د.هانى كامل رئيس شركة “ميلكيز” لانتاج وتصنيع الالبان محذرا ل ” العالم اليوم”: ارتفاعات الأعلاف الجنونية تهدد بتوقف مزارع الالبان وبيع الماشية ولابد من تدخل حكومى عاجل

خلال 6 اشهر اذا لم تنخفض اسعار الذرة والصويا لن يكون هناك مزارع ألبان...والوضع كارثي !

30%  انخفاض بإنتاجية المزارع لعدم قدرتها علي تغذية الأبقار  وتخلصها من 20% من ماشيتها

في يوم 1 فبراير، 2023 | بتوقيت 9:26 ص

كتب: مني البديوي

حذر الدكتور هانى كامل رئيس مجلس إدارة شركة “ميلكيز” للانتاج الحيواني وتصنيع الالبان من خطورة الاوضاع التي تتواجد بها  مزارع الانتاج الحيواني حاليا نتيجة المضاربات التي تسببت في ارتفاعات جنونية باسعار الأعلاف  ، مؤكدا انه خلال 6 أشهر اذا لم تنخفض اسعار الذرة والصويا لن يكون هناك مزارع ألبان !!.

وقال في حواره مع ” العالم اليوم ” ان المضاربة أصبحت هي المسيطرة علي حركة البيع في سوق الأعلاف وان  الأرباح  المحققة وصلت الي 300% ،مطالبا بضرورة وجود تدخل فوري للحكومة بان تقوم بالاستيراد وتوزيع حصص علي المستخدمين للأعلاف.

 وتسائل: عن دور وزارة الزراعة الغائب في ظل تلك الازمة الكبري التي تواجه الثروة الحيوانية وتهدد استمرار عمل المزارع!! .

واضاف أن اسعار الصويا عالميا تقدر  بنحو 23 الف جنيه بينما محليا وصلت الي 33 الف جنيه للطن  اي ان هناك فارق 10 الاف جنيه في الطن الواحد ، وكذلك الذرة قفزت  وسجلت 13 الف جنيه للطن ، علاوة علي الدريس الذي قفز من 4000 جنيه للطن خلال نفس الفترة من العام الماضي الي 10 الاف جنيه للطن حاليا نتيجة السماح بتصديره !!.

واوضح  ان الدريس والصويا والذرة يعدوا هم أساس تغذية الانتاج الحيواني وان ارتفاع أسعارهما  قد ترتب عليه قفز التكلفة الإنتاجية للمزارع بصورة غير مسبوقة  أدت لاضطرارها جميعا للتخلص من بعض رؤوس الماشية لسد فجوة التكاليف ، مشيرا الي اضطراره كصاحب مزرعة نتيجة تلك الأوضاع للتخلص من 20% من رؤوس الأبقار والماشية بمزرعته خلال العام المنصرم 2022 لسد فجوة التكاليف ليهبط اجمالي الماشية بالمزرعة من 4800 الي 4000 راس فقط.

وقال ان المزارع ككل انخفضت انتاجية الالبان لديها بما يتراوح ما بين 25 الي 30% لعدم قدرتها علي القيام بالتغذية الكاملة للأبقار ومحاولة توفير بدائل غذائية رخيصة ، مشيرا الي إنتاجه من الالبان وكيف انه قد انخفض من 70 طن لبن في اليوم الي 50 طن حاليا .

واكد ان صغار المربين كانوا الأسرع خروجا من السوق  مع عدم قدرتهم علي تحمل  ارتفاعات اسعار الأعلاف مما دفعهم لبيع الماشية التي يمتلكها ، واصفا الوضع بانه ” كارثي” وان المزارع طيلة الفترة الماضية تحملت خسائر ضخمة.

واستطرد: انه كصاحب مزرعة قد تكبد خسارة العام الماضي بلغت 17 مليون جنيه بخلاف الماشية التي تم بيعها نتيجة بيع الالبان الخام اقل من التكلفة بنحو 3 جنيهات ، لافتا الي ان كيلو اللبن الخام باب مزرعة يباع بنحو 14.85 جنيه للكيلو بينما التكلفة 17 جنيه ومن ثم فان السعر العادل مفترض ان يكون نحو 18 جنيه .

وأكد كامل ان استمرار تلك الأوضاع سيدفع المزارع الي بيع والتخلص من جميع رؤوس الماشية التي تمتلكها لسد الفجوة بين التكلفة وسعر البيع ، مشددا علي انه حتي الان قطاع الالبان الخام  الذي يقوم بتحديد السعر به هو المشتري وليس  البائع!!.

واستطرد : ان المعادلة السعرية التي من المفترض العمل بها للحفاظ علي معدلات بيع  للمزارع باسعار لا تقل عن التكلفة لا تطبق والسعر يحدد من المشتري وليس البائع، مطالبا الحكومة بضرورة التدخل واعادة تشكيل لجنة التسعير من المربين والمصنعين علي ان يشرف عليها جهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار وذلك للحفاظ علي سعر عادل ومراجعة الاسعار بشكل دوري بما يضمن الحفاظ علي استمرارية قطاع الانتاج الحيواني .

وناشد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي  بضرورة عقد إجتماع عاجل مع المزارع للإستماع لمشكلاتها ومحاولة وضع مجموعة من الحلول العاجلة لها،  مشيرا إلى قيامه مند بضعة أعوام باعداد دراسة تفصيلية وتقديمها للحكومة  عن أسواق اللحوم والألبان بمصر والمقترحات المطلوبة لمواجهة المشكلات المزمنة التى تعانى منها الصناعة منذ سنوات طويلة وتزداد كل يوم بإتخاذ سياسات قصيرة للمعالجة الآنية دون تواجد سياسات طويلة وحلول جذرية للمواجهة الا انه يبدو انها وضعت في الإدراج ولم ينفذ منها شيء .

وطالب بضرورة اتخاذ مبادرات عاجلة لإنقاذ قطاع الانتاج الحيواني باعفاءه من  الضرائب والضريبة العقارية وتوفير قروض تمويلية بفوائد منخفضة 5% ، مشددا علي ان هدف اي حكومة هو توفير غذاء رخيص وان ذلك يتطلب ضرورة دعم ومساندة قطاعات انتاج الأغذية الاستراتيجية .

وحذر من نقص متوقع في منتجات الالبان والزبادي خلال شهر رمضان المقبل وتزايد الفجوة الاستيرادية  المتواجدة باللحوم والألبان، مطالبا بتحرك عاجل لإنقاذ الثروة الحيوانية وخاصة وان البقرة التي تذبح من الصعب عودتها مرة اخري في ظل الارتفاعات الشديدة باسعار الماشية والقطعان .

وحمل التجار مسؤولية المضاربات التي تشهدها الأسواق باسعار الخامات ومستلزمات الانتاج المختلفة ، مؤكدا انهم تربحوا مليارات الجنيهات نتيجة قفزهم بالأسعار بشكل غير مسبوق او مواكب للسعر العالمي .