بلاغ كاذب
في يوم 23 فبراير، 2023 | بتوقيت 11:03 م
كتبت: نجوى طه
تأثرت كثيرا بالبوست الذي كتبه الزميل محمد لطفي حول واقعة إهمال سيارة الإسعاف، الامر الذي تسبب في وفاة احد الاشخاص إثر حادث أليم على الطريق الدائري.
هذا الإهمال يتكرر كثيرا، ولي تجربة شخصية مماثلة مع أمي عندما اردت ان انقلها من مستشفى لمستشفى اخرى لإصابتها بغيبوبة كبدية وكان من الضروري دخولها إلى العناية المركزة، على الفور اتصلت المستشفى بالاسعاف لنقل الحالة ، وكانت الصدمة من ردود افعال المسئولين على هذا المرفق الحيوي.. المهم أنهم بالغوا جدا في الاسئلة والاستفسارات والمعلومات وارقام التليفونات والعناوين وذلك على مدار 3 ساعات متواصلة ونحن نحاول جاهدين أن نستعجلهم لإرسال السيارة إنقاذا لحياة المريضة، وكان ردهم دائما انهم يتأكدون من صحة البلاغ بحجة انهم يتلقون بلاغات كثيرة كاذبة؟!
هل من المنطقى ان ترفض أو تتاخر سيارات الإسعاف في نقل مريض أو مصاب في حادث وفي حالة حرجة بحجة انهم يخشون ان يكون البلاغ كاذب؟.. ولو افترضنا ان هناك بعض البلاغات الكاذبة فعلا، فهل هذا يعني اننا نفترض ان كل الاستغاثات لإنقاذ المرضى كاذبة؟!
الامر يحتاج إلى إعادة نظر جادة فيما يفعله مرفق الإسعاف، لانه أمر جلل يتعلق بحياة وأرواح الناس، فليس هناك أي معنى أن نتحدث عن الميكنة والرقمنة ونعجز عن حل مشكلة البلاغات الكاذبة التي يتلقاها المسئولون عن تحريك سيارات الإسعاف.
ما نحتاجه هو أن نلمس أثر التطوير ولا نتحدث عنه فقط، لاسيما أن التكنولوجيا حلت الكثير والكثير من المشكلات، لكننا في مصر لازلنا نعاني من رداءة وتدني مستوى خدمات كثيرة أهمها القطاع الصحي . ولا أاتصور ان فكرتنا عن التطوير والرقمنة هي أن نمتلك اللاب توب والموبايل وأن نقوم ببعض الأعمال والخدمات من خلال شبكة الانترنت ، الأهم هو أن يدرك المسؤلون أن تطوير الخدمات ليس فقط أن نميكن الخدمات الحكومية، ولكن الاهم هو كيف تيسر التكنولوجيا حياتنا وتساعدنا في تصحيح أخطاء الانظمة القديمة ومواكبة التطور.
والحقيقة اننا لم نشعر حتى الأن بالتطور الذي نأمله في كافة مناحي الحياة، وذلك على الرغم من إن التقارير الدولية تؤكد تقدم مصر في مؤشرات استخدام الانترنت والتحول الرقمي ، الا أن الواقع يختلف حيث لازال امامنا الكثير والكثير لإنجازه ، ولابد أن نسرع الخطى وأن نبدأ بالأهم فالمهم، وليس أهم من القطاع الصحي والاهتمام بشكاوى المواطنين التي تمس أرواحهم .
ما أطلبه حقا هو مراقبة جميع الخدمات والمرافق حتى لا يذهب جهود المسئولين سدى وحتى نتقدم فعليا وحتى لا نكون كالذي يحرث في البحر ..
وإلى لقاء في حكاية تكنولوجية جديدة