في ختام أعمال قمة مصر الأولى للحد من المخاطر… مطالب بإنشاء تحالف وطني بين الشركات العاملة في مصر لوضع آليات لتعزيز مفهوم ثقافة الحد من المخاطر
في يوم 14 نوفمبر، 2023 | بتوقيت 7:53 م
كتب: محمد الباز
واصلت قمة مصر الأولى للحد من المخاطر ، بالقاهرة، تحت شعار “نحو التغيير الفعال” بنسختها الأولى، مناقشاتها، تحت رعاية وزارتي البيئة والتخطيط والتنمية الاقتصادية وبحضور الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، واستعرضت الجلسة الثانية “كيفية تحقيق الاستفادة المزدوجة للشركات والمجتمع بالحد من المخاطر باعتباره منفعة متبادلة” حيث ناقشت تأثير استراتيجيات الحد من المخاطر بشكل إيجابي على القطاع الخاص من حيث خفض التكاليف، وكفاءة الطاقة، والحد من آثارها السلبية على البيئة، وأوصت الجلسة بإنشاء تحالف وطني بين الشركات العاملة في مصر بمشاركة كافة الجهات المعنية لوضع الأسس والمعايير لتحديد آليات مواجهة المخاطر والاستفادة من تجارب البعض لننتقل إلى مرحلة جديدة في مواجهة هذا التحدي.
وشهدت الجلسة مشاركة نخبة من المتحدثين المتميزين الذين يمثلون مجموعة واسعة من المجالات بما في ذلك المهندس باسل شعيرة، رئيس شعبة التطوير الصناعي في اتحاد الصناعات والمدير العام لشركة بولاريس باركس، وشريف حمودة، رئيس مجلس إدارة شركة “جي في” للاستثمارات، وأنكوش أرورا ، الرئيس التنفيذي لمجموعة المنصور للسيارات، وأيمن عصام، رئيس قطاع الشئون الخارجية والقانونية بفودافون مصر، والمهندس أحمد طالب، المدير التنفيذي للتسويق والمبيعات بشركة دهانات الجزيرة، وأدار الجلسة الإعلامي والخبير الاقتصادي اللبناني موريس متى.
من جانبه أكد المهندس باسل شعيرة رئيس شعبة التطوير الصناعي في اتحاد الصناعات والمدير العام لشركة بولاريس باركس، أن مفهوم الحد من المخاطر أصبح ضرورة وليس للرفاهية، وبات على المطورين الصناعيين دورا كبيرا في إنشاء مدنا صناعية تراعي التأثيرات البيئية وتحافظ على سلامة العاملين، لذلك استعانت المجموعة بجامعة القاهرة لتقييم الأثر البيئي بالمنطقة الصناعية وضمان عدم تأثير أي صناعة علي أخرى، وأضاف أن سعر الطاقة في مصر أرخص نسبيا من الدول الخارجية، لذلك يلجأ بعض المستثمرين لاستخدام طاقة غير متجددة، وهو ما يضر بالبيئة والصناعة معا، ودعا شعيرة لضرورة خفض أسعار الطاقة المتجددة، لتشجيع المستثمرين على زيادة الاعتماد عليها، لمساعدة الحكومة المصرية في تحولها للصناعات الخضراء، مطالبا بضرورة التركيز على الجانب التوعوي لدى العاملين بالصناعات الخطرة من النواحي البيئية.
وفي كلمته أكد شريف حمودة رئيس مجلس إدارة شركة جي في للاستثمارات، أن المجموعة تعمل في مشروعين أحدهما مدينة طربول الصناعية، ومنذ اليوم الأول سعينا أن تكون مدينة خضراء تحافظ على البيئة، وتتسق مع جهود الدولة في خفض الانبعاثات الكربونية، موضحا أننا نعمل في ظل تحديات اقتصادية كبيرة، مشيرا أننا نواجه أطنان من المخلفات العضوية التي تؤثر على الصحة العامة، ولكن نجاحنا الحقيقي في وضع شروط صارمة للحفاظ على البيئة، مضيفا أن مفهوم المدن الذكية الخضراء يتطور بشكل سريع، والتحدي الرئيسي حاليا هو عدم وجود مواد بناء خضراء تساعد على تطوير هذا المفهوم، لذلك نتجه لعقد شراكات مع دول وكيانات كبيرة لمساعدتنا في تخطي هذا الأمر وعلينا كدولة الإسراع في التحول إلى الأخضر تجاه كافة مكونات الصناعة في ظل اتجاه الاتحاد الأوربي لفرض ضرائب المنتجات ذات الانبعاث الكربوني.
فيما قال انكوش أرورا الرئيس التنفيذي لمجموعة المنصور للسيارات أن انبعاثات السيارات مسئولة عن 25 % من ملوثات المدن، لذلك تتسبب في أطنان من الانبعاثات الكربونية، لذلك علينا الاتجاه نحو السيارات الكهربائية التي تحد من نسبة التلوث من 30-40 % وهو ما سيساعد في تحقيق رؤية مصر 2030، الرامية لخفض الانبعاثات الكربونية وفي نفس الوقت يقلل من الاعتماد على العملات الأجنبية، وأضاف أن المنصور هي أكبر مجموعة سيارات في مصر، لذلك عملنا على نشر تكنولوجيا جديدة مرتبطة ومتسقة مع مبادرات الحد من المخاطر، حيث غيرنا خططنا من خمس سنوات لكي نصل إلى صفر انبعاثات في صناعتنا، من خلال توفير سيارات وأتوبيسات لهيئة النقل المصرية تعمل بالطاقة المتجددة، كما نعزز من ثقافة الحد من المخاطر بتوعية قائدي السيارات للتقليل من الحوادث ايضا.
وفي كلمته دعم المهندس أحمد طالب المدير التنفيذي للتسويق والمبيعات بشركة دهانات الجزيرة فكرة إنشاء تحالف وطني للتوعية بمفهوم الحد من المخاطر، ليتماشى مع الجهود الحكومية الرامية لخفض الانبعاثات الكربونية مؤكدا أن الشركة تراعي الاشتراطات العالمية في جميع مكوناتها الخام ونحرص بأن تكون خضراء خالية من المواد التي تؤثر على البيئة، لتعزيز التصنيع المستدام وتقليل مخاطر الصناعة، وهو ما مكنا من الحصول على شهادة الأيزو 14044 في استخدام منتجات خالية من المواد العضوية، كما نحرص على سلامة الفنيين الذين يعيشون حياتهم في التعامل مع الدهانات يوميا من خلال التدريب المستمر ووضع الخطط الاستباقية، وأضاف يجب أن نتحلى بالجرأة عند التوسع في إنشاء المدن الخضراء بكافة مكوناتها وأنه مهما ارتفعت التكلفة الحالية إلا أنها ستبقى على الأمد الطول أفضل وبنفس التكلفة.
وجمعت قمة مصر الأولى للحد من المخاطر نخبة من الخبراء والمتخصصين بما في ذلك الحكومة والقطاع الخاص لتعزيز استراتيجيات ومبادئ الحد من المخاطر التي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وسلطت الضوء على أهمية الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في إقامة مشروعات خضراء تسهم في التنمية الاقتصادية وتحافظ على البيئة وتنشر فكر وثقافة الحد من المخاطر على المجتمع.