هل نستطيع ؟

في يوم 30 يناير، 2023 | بتوقيت 1:43 م

كتبت: نجوى طه

سعدت جدا بردود الافعال على الفيسبوك، وتجاوب اصدقائي مع مقالي «السم في العسل» الذي يبدو أنه لامس مخاوفهم من سيطرة الالعاب الالكترونية على عقول اطفالنا، وانجرافهم مع هذه النوعية الجديدة من الالعاب لساعات طويلة امام شاشة الموبايل واللاب توب .
وكنت قد اقترحت أن نستثمر اهتمام اطفالنا بهذه الالعاب، وبدل من منعهم ممارستها، نشجعهم على الابتكار والتصميم في هذا المجال المتنامي، وان تتخذ المدارس قرارا بأن تكون الألعاب الالكترونية، نشاط من الأنشطة المدرسية، تحت اشرافها، وأن تنظم مسابقات تنطلق من خلالها طاقات وابداعات الطلبة لتقديم افكار مفيدة لهم وللمجتمع، وبذلك لن نكون مستهلكين لتلك الالعاب فقط، بل ايضا نصبح مشاركين ولو بتصميمات بسيطة يمكن احتضانها من الجهات المعنية للمساعدة في تطويرها وتنميتها وربما تصبح منتج يٌطرح في الاسواق .
ومن ردود الافعال الايجابية على المقال، والذي سعدت بها جدا – تعليق الكاتبة ايمان العراقي مدير تحرير بالاهرام – بانها تود ايضا ان نشجع المجتمع على انتاج العاب الكترونية مصرية تنافس الالعاب المستوردة، مؤكدة أنه يمكننا ان ننافس ايضا في هذا المجال الضخم، وبذلك يصبح لدينا صناعة محلية للالعاب الالكترونية تحافظ على عاداتنا وتقاليدنا، وتقف في وجه المنافسة مع الالعاب المستوردة التي تغزو عقول ابنائنا بثقافات غريبة عن مجتمعاتنا..
والسؤال هنا هل نستطيع فعلا المنافسة في هذه الصناعة الضخمة التي يقف ورائها شركات عالمية عملاقة تنفق عليها ملايين الدولارات وتدر عليهم مليارات الدولارات؟
اتمنى ان يكون لمصر نصيب من هذه الكعكة التي يقدر سوقها بنحو 200 مليار دولار، وربما ننجح في اقتناص حصة ولو صغيرة ولكنها ستكون بداية نبني عليها في المستقبل، ولكن نحتاج ايضا الى هيئة او جهة تتبنى هذه الصناعة في مصر، وتنشئ لها اكاديمية لتخريج كوادر مصرية، وتساعد ايضا اصحاب الافكار المبتكرة في توفير التمويل اللازم، لانتاج العاب الكترونية تحمل الطابع العربي، بالاضافة الى تسويقها وتصديرها ايضا للدول المجاورة التي تتشابه معنا في الثقافات والعادات والتقاليد.
وهناك تجربة محدودة توفرها نقابة الصحفيين لابناء الصحفيين وتشرف عليها الاعلامية د. رضا الكرداوي استشاري تكنولوجيا الاعلام، يقوم من خلالها الاطفال بتصميم رسوم متحركة وموشن جرافيك وعروض واقع معزز، وتتمثل في تدريب الطلاب على تحويل دروسهم التعليمية لأشكال تكنولوجية حديثة، مما يحقق لهم متعة تلقى المعرفة والأهداف المنشودة من التعلم. ولا انسى زميلتي سالي مزروع صاحبة مبادرة «يوميات ماما جديدة» التي علقت ايضا على المقال، بأن «الموضوع مٌرعب»، والدكتورة نهى حلمي، والتي حملت رسالتها عنوان» مفهوم التنشئة السياسية في التعليم المصري – دراسة تحليلية نقدية» ترى أن هذا الغزو ممنهج من قبل الغرب لالهاء شبابنا، وهذا في غياب دور المدرسة .
[email protected]