الطاقة الذرية المصرية تشارك فى مؤتمر الوكالة الدولية بأبحاث علمية لمواجهة تغير المناخ و الحصول على صفر أنبعاثات كربونية بحلول 2050

التوسع في الاستخدمات السلمية للطاقة الذرية الحل الأمثل لعدة مشاكل اقتصادية في القارة الأفريقية..

في يوم 17 أكتوبر، 2023 | بتوقيت 12:18 م

كتبت: شيرين سامى


د. عمرو الحاج : الاحتكاك الدولي وتبادل الخبرات للتعرف على أحدث الاتجاهات العلمية الدولية


د.محمد شعت : إستخدام المفاعلات النووية الصغيرة فى التطبيقات الصناعية

د. سهير قراعة : التكنولوجيا النووية تعزز المستوى الاقتصادي والتنمية الاجتماعية للدول الأفريقية

د. شريف الجوهري: التغلب على تحديات الطاقة النووية يعزز انتشارها على نطاق واسع

===================

يعد حث الدول على استخدام الطاقة النووية النظيفة كبديل عن مصادر الطاقة الأخرى التى تزيد من انبعاثات الكربون ، كما أن أحد الأهداف التى تعمل على تحقيقها دول العالم الوصول الى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام ٢٠٥٠ طبقاً لاتفاقية باريس ومؤتمرات المناخ والتي تم عقدها في شرم الشيخ العام الماضي والمقرر عقده في دبي خلال نهاية العام.

و فى هذا الصدد ، شاركت هيئة الطاقة الذرية المصرية في المؤتمر الدولي الثانى بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ، و قد مثل مصر فى هذا المؤتمر ا.د محمد كمال شعت استاذ الهندسة النووية بقسم المفاعلات الذرية بمركز البحوث النووية، و ا.دسهير سعد قراعة الاستاذ بقسم البحوث الصحية بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع ورئيس المؤسسة الأفريقية للمرأة في مجال الطاقة النووية .

المدرسة العلمية

فى البداية ، أوضح الدكتور عمرو الحاج رئيس الهيئة بأن مشاركة علماء الهيئة بهذا المؤتمر الدولي يؤكد على استدامة المدرسة العلمية بالهيئة وكذلك تميز علمائها و تقدم أبحاثهم للمستوى الدولي مما أدى إلى قبولها للعرض في هذا المحفل العالمي للعلماء والاكاديميين في مجالات الطاقة النووية وتغير المناخ، كما أن العلماء المشاركين قد شاركوا ايضاً في حضور فاعليات المؤتمر من ورش عمل علمية للاستفادة من الاحتكاك الدولي وتبادل الخبرات هذا بالإضافة للتعرف على أحدث الاتجاهات العلمية الدولية في هذا المجال.

المفاعلات النووية
و قد شارك ا.د محمد كمال شعت ، ببحث جديد عن إستخدام المفاعلات النووية الصغيرة ذات درجات الحرارة العالية المبردة بالغاز فى التطبيقات الصناعية والتي يمكنها أن تستخدم البخار متوسط الحرارة فى إزالة ملوحة مياه البحر والتي يمكن استخدامها فى المناطق الساحلية التى ليس فيها مياه صالحه للشرب، كما يمكن ايضاً أن تستخدم البخار عالى الحرارة فى انتاج الهيدروجين والاكسجين عن طريق تحلل المياه او غيرها من مركبات البترول ، هذا بالاضافة الى انتاج الكهرباء لتلبية الاحتياجات وخاصة في المناطق النائية والبعيدة عن الشبكه الكهربائية مما يساعد على التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات في هذه المناطق.

التكنولوجيا النووية

كما شاركت ا.د سهير سعد قراعة ، ببحث عن استخدام التكنولوجيا النووية والتطبيقات في مجالات الإشعاع كحل أمثل لخفض الآثار الصحية و الاجتماعية والاقتصادية علي المرأة الأفريقية الناجمة من الاحتباس الحراري.
حيث أستعرضت في بحثها أنه من المتوقع خلال السنوات القادمة ان تتأثر اليابسة و الجزر والسواحل الأفريقية من التغييرات المناخية و التي بدورها سوف تؤثر علي الزراعة و السياحة و النقل و الطاقة. وسوف تؤدي ظاهرة الإحتباس الحراري الي ارتفاع درجات الحرارة، ارتفاع منسوب مياة البحر الذي بدورة يؤدي الي حدوث السيول و التصحر و العواصف و الأعاصير المدمرة وكذلك إختلال المنظومة البيولوجية مما سيحدث كثير من المضار لسكان قارة أفريقيا.
وقد أوضحت تأثر المرأة من أثار التغييرات المناخية من الناحية الاجتماعيةـ الاقتصادية والصحيةً. فقد أدت التقلبات الجوية الي تشريد الكثير من النساء و هجرتهم الي مناطق أخري، كما أن تصحرالتربة قد أدي الي تقهقر الزراعة وانتشار الجفاف والذي أدي الي موت الكثير من الحيوانات البرية و الماشية و الثروة الحيوانية عامة مما أدي إلى فقر التغذية.
كما أن الكثير من البلدان الأفريقية تعاني من نقص في الخدمات الصحية وهو يؤثر أيضاً على صحة المرأة. وختاماً، فأن الحروب الأهلية في بعض البلدان الأفريقية والتي نشأت بسبب الفقر أو البحث عن الموارد أو الصراعات قد أثرت أيضاًعلى تشرد الكثير من الأسر الفقيرة في افريقيا.
كما أكدت أنه لابد من رفع المستوي الاقتصادي للبلاد الافريقية حتي تتصدي للكوارث التي تواجهها من اثار ظاهرة الآحتباس الحراري والتغيرات المناخية.
و قد أوضحت أن استخدام التكنولوجيا النووية لرفع المستوى الاقتصادي والتنمية الاجتماعية قد يكون من اسلم الحلول للكثير من الدول الأفريقية.
و أكدت بأنه يمكن استخدام الطاقة النووية لتوفير الطاقة لتشغيل المصانع ، وكذلك تحلية المياه المالحه. وكذلك توفير المياه الصالحة للزراعه و الصناعه و الاستخدمات الادميه .
كما يمكن أن تساعد استخدام التقنيات النووية والاشعاعية في أغراض التنمية مثل استخدام النظائر المشعة في اكتشاف مصادر المياه الجوفية و تحليل مكوناتها والتعرف على مصادرها، وكذلك تكنولوجيا تشعيع الأغذية التي تساعد على حفظ المنتجات وبالتالي إمكانية تصدير واستيراد الأغذية، كما يمكن ايضاً انتاج طفرات زراعية تتحمل العوامل البيئية الشديدة وتزيد الانتاج.
وقد أختتمت بحثها بأن التوسع في الاستخدمات السلمية للطاقة الذرية في البلاد الآفريقية قد يكون الحل الآمثل لحل الكثير من المشاكل الاقتصادية في القارة الأفريقية.

التحديات

و صرح الدكتور شريف الجوهري المتحدث الرسمي للهيئة بأن المؤتمر قد أفتتحه رفائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وقد اختتم جلساته السفير حمد الكعبي من دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس المؤتمر، والذي أكد في كلمته بأنه بعد أسبوع من المحادثات والأبحاث رفيعة المستوى والتي شارك فيها ما يقرب من 550 مشاركًا من 81 دولة و26 منظمة دولية،فأن المشاركون بالمؤتمر قد أتفقوا على أن الطاقة النووية تلعب دورًا محوريًا في معالجة تغير المناخ وانها ضرورية لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 ولكن يجب التغلب على العديد من التحديات لتحقيق انتشارها على نطاق واسع.

و حول هذه التحديات ، أكد د.شريف الجوهري فى تصريحات خاصة ل ” العالم اليوم” ، أن بعض التحديات التي تواجه انتشار الطاقة النووية في الوقت الحالي تتمثل فيما يلى :
نقص العمالة الماهرة في مجالات المفاعلات النووية، حيث يعد من أحد أكبر التحديات التي تواجه الصناعة النووية ، فإنعدم استدامة القوى البشرية في المجال النووي سوف يؤثر على عدم استطاعة الصناعة النووية الصمود لضمان التشغيل الآمن والفعال للمرافق القائمة . لذا فأن على الحكومات التنبه لهذا الأمر والمساعدة في جذب وتحفيز الشباب لاكتساب مهارات جديدة ودعم التعليم والتدريب في مجالات الصناعة النووية والذي يعد أمرًا أساسيًا لتأمين مستقبل طاقة مستقر وموثوق ومستدام على المدى الطويل.
و اضاف، أن التمويل من أحد أهم التحديات التي تواجه الدول التي تسعى لإنشاء المحطات النووية حيث أن التكلفة الأساسية للمحطات الكبيرة مازالت كبيرة مما يمثل عبئاً مالياً على الدول النامية وخاصة في مراحل الإنشاء والتشغيل والتي تمثل حوالي 50% من تكلفة المحطات النووية ، كما أن مشاكل التمويل في ظل الأزمات الاقتصادية بالعالم وانعكاساتها على اقتصاد معظم الدول التي تسعى لاستخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء هو أحد أكبر التحديات في الوقت الحالي.
كما أوضح، أن زمن التنفيذ أحد التحديات حيث مازال وقت تنفيذ المحطات النووية هو وقت كبير بالمقارنة بالأنظمة الأخرى حيث يستغرق بناء المفاعلات النووية حوالي 6 سنوات على أقل تقدير هذا بخلاف الوقت اللازم لإجراءات اختيار وصلاحية الموقع واجراءات الموافقة من الهيئات الرقابية على الموقع وبدء التنفيذ.
من ناحية أخرى لفت د.الجوهرى إلى أن الأجيال الجديدة والمتطورة من المفاعلات الصغيرة والمتوسطة والتي تمثل المستقبل في مجال المحطات النووية بدلاً من محطات الطاقة النووية الكبيرة تثير أيضاً بعض التحديات من ناحية أنها مازالت في ضوء التجربة بالدول المتقدمة ، كما يوجد تحدي أخر في تحديد مواقع تلك المفاعلات وتوفر المياه لتبريد هذه المفاعلات.