المفاتيح الذهبية لتعزيز الإيكو
في يوم 5 يونيو، 2023 | بتوقيت 9:07 م
كتبت: بقلم /ا.د ريهام رفعت
إن التخلص من مشكلات البيئة وتحقيق السعادة للبشر وصحة الكوكب يحتاج الى تعزيز ثقافة لدى البشر من نوع خاص يُطلق عليها ثقافة الإيكو (التمركز حول البيئة ) أن يقف الانسان ليفكر كيف يمكن تحقيق الاستدامة في ظل ثقافة المجتمع الاستهلاكي، إنها مفاتيح ذهبية لتحقيق الاستدامة البيئية والحد من المشكلات البيئية من خلال ستة إجراءات أساسية : أول إجراء إعادة التفكير ففي المرة التي يقف فيها الانسان في متجر البقالة على سبيل المثال يجب أن يأخذ وقتًا للتفكير هل يحتاج حقًا إلى شراء بعض الوجبات الخفيفة ملفوفة ببعض الأكياس البلاستيكية؟ وفى المنزل يجب أن يفكر جيدًا إذا كان حقًا بحاجة إلى هذا الشيء غسالة أطباق، ميكروويف، بعض الأجهزة الإلكترونية، بعض الألعاب والهدايا ، في بعض الأحيان نختار الراحة ولكن الجانب المهم هي التوقف والتفكير حيث يجب على الانسان شراء السلع التي تدوم طويلاً بدلاً من التي يتم التخلص منها بعد كل استعمال واختيار المنتجات غير المغلفة بإفراط، وذات المحتوى الأكبر إذ تستخدم فيها مواد تعليب أقل، أو اختيار تلك المُغلفة بكرتون أو زجاج يمكن إعادة استعماله أو تدويره، حيث أن معدل تكلفة التغليف في المشتريات يبلغ نحو 16 % من ثمنها، وثانى إجراء هو الرفض فكثيرا ما يتعجب الانسان من عدد أكياس البقالة البلاستيكية التي تغلف بها محلات البقالة المشتريات ؟ إذا كنت على دراية بالضرر الذي يحدثه البلاستيك على هذا الكوكب، فأرفض تلك العروض المتكررة من مواد مجانية من البلاستيك فالكثير من العناصر البلاستيكية التي يتم التخلص منها بشكل متكرر مع أقصر دورة حياة هي تلك التي تُقدم لنا مجانًا وتجنب استعمال الصحون والأكواب وأدوات المائدة البلاستيكية وإذا كنت لا تستطيع رفض أي شيء بشكل مباشر، فهناك دائمًا بديل غير بلاستيكي فبحلول منتصف القرن العشرين تقريباً، لم يكن هناك استخدام واسع النطاق للمواد البلاستيكية، فبينما حققت المنتجات البلاستيكية مستوى معينًا من الراحة، كانت هناك بالفعل منتجات بديلة عند ظهور المواد البلاستيكية، والآن بعد 70 عامًا في المستقبل أتاحت التكنولوجيا الحديثة مجموعة من المنتجات الجديدة التي تجعل معظم المنتجات البلاستيكية الشائعة مهجورة، ومع القليل من الإعداد والتخطيط يمكنك بسهولة رفض المنتجات البلاستيكية، وثالث إجراء هو الخفض حيث تتزايد كمية النفايات التي ننتجها يوماً بعد يوم، ولا نعرف أين نذهب بها بعد أن امتلأت المكبات، والمؤسف أن كثيراً من المواد التي نرميها يمكن إعادة استخدامها أو تدويرها أو تحويلها سماداً ولا شك في أن خفض كمية النفايات هو من أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد من تفاقم المشكلات البيئية، ويكون ذلك باعتماد طرق إنتاج أسلم بيئياً وعادات شراء أكثر حكمة فعندما ندرك خياراتنا ونتساءل عما إذا كنا نحتاج حقًا إلى شيء ما ، فإننا سنكون قادرون بشكل أفضل على اتخاذ قرارات مستنيرة فقلل على سبيل المثال من استخدام الأكياس البلاستيكية التي لا تتحلل، وضع مشترياتك في علبة كرتون أو كيس تسوق وحاول عدم شراء قوارير مياه بلاستيكية بقدر المُستطاع واقتصد في استهلاك الورق، واستخدم الجهة البيضاء من الأوراق المطبوعة للكتابة. ورابع إجراء هو إعادة استخدام وتكرار فلدينا جميعًا الكثير من الأشياء التي نكتسبها أثناء حياتنا اليومية؛ سواء كانت عبوات زجاجية إضافية ناتجة عن المواد الغذائية أو الملابس التي لم نعد نرتديها أو الأدوات المنزلية التي لم نعد نستخدمها، فيمكن إعادة استخدمها بشكل خلاق؛ فقم بإصلاح ما ينكسر أو يتعطل بدل من شراء غيره، واعطِ الأقارب والأصحاب والمؤسسات الخيرية ما لم تعد بحاجة إليه، هذا ينطبق على الأدوات الكهربائية والألعاب والكتب والمفروشات والثياب والأحذية وأشياء كثيرة أخرى، أما الإجراء الخامس فيتمثل في إعادة التدوير طالب بالفرز والتدوير، وادعم الهيئات المطالبة بقوانين مُلزمة تُنظم عمليات جمع النفايات الورقية والزجاجية والمعدنية والبلاستيكية وإعادة تدويرها، خذ ما يتجمع لديك من هذه النفايات التي تم فرزها إلى أقرب مركز لتجميعها تمهيداً لإعادة تصنيعها. وأما الإجراء السادس والأخير فيتمثل في التعفن ولا غرابة في ذلك إنها حكمة الله سبحانه وتعالى للحفاظ على كوكب الأرض حيث يُشير التعفن إلى تحلل النفايات العضوية (بقايا الطعام، مخلفات تقليم الأعشاب ، إلخ) في عملية يُشار إليها عادةً بالسماد، ويمكن تحويل النفايات العضوية بمرور الوقت إلى تربة غنية بالمواد الغذائية فساهم مع اصدقائك وجيرانك على طمر فضلات الخضار والفواكه في الحديقة لتتحول إلى سماد طبيعي. فليكن دائما شعارنا في الحياة العمل المحلى والتأثير الكوكبي من أجل مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة.
أ.د/ ريهام رفعت محمد
وكيل كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية للدراسات العليا والبحوث وأستاذ التربية البيئية بقسم العلوم التربوية والإعلام البيئي
[email protected]