الإيكوسينما… عندما يتكامل الفن مع العلم

في يوم 12 يونيو، 2023 | بتوقيت 4:23 م

كتبت: شيرين سامى

شهد العالم في العقود الأخيرة تفاقم العديد من المشكلات البيئية على رأسها التغيرات المناخية وأصبحت تلك المشكلات تحتل الصدارة على مائدة مفاوضات العلماء لوضع حلول جذرية للحد من تأثيرات البشر على الكوكب من خلال استخدام الخطاب العلمي ووضع روشتة للعلاج تمثلت في أفعل ولا تفعل، هذا خطأ وذاك صواب ولكن استمرت المشكلات البيئية سؤال بلا إجابة لماذا لم يؤدى الخطاب العلمي الهدف المنشود ويأتي الجواب من العلماء أنفسهم في إن استخدام الخطاب العلمي في كثير من الأحيان قد يفشل في تحقيق ما يصبو إليه ويأتي الفن وما يرتبط به من جماليات في تحقيق توعية بيئية بالقضايا والمشكلات البيئية

وقد أكد أحد العلماء في دراسة بعنوان ” التحدي المتمثل في إيصال المشكلات المعقدة: هل يمكن للفن أن ينجح حيث تفشل الأوساط الأكاديمية؟ أن استخدام الروايات المصورة والكتب المصورة كشكلين من أشكال الفن لهما دور كبير في تناول مشكلات العنصرية وتغير المناخ.

أن دور الفن في تناول التغيرات المناخية كإحدى المشكلات البيئية على سبيل المثال هو تعميق المشاركة الشخصية مع المناخ وتغيير طرح القضايا من خلال توفير منصات جديدة للتفكير والخطاب بشكل أكثر عمقًا.

فيمكن للفن أن ينقل بطريقة مختلفة عن العلم التهديد الذي يشكله تغير المناخ لكوكبنا، لقد حاول أفضل العلماء إيقاظ السياسيين لأزمة المناخ، الآن نحن نحتاج إلى الفن الهادف لتقديم المساعدة في معالجة مشكلاتنا البيئية .

ويبقى السؤال مطروحًا ما دور الفن في حركة تغير المناخ العالمي؟ ويمكن القول أن تغير المناخ – وهو التحدي الأكبر في القرن الحادي والعشرين -أمر يواجه العلماء من جميع أنحاء العالم وتم الدراسة والمناقشة والنمذجة والاستعداد للتخفيف على مدى عقود، والمجتمع العلمي على اتفاق واسع بالتهديدات السريعة لتغير المناخ، ولكن الوعي الإقليمي والاستجابة لتغير المناخ كانت ضعيفة ويمكن للفن أن يلعب دورًا في انخراط الأفراد في حركة تغير المناخ من خلال منصات الوسائط الثقافية المتعددة، وما تقدمه السينما البيئية أو “الإيكوسينما” ليست فقط وسائل لترفيه المجتمع، ولكنه “قوى توجيهية” تعكس مخاوف البشرية من غد محفوف بالمخاطر نتيجة لعلاقات البشر مع الطبيعة والتي اتسمت بالعداء بين الإنسان والطبيعة مع بداية عصر الصناعة، وسيبقى التحدي المتمثل في إيصال المشكلات المعقدة ومنها المشكلات البيئية موضع دراسة للعديد من المتخصصين،
أن المشاركة العامة لإجراءات الاستجابة لتغير المناخ وأنشطة التخفيف لا يمكن تحقيقها فقط بالمعرفة ولكن من الممكن تطوير الرعاية العامة من خلال التحفيز والعمل للحد من التغيرات المناخية.
ويمكن أن تساهم أفلام الخيال المناخي والأفلام الوثائقية والرسوم المتحركة المتعلقة بتغير المناخ والاحتباس الحراري في تشكيل تصورات المجتمع حول مشكلة التغيرات المناخية وترسيخ دور العلماء في وضع آليات التكيف والتخفيف للحد من التغيرات المناخية أنها دعوة للترويج للأفلام البيئة من خلال وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لزيادة حجم مشاهدة أفلام التغيرات المناخية وإدراج مقررات متعددة التخصصات في السينما والبيئة وإعداد كوادر في مجال الإيكوسينما “السينما البيئية” للاستفادة من جماليات أفلام الخيال المناخي والوثائقيات والرسوم المتحركة.

أ.د ريهام رفعت محمد
وكيل كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية للدراسات العليا والبحوث وأستاذ التربية البيئية بقسم العلوم التربوية والإعلام البيئي [email protected]