استعادة القلب في تعليم الطبيعة

يجذب حديث تعليم الطبيعة محادثات العديد من علماء البيئة فكيف يمكن لنا لمربيين في مجال التربية البيئية إعادة العلاقة بين الأطفال والطبيعية.
يوضح ديفيد سوبيل في مقالة حول استعادة القلب في تعليم الطبيعة أن الأطفال قد يقضون وقتًا في محيط طبيعي، إلا أنه يبدو أنهم أكثر قلقًا بشأن اختفاء الطبيعة بالمفهوم العلمي ويستعرض سوبيل فخ النتائج العكسية لتعليم الأطفال حول المشكلات البيئية من خلال مجرد دمج مفاهيم البيئية في المناهج وإنها الطريق المنشود لربط الأطفال بالطبيعة فقد يتسبب المعلمون بطريق غير مباشر في إصابة الاطفال بالإيكوفوبيا أي الخوف من الطبيعة وضعف الروابط بين البشر والطبيعة وان كل منهما كيان منفصل عن الأخر

فلا يمكن للبشر البقاء على قيد الحياة إذا اهتم كل فرد بنفسه فقط، والتعاطف هو القدرة الشخصية على نبذ الصفات الأنانية والتركيز على احتياجات الآخر.
وعلى الرغم من أن التعاطف مع الطبيعة قدرة يمتلكها الأطفال فهي أيضًا قدرة اجتماعية تتطلب إنجازات من مجتمع الكبار وبالتالي يمكن تطويرها لدى الأطفال.

يمكن للمعلمين استخدام لعب الدور للإثارة التعاطف وهو ما يُعرف تطوير منظور الآخر، فعندما يتقمص الأطفال دور الطبيعة أو أحد عناصرها ويتحدثون عن الانتهاكات البشرية للطبيعة من خلال لعب الأدوار ففي ذلك الوقت قد يرى الأطفال أنهم كيانات ليست منفصلة عن الطبيعة، بل جزء من الطبيعة وأن تلك الطبيعة أكبر من جميع أجزاءها بما فيه البشر فلا يطفو البشر فوق الطبيعية من منظور الهيمنة.

ويُشير لعب الأدوار إلى قدرة الشخص على رؤية العالم من خلال عيون الآخرين، لفهم احتياجاتهم ورغباتهم على أنها مختلفة عن احتياجاته، وفهم العلاقات بين الأفراد وإنهاء الخلاف بين وجهات النظر المتعارضة بين احتياجات الفرد واحتياجات الآخرين، وهو عنصر ذو أهمية كبيرة يبدأ تطويره من مرحلة الطفولة.
يجب علينا كمجتمع كبار إعادة الانسجام بين الأطفال والطبيعة خاصة أن الأطفال في حياتهم الاجتماعية يظهرون نهجًا تعاطفيًا مع الآخرين، ويُظهرون الاهتمام، ويقدمون الرعاية والمساعدة، ويطورون سلوك الإيثار وتبني المبادئ الأخلاقية.

إن تطوير التعاطف البيئي مهم أيضًا لأن أطفال اليوم قد يواجهون آثار تغير المناخ بطرق أكثر تنوعًا في المستقبل عندما يكون لديهم مسؤوليات الكبار، وبالتالي فإن تنمية فهم أطفال اليوم للعالم الطبيعي ومشكلاته في الوقت الحاضر قد يكون واحدًا من أهم الإجراءات التي يمكن أن يتخذها المعلمون لإعداد الصغار للصعوبات والقرارات التي قد يواجهها الأطفال كبالغين.

لنرفع شعار بناء الجسور بين الأطفال والطبيعة والإيمان بأن الأطفال هم وكلاء تغيير اليوم و قادة الغد و إعدادهم بما يساهم في إشراكهم كعوامل إصلاح للبيئة بطرق غير تقليدية بل ومُحببة إليهم تراعى اهتمامتهم واحتياجاتهم وميولهم وذلك في إطار التربية البيئية و التعليم من أجل التنمية المستدامة.

أ.د/ ريهام رفعت محمد
وكيل كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية للدراسات العليا والبحوث وأستاذ التربية البيئية بقسم العلوم التربوية والإعلام البيئي
[email protected]