*شجعوهم *

في يوم 6 فبراير، 2023 | بتوقيت 1:35 م

كتبت: نجوى طه

التكنولوجيا لم تترك بابا الا وطرقته واستحوذت على جميع مفاصله، لدرجة اننا لم يعد لدينا اي اختيار، وأصبحنا مجبرين على التعامل مع التكنولوجيا في كافة مناحي الحياة، ولا يمكن ان نتصور حياتنا بدونها، حتى لو فكرنا أن نبتعد عنها، فلن تسمح لنا ان نعيش حياتنا الهادئة البسيطة التي كنا نحياها قبل دخول عصر الانترنت.

وعلى الرغم من هذا التوغل غير المحسوب الذي جاء على حساب حياتنا، وألتهم اوقاتنا، وغير من سلوكياتنا، الا اننا لا ننكر أن هناك جوانب ايجابية لهذا الصخب التكنولوجي الذي نعيشه، حيث بتنا نرى تغيرا ملحوظا يتسم بالسرعة في كافة الخدمات والمعاملات، ولم تترك التكنولوجيا مجالا الا واقتحمته لتسيطر عليه وتؤكد أن الحياة لن تسير بعد الان الا وفقا لارادتها وقواعدها التي وضعها من يملكون مفاتيح هذا التحول، والعالم يلهس خلفهم.

حتى مشكلاتنا ابت أن تٌحل الا من خلال التكنولوجيا التي قدمت لنا حلولا بسيطة وسهلة لا تحتاج الى امكانيات مادية كبيرة او معدات ضخمة، ولكن تحتاج الى افكار مبتكرة وخلاقة لتذهب بالعالم إلى افاق اوسع وارحب .
والحقيقة ان اكثر من يستوعب هذا التحول، هم الشباب الذين يٌطلون علينا دائما بافكار خارج الصندوق، ليؤكدون انهم اصحاب الحق في هذا الزمان الذي اصبح ايقاعه اسرع من تفكيرنا واستيعابنا لما يحدث حولنا.. فاصبحنا نرى افكارا بسيطة جدا، تحولت الى مشروعات عالمية، تعمل في دول كثيرة من خلال تطبيق يتم تحميله على الموبايل، يستخدمه الملايين من البشر في دول العالم المختلفة، فلم يعد اختلاف الثقافات والعادات واللغات وحتى مستوى التعليم، عائقا امام تنفيذ اي فكرة وانتشارها.. وهذا ما صنعته التكنولوجيا.
وما لفت انتباهي عندما قــرأت تقريـــرا عــن منصة inDrive للنقل الذكي، ذلك التطبيق حديث العهد بالسوق المصري، لكنه انتشر في وقت قصير واصبح ينافس شركات كبيرة تعمل في هذا المجال «النقل الذكى» ولها سنوات في مصر، لكن غلاء اسعار خدماتها، افسح المجال امام تطبيق inDrive ليدخل السوق، وينافس على تقديم اسعار للرحلة يحددها العميل بنفسه، وهو المضمون الذى يطبق في مصر لاول مرة. واتصور انه لقي نجاحا في مصر، كما نحج عالميا حيث اصبح ثاني تطبيقات النقل الذكي تحميلاً في العالم، والاسرع نموا.
وفي راي ان اهم ما نجح فيه هذا التطبيق محليا، انه درس كل مشكلات الشركات المنافسة له في السوق، وسعى لتلافيها، ليحقق المعادلة الصعبة وهي كسب ثقة المستخدمين والحفاظ على سرية بياناتهم، وايضا ارضاء الكباتن وزيادة النسبة التي يحصلون عليها من الشركة، وبذلك يضمن لنفسه الاستمرارية، والنجاح في الاسواق المختلفة، حيث يعمل في 47 دولة، وبهذه الرؤية حققت الشركة 88 % زيادة في ايراداتها..
وإلى لقاء في حكاية تكنولوجية جديدة