عشوائية أون لاين

في يوم 28 فبراير، 2023 | بتوقيت 7:11 م

كتبت: نجوى طه

المتابع مثلي لمنصات التجارة الالكترونية مثل جوميا ونون وأمازون يجد الكثير من المتناقضات في الأسعار على الرغم من أن المنتجات المعروضة تتشابه كثيرا، الا ان الاسعار تختلف بصورة واضحة في تفاوت يؤكد عدم وجود أي رقابة .
ولمن هم مثلي يستسهلون الشراء عبر الانترنت، يجدون أنفسهم يعقدون مقارنة بين تلك المنصات التي أصبحت الملاذ لمن لا يملكون الوقت للخروج والتبضع من المحلات، تلك المتعة التي حٌرمنا منها بسبب ايقاع الحياة السريع وانشغالنا بأعمالنا التي إلتهمت الوقت والعمر.
ومواقع التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» هي الاخرى فتحت الباب على مصراعية أمام عمليات البيع والشراء اون لاين، وهذا الباب أتاح فرص كثيرة أمام العديد من اصحاب المهن التي اختصرت الوقت والجهد لتصل الى العملاء والمستخدمين لنشر بضاعتهم دون أن يتكلفوا أية نفقات للتسويق والدعاية، حتى الشركات الكبيرة أصبحت هي الاخرى تعتمد عليها كثيرا في الاعلان عن بضاعتها. فقد أصبحت “السوشيال ميديا” الباب الملكي للوصول الى العملاء الصغار والكبار وتحقيق شٌهرة وانتشار واسع جدا لم يكن ليتحقق لهؤلاء لولا مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من الايجابيات الكثيرة التي تحققت لاصحاب الاعمال التجارية الصغيرة والكبيرة على حد سواء الا ان العشوائية التي تسير بها عمليات البيع والشراء على الانترنت خلفت سلبيات كثيرة، أهمها غياب الرقابة على المنتجات التي تباع ويروج لها بصورة جذابة وملحة أيضا، تدفعك الى تجربتها على الاقل، بالرغم من انها قد تمثل خطورة على الصحة مثل منتجات التجميل والادوية والوصفات العلاجية والتجميلية وغيرها.
وعلى الجانب الاخر نرى نفس المنتج الذي قد يكون ملابس أو أدوات أو اجهزة يتم بيعها باسعار مختلفة على المنصات وصفحات السوشيال ميديا، حيث ان التاجر يستغل عدم وجود اي تشريعات او رقابة على هذا السوق الذي يعد سوقا وليدا عمره لا يتعدى عددا قليل من السنوات، الا انه استحوذ على شريحة كبيرة من العملاء تفضل التسوق اون لاين اختصارا للوقت .
ولكن إلى متى تظل تلك العشوائية دون وضع أي ضوابط تحكم البيع والشراء اون لاين، لاسيما وان حجم التجارة الالكترونية بلغ 6 مليارات دولار” اكثر من 120 مليار جنيه” وهو سوق ضخم ساعد على انتشاره أزمة كورونا التي الزمتنا الجلوس فى البيت، وقتها اعتمدنا على الانترنت في الحصول على احتياجاتنا، الأمر الذي سمح بنمو حجم هذه التجارة الذي يتوقع لها مزيد من الانتشار مع التوسع في استخدام التكنولوجيا .
واخشى ان تستمر هذه العشوائية اكثر فاكثر مع حالة المبالغة في الاسعار التي نعيشها الان ، وان يستغل ذلك بعض التجار للترويج لبضاعة غير صالحة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو منصات التجارة الالكترونية، والامر لا يحتمل اي تجاوزات فالازمة الاقتصادية انهكت الجميع .
وإلى لقاء في حكاية تكنولوجية جديدة.