الباب الخلفي
في يوم 6 مارس، 2023 | بتوقيت 11:26 م
كتبت: نجوى طه
احداثا كثيرة فاجأتنا بما لم نتوقعه ولم يأت في مٌخيلاتنا من قبل، الا ان تلك الأحداث أظهرت أن الواقع أصبح أخطر مما نظن، وأن القادم أصعب مما سبق، فلم نعد نشعر بالتوازن من كثرة المفاجأت التي نسمع عنها يوميا، فكل شيء تغير للأسف الى الأسوء ولا نعرف السبب وراء كل هذا التدمير، هل هي التكنولوجيا أم مستخدميها الذين برعوا وتفننوا في تطويعها لإيذاء الغير، وتدمير حياتهم!
فالتكنولوجيا بكل أذرعها أصبحت سلاحا في يد عديمي الضمير، الذين استخدموها في التشهير والتجريح على صفحات التواصل الاجتماعي وخاصة فيسبوك، مرورا بتزوير الصور وتركيبها بشكل يسئ لسمعة صاحبها وانتهاءً بالنصب بطرق مختلفة على ضحايا، للأسف الطمع هو الذي يحركهم للحصول على المكسب السريع.
وآخر تلك الاحداث »المستريح الالكتروني» الذي استطاع ان ينصب على 800 ألف شخص من الطامعين في الثراء دون بذل أي جهد أو تعب، وحصل منهم على مايقرب من 7 مليارات جنيه، تحت مسمى تعدين العملات الرقمية والبيتكوين من خلال منصة اسمها «هوج بول» والتي استغلت اسم شركة اتصالات كبيرة لتكسب ثقة العملاء، ليتم تحويل الاموال من خلال محفظتها الالكترونية، وارسالها للخارج.
وللأسف هؤلاء المجرمين استغلوا جهل ضحاياهم بماهية العملات الرقمية، وأوهمتهم بأن تلك المنصة، تقوم بعمل»تعدين» للعملات الرقمية، أي تشغيل العمليات الحسابية الرياضية المعقدة، وذلك من خلال جهاز يتم شراؤه لمتابعة حسابك واستثماراتك على المنصة الوهمية »هوج بول». كما أوهمتهم بأنه سيتم اصدار عملة رقمية جديدة، وتدشين صناديق استثمارية يحصل من خلالها المستثمر على أرباح يومية وأسبوعية وشهرية تتجاوز الـ400 % – فهل هذا يٌعقل؟
لا أتوقع أن تكون هذه الواقعة نهاية قصص الخداع والنصب والغش الإلكتروني، فقد ضاقت الارض بهم، وبمكرهم، فاتجهوا إلى الفضاء «الانترنت» لينفذوا أعمالهم الاجرامية، بالرغم من تحذير البنك المركزي في عام 2020 من التعامل بأي من العملات المشفرة أو الإتجار فيها أو الترويج لها أو إنشاء أو تشغيل منصات لتداولها أو تنفيذ الأنشطة المتعلقة بها، ويعاقب من يخالف هذا القانون بالحبس وبغرامة لا تقل عن مليون جنيه ولا تجاوز عشرة ملايين جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، ولكن صدق المثل الذي يقول «ما دام الطماع موجود فالنصاب بخير».
لذلك أتوقع أن نشهد مزيد من المفاجآت – سيحملها لنا التقدم العلمي والتكنولوجي، خاصة مع وجود التقنيات الحديثة التي أصبحت تهدد الانسان مثل Chat GPT القادرة على محادثة البشر اعتمادا على الذكاء الاصطناعي، وهذه التقنية تحمل معها مخاوف أخلاقية ومهنية وأفخاخ من الاحتيال، وغيرها من المفاجآت التي لم نعرفها بعد. وليس معنى كلامي أننى أرفض التطور ، ولكني ارفض الاستخدام الخاطئء للعلم وأدواته.
والى لقاء فى حكاية تكنولوجية جديد