الفكرة هي النجم

في يوم 23 فبراير، 2023 | بتوقيت 10:59 م

كتبت: نجوى طه

لاحظنا في الفترة الاخيرة ان الشركات الكبيرة في القطاعات المختلفة مثل الاتصالات والعقارات وغيرها، تستعين بالفنانين الكبار في حملاتهم الاعلانية، وبالرغم من ان هؤلاء الفنانين يتقاضون مبالغ ضخمة نظير الظهور في تلك الحملات، الا ان بعضها لم يلق النجاح القوي المستهدف منها .

وما اقصده ان الحملات الاعلانية ليست بالضرورة ان ينفق عليها ملايين الجنيهات او ان تستعين بعدد كبير من النجوم لتصل الى هدفها وهو تحقيق الانتشار ولفت انتباه العميل حتى تحقق زيادة مبيعاتها، واتصور ان الفكرة دائما هي البطل او المفترض ان تكون كذلك لتحقيق اي هدف، خاصة وان ايقاع الحياة اصبح سريعا ولا يتحمل فكرة الحدوته او الاطالة، ولكن الوضوح في الفكرة وتنفيذها ببساطة هو لب العمل الذي سيظل عالق بالاذهان ويؤثر في المجتمع ويحقق هدف الشركات ايضا.

وهناك حملات كثيرة قامت على فكرة بسيطة ولاقت نجاحا كبيرا وواسعا، ولم يكن اصحابها من النجوم، مثل حملة «إعلان البنك الأهلي لفروع الخدمة الإلكترونية» والتي صٌنفت بانها الافضل في الحملات الاعلانية في عام 2019 – وحملة شركة جوجل التي لاقت نجاحا واسعا في مصر، على الرغم من ان الشركة لم تكن في حاجة لهذه الاعلانات – من وجهة نظري- فمحرك البحث Google هو الاكثر استخداما، لكن فكرة الاعلان حققت هدفها وعلقت باذهان المسخدمين، ولم يكن اصحابها من المشاهير ايضا.

واتذكر اعلان قديم لشركة اتصالات مصر «الحنيه – الصراحة» يعود للعام 2012 – الفكرة كانت رائعة ومختلفة في وقتها، وكانت من انجح الحملات الاعلانية، بالرغم من انها نٌفذت بالرسوم المتحركة، لكنها وصلت لكل فئات المجتمع، باختلاف ثقافاتهم واعمارهم.

وعلى الجانب الاخر اخفقت شركات وهيئات كبيرة في اختيار حملاتها الاعلانية واضطرت لتغييرها بحملات اخرى بعد الهجوم عليها لفشلها في توصيل رسالتها الى فئات المجتمع المستهدفة .

ليس معنى كلامي انني اعترض على الاستعانة بالمشاهير في الاعلانات- اطلاقا- ولكني ارى ان الفكرة دائما وابدا لابد أن تكون هي النجم والعمود الفقري لاي حملة، مما يتطلب من الشركات عدم الاستسهال والاكتفاء بان تقوم الاعلانات على فكرة ظهور النجوم والاكتفاء بذلك، لكن الامر يحتاج الى البحث عن فكرة تحمل رسالة تصيب الهدف.

اتصور ان الاعلانات ايضا تحتاج الى ثورة على الافكار التقليدية، والبحث عن افكار شبابية تٌجسد الابداع والابتكار، مثل إعلان الشركات عن مسابقة لاختيار احسن فكرة لحملتها الاعلانية الجديدة عبر وسائل تكنولوجية مختلفة – أبرزها وسائل التواصل الاجتماعى – واتوقع ان تلك الافكار ستٌدهش الجميع، وستكون مختلفة عما يٌقدم الان.

هذا ما تستحقه صناعة الاعلانات في مصر، مثلها مثل باقي القطاعات الاخرى، ولا تقل اهمية عنهم، فحجم سوق الإعلان فى مصر كبير يتخطى 5 مليارات جنيه..

الى لقاء في حكاية تكنولوجية جديدة