر معايير دولية موحدة تضمن جودة وكفاءة وسلامة المنتجات والخدمات والأنظمة عبر مختلف القطاعات. تُعتبر هذه المعايير أداة أساسية لتسهيل التجارة الدولية وتطوير التكنولوجيا وضمان التوافق والابتكار.
ويقع مقر المنظمة في جنيف بدولة سويسرا، وتغطي معاييرها مجالات متعددة تشمل التصنيع، الزراعة، الرعاية الصحية، تقنية المعلومات، والطاقة، من بين أمور أخرى.
ومصر تُعتبر من الدول النشطة في المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO) من خلال هيئة المواصفات والجودة المصرية (EOS)، التي تمثل مصر في اجتماعات ISO وتشارك في تطوير المعايير الدولية وتساهم بشكل كبير في لجان العمل الفنية التي تضع المعايير في مختلف القطاعات مثل الصناعة، الطاقة، الزراعة، والرعاية الصحية.
وتُعد هيئة المواصفات والجودة المصرية أحد الأعضاء المؤثرين في ISO، وتسعى إلى تعزيز تطبيق المعايير الدولية في مصر بما يتماشى مع متطلبات الاقتصاد المحلي، وتطوير القطاعات المختلفة وفقًا للمعايير العالمية.