مدير “روساتوم” يجتمع بوزير العلاقات الاقتصادية الخارجية المجري لبحث تطورات محطة “باكش” النووية

أكد كل من “أليكسي ليخاتشوف” مدير شركة روساتوم ، و”بيتر سيارتو” وزير العلاقات الاقتصادية الخارجية المجري، أن العمل في بناء وحدات طاقة جديدة بمحطة باكش النووية يشهد تقدماً ملحوظاً. وخير دليل على ذلك هو الانتهاء من أعمال الحفر بعمق 5 أمتار إلى مستوى المياه الجوفية قبل الموعد المحدد في العام الماضي. كما تم الانتهاء من إنشاء أنظمة الحماية ضد الترشيح، وهو عبارة عن جدار خرساني خاص تحت الأرض يغلف حفرة المفاعل بمحيط 2700 متراً، ويحميها من تسرب المياه الجوفية ويضمن التشغيل الآمن لوحدات الطاقة الحالية أثناء بناء وحدات جديدة. يتم الآن تعزيز التربة بشكل فعال، ومن المقرر – في صيف عام 2024 – أن تبدأ أعمال الحفر حتى الوصول إلى متطلبات التصميم الهندسي، أي على عمق 30 متراً. بعد ذلك، سيبدأ العمل على إعداد الخرسانة، بما في ذلك تثبيت قضبان التسليح لتحضير بلاطة الاساسات الخرسانية.

وفي هذا السياق أشار أليكسي ليخاتشوف” مدير شركة روساتوم قائلاً: “إن وتيرة العمل الحالية تسمح لنا أن نتوقع أن يتم الانتهاء من جميع الأعمال التحضيرية في الموقع بحلول نهاية هذا العام، الأمر الذي سيتيح الفرصة للشروع مباشرة في صب الخرسانة الأولى. لذلك، أعتقد أن هذا العام سيكون ذا أهمية خاصة بالنسبة للمشروع برمته. ومن المهم أيضًا أننا أحرزنا تقدمًا كبيرًا في تحسين وتحديث عقد مقاولون الهندسة والمشتريات والبناء، والعمل جنبًا إلى جنب مع الجانب المجري.
و من الملاحظ أنه هناك اهتمام كبير بالمشروع من قبل الصناعة المجرية. وبالفعل، تم مشاركة أكثر من 100 شركة مقاولات مجرية في المشروع ، بالإضافة إلى شركات من دول أوروبية أخرى. وفي هذا الصدد عقد المقاول العام للمشروع “آتوم ستروي إكسبورت”، في شهر فبراير، ندوة شارك فيها المورودون المحتملون للمشروع. بحضور ممثلين عن حوالي 190 شركة من مختلف بلدان العالم.

بدوره استطرد “بيتر سيارتو” وزير العلاقات الاقتصادية الخارجية المجري الحديث قائلاً: “يستمر العمل في موقع محطة “باكش-2″ للطاقة النووية، ولا توجد أي عوائق أمام صب الخرسانة الأولى بحلول نهاية هذا العام وربط وحدتي الطاقة الجديدتين بشبكة الكهرباء المجرية في بداية العقد المقبل. وتم الانتهاء من إنتاج مصيدة قلب المفاعل في روسيا، لذا سيتم تسليمها إلى المجر في المستقبل القريب. وهنا لابد من الاشارة إلى إن هذه عملية سوف تكون في غاية التعقيد، لأن وزن هذه المعدات الثقيلة يزيد عن 700 طن. بالفعل نحن فخورون بتنفيذ مشروع دولي كبير في باكش، لأنه بالإضافة إلى المقاول العام الروسي، يوجد شركات ألمانية وفرنسية ونمساوية وسويدية وأمريكية” من بين مجموعة المقاولين التابعين.

و تابع :”أياً كان الأمر سوف يتم البدء، في شهر أبريل، حيث ينم تصنيع وعاء المفاعل للوحدة الأولى لمحطة الطاقة النووية باكش-2 في روسيا. وفي النصف الثاني من العام، سيتم تسليم المجر مصيدة قلب المفاعل من بين المعدات الخاصة بتأمين المفاعل والحد من عواقب الحوادث التي تقع خارج نطاق التصميم. وستكون هذه أول معدات تصنيع ذات دورة طويلة يتم إيصالها إلى موقع البناء”.

مشروع باكش-2 هو الأول في الاتحاد الأوروبي الذي يحصل على ترخيص لبناء مفاعلات الطاقة النووية على أساس تصميم مرجعي روسي. إذ تعتبر روساتوم الشركة الرائدة عالميًا في بناء مفاعلات جديدة وتقوم في نفس الوقت ببناء 22 وحدة طاقة في سبع دول. الحديث يدور عن أن طلبيات روساتوم تضم أكبر مشروعين للبناء النووي في العالم – في تركيا ومصر، حيث يتم بناء أربع مفاعلات طاقة في كل محطة في آن واحد. كما يتم تنفيذ مشاريع البناء في الهند والصين وبنجلاديش على نطاق واسع. هذا وبعد تشغيل محطة الطاقة النووية البيلاروسية، بدأت سلطات بلاروسيا في التفكير في بناء وحدات طاقة أخرى، وفي تركيا تتم مناقشة إمكانية بناء محطة نووية ثانية في سينوب.

وشدد مدير روساتوم ،على حقيقة أن “روساتوم تعمل أيضًا على تطوير اتجاه بناء محطات التوليد النووي الصغيرة وإنشاء تقنيات الجيل الرابع للطاقة النووية، وهذا بدوره سيؤدي إلى تقليص حجم النفايات المشعة بشكل كبير وإعادة استخدام الوقود النووي المستنفذ. ونحن من خلال العمل على تطوير التقنيات المستقبلية، نخطط مشاركة الشركاء التطورات التي تم تحقيقها، بعد إنشاء نماذج مرجعية، وبطبيعة الحال فإن المجر هي أحد هؤلاء الشركاء”.

جدير بالذكر أن ، مشروع محطة باكش-2 للطاقة النووية تم تنفيذه على أساس الاتفاقية الحكومية الروسية المجرية المؤرخة في 14 يناير 2014 وثلاثة عقود أساسية لبناء محطة جديدة. تم إصدار الترخيص الرئيسي لبناء محطة باكش-2 للطاقة النووية من قبل الهيئة التنظيمية المجرية في شهر أغسطس 2022. سيتم بناء محطة باكش-2 المزودة بمجموعتي طاقة من الجيل الثالث+ VVER-1200 على أساس تسليم المشروع بأكمله “تسليم مفتاح”.
مشروع محطة “باكش-2” النووية يعتبر أول مشروع روسي على أراضي الاتحاد الأوروبي. علماً أن الحصول على رخصة البناء يعد دليل على امتثال المشروع لمعايير السلامة المجرية والأوروبية. و تعمل في روسيا بنجاح أربع مفاعلات طاقة VVER-1200 ووحدتي طاقة مماثلتين خارج روسيا، في محطة الطاقة النووية البيلاروسية. وبحسب البيانات الأخيرة تضم محفظة الطلبيات الخارجية لشركة روساتوم الحكومية حوالي 33 مفاعل في 10 دول.
روسيا تعمل بشكل فعال على تطوير التعاون مع الدول الصديقة. حيث تواصل تنفيذ مشاريع الطاقة المشتركة الكبيرة، في إشارة إلى إن شركة روساتوم ومؤسساتها تلعب دوراً فعالاً في هذا العمل.