الذين قالوا لا

في يوم 25 يوليو، 2023 | بتوقيت 10:01 ص

كتب: بقلم / ا.د ريهام رفعت

تسير الحياة بنا بين نعم ولا تجاه قرارات بعضها قرارات مصيرية لتغيير العالم وإحداث ثورة في التفكير ولاشك أن تاريخ البشرية يحظى بالعديد من الزعماء خلفًا للرسل والأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه رفعوا شعارات لا ؛ هؤلاء الزعماء أخذوا على كاهلهم حركات التحرر من قيود العنف والتمييز العنصري والاستعمار وتدمير البيئة وغيرها من القضايا المصيرية ومنهم على سبيل المثال

شيكو ميندز من الذين قالوا (لا لقطع الأشجار) وهو سياسي برازيلي ولد عام 1944 في زابوري في البرازيل، وتوفي عام 1988كان ناشطًا في حزب العمال البرازيلي ، قاد معركة لمنع قطع أشجار المطاط في البرازيل وحماية الغابات ، وقد فاز مينديز بالعديد من الجوائز عن عمله لحماية الغابات بما في ذلك جائزة الشرف العالمية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وجائزة الإنجاز الوطني للمحافظة على الحياة الطبيعية للاتحاد الوطني للحياة البرية عام 1988 ومن أشهر أقواله ( في البداية اعتقدت أنني أقاتل من أجل إنقاذ أشجار المطاط ، ثم اعتقدت أنني أقاتل لإنقاذ غابات الأمازون المطيرة. الآن أدرك أنني أقاتل من أجل الإنسانية).

والأمير عبد القادر ابن محي الدين المعروف بـ عبد القادر الجزائري من الذين قالوا (لا للاستعمار) والذى ولد عام 1808 وتوفى عام 1883 وهو كاتب وشاعر وفيلسوف وسياسي ومحارب، اشتهر بمناهضته للاحتلال الفرنسي للجزائر وهو أيضا مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، خاض معارك ضد الاحتلال الفرنسي للدفاع عن الوطن وبعدها نفي إلى دمشق وتوفي فيها عام 1883.

والمهاتما غاندى من الذين قالوا (لا للعنف ) والذى ولد عام 1869 أكتوبر وتوفى عام 1948 كان السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند وكان رائدًا للساتياغراها والتي تعنى «الإصرار على الحق» أو «قوة الحق» وهي فلسفة تركز على المقاومة التي لا تعتمد على العنف كوسيلة لتحقيق الإصلاح الاجتماعي والسياسي، ابتدعها المهاتما غاندي وطبقها في جنوب أفريقيا سنة 1906 ثم في الهند منذ عام 1917 ، والتي أدت إلى استقلال الهند وألهمت حركات الحرية والحقوق المدنية في جميع أنحاء العالم.

ونيلسون مانديلا من الذين قالوا (لا للتمييز العنصري) ولد عام 1918 وتوفى عام 2013 سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا خلال الفترة 1994-1999، وكان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، ركزت حكومته على التصدي للعنصرية والفقر وعدم المساواة كما شغل منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز خلال 1998-1999.

مارتن لوثر كينغ من الذين قالوا (لا للتمييز العنصري) ولدعام 1929 وتم اغتياله عام 1968 من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان وكان زعيمًا أمريكيًّا من أصول إفريقية، وناشطًا سياسيًّا من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السّود وفي عام 1964 حصل على جائزة نوبل للسلام ولعل الخطبة التي القاها عام 1963 بثورة لم يسبق لها مثيل حيث اشترك فيها 250 ألف شخص، منهم 60 ألفا من البيض متجهة صوب نصب لنيكولن التذكاري حيث كانت الخطبة بعنوان «لدى حلم» ومن أشهر الجمل التي ذكرها كينغ وظلت ايقونة ضد التمييز العنصرى «لدي حلم بأن يوم من الأيام أطفالي الأربعة سيعيشون في مجتمع لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم».

وتبقى قائمة الذين قالوا لا مفتوحة لتضم من له مبدأ وهدف في الحياة وأراد الإصلاح في الأرض وعدم الفساد فيها إن صور الفساد في الأرض متعددة على رأسها الاعتداء على حقوق الآخرين والفساد الإداري وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة دون وجه حق، والاعتداء على الأموال والأرواح وإخلال الأمن وأكل أموال الناس بالباطل، والتعامل بالربا، والرشوة وإثارة الفتن فإذا لم تحارب الفساد بسلاح الكلام وقول لا فلا تنتظر من أحد اصلاحها بسلاح الصمت.

أ.د/ ريهام رفعت محمد
وكيل كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية للدراسات العليا والبحوث وأستاذ التربية البيئية بقسم العلوم التربوية والإعلام البيئي.
[email protected]