رئيس ” بحوث الصحراء” : الزراعة الملحية أحد أدوات التكيف مع التغيرات المناخية في مطروح

زغلول: التوسع في استخدام النباتات الملحية لإنتاج أعلاف غير تقليدية

25% من الأراضى المنزرعة في منطقة دلتا وادى النيل تعانى من مشكلة ملوحة التربة

في يوم 28 يناير، 2023 | بتوقيت 10:16 ص

كتب: فتحى السايح

 

استعرض المؤتمر الدولي الثانى الخاص بعرض أنشطة وإنجازات المشروع الدولى «التنمية والتطوير المثالى لنظم الزراعة الخاصة بنباتات الهالوفيت في التربة الخاصة بمنطقة البحر المتوسط»، والممول من منظمة شركاء البحث والابتكار في منطقة حوض البحر المتوسط PRIMA التي يمولها الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا بمصر، بمشاركة خبراء من مصر وتونس وفرنسا وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا.

وتناول المؤتمر أهمية استخدام نباتات الهالوفيت كمصدر للأعلاف غير التقليدية، لتقليل تكلفة إنتاج الأعلاف وتوفير أعلاف جديدة تخدم البيئات والأراضي الهامشية بمختلف المناطق.

قال الدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء، في ختام أعمال المؤتمر، إن المشروع يهدف إلى تطوير وتحسين ممارسات زراعية جديدة مستدامة وصديقة للبيئة ووضع أنظمة إنتاج تعتمد على زراعة نباتات ملحية قادرة على التعامل مع ملوحة التربة والمياه واستعادة التنوع البيولوجي، مشيرا إلى أن أهمية المشروع في منطقة الساحل الشمالي الغربى لأنه يهدف إلى تطوير وتحسين ممارسات زراعية جديدة مستدامة وصديقة للبيئة ووضع أنظمة إنتاج تعتمد على زراعة نباتات ملحية قادرة على التعامل مع ملوحة التربة والمياه واستعادة التنوع البيولوجى.

وأضاف «زغلول»، أن 25% من الأراضى المنزرعة في منطقة دلتا وادى النيل تعانى من مشكلة ملوحة التربة، مما يجعل التوسع في استصلاح وزراعة اراضى اقل كفاءة مثل الأراضى الملحية ضرورة ملحة وضرورية في الوقت الراهن، موضحا أن الدولة بدأت بالفعل في الإتجاه لتنفيذ بعض مشروعاتها التنموية العملاقة من خلال استخدام موارد الأراضى والمياه الهامشية المتاحة وذلك من اجل تلبية الطلب المتزايد على الغذاء والطاقة والمياه العذبة لللاعداد السكانية المتزايدة.

وشدد رئيس مركز بحوث الصحراء، على أن تنمية القطاع النباتى والتوسع في زراعة النباتات الملحية ذات العائد الاقتصادى ووكذلك قطاع الثروة الحيوانية والمراعي الطبيعية أصبح من الضرورة الاهتمام بها في المناطق الصحراوية الهامشية للنهوض بالحالة الاقتصادية والاجتماعية لسكان هذه المناطق.

ولفت «زغلول»، إلى أن استخدام واستغلال الموارد الطبيعية المتاحة (التربة المالحة والمياه العادمة والنباتات الملحية) والاهتمام بالنباتات والمحاصيل العلفية ومحاصيل الحبوب المتحملة للملوحة والجفاف يعد نوعا هاما من الأفكار غير التقليدية والتى يجب أن ننهجها في الفترة الحالية وذلك لرفع القدرة المعيشية لقاطنى المناطق الصحراوية وتقليل الهوة السحيقة لمتطلبات المعيشة وأيضا رفع القدرة الإنتاجية للموارد الطبيعية لاحداث تنمية مستدامة حقيقية.

«بحوث الصحراء»: الزراعة الملحية أحد أدوات التكيف مع التغيرات المناخية في مطروح
وأكد المشاركون في فعاليات المؤتمر اهمية الزراعة الملحية ودورها الفاعل في إحداث تنمية مستدامة حقيقية لقاطنى المناطق الهامشية، لاسيما أن الموارد الطبيعية (الموارد الماىية والأرضية والنباتية والحيوانية) بالمناطق الصحراوية بمصر في ظل ما تشهده من تأثير واضح، بسبب الظروف البيئية مما أدى إلى تقلص التنوع الحيوى وانتشار ظاهرة التصحر، وزيادة المناطق المتأثرة بالملوحة فضلا على النظام البيئى الهش بهذه المناطق وهى جميعها عوامل تفرض تغيرا في الفكر التنموى الخاص بهذه المناطق والذى ينبغى أن يكون مبنيا على ايجاد حلول غير تقليدية لهذه المعوقات.

وأوضح المشاركون أن الملوحة تعتبر من أهم المشاكل التي تواجهه التنمية الزراعية في هذه المنطقة، حيث يعانى المزارعون من مشاكل عديدة بسببها، من حيث ارتفاع ملوحة وقلوية التربة بسبب عدم توفر أساليب الري والصرف المناسبة، زنقص الاعلاف الحيوانية وبالتالى تدنى انتاجية الحيوانات، تدنى المعرفة والخبرات بالنظم الزراعية والادارة المزرعية المثلى وبرعاية الحيوانات وانتاج الالبان وتصنيعها، ونقص الرعاية الاجتماعية والاقتصادية للأسرة.

وشدد المشاركون على أهمية دور مركز بحوث الصحراء ممثلا في المركز المصرى للزراعات الملحية بالاشتراك مع كثير من المنظمات الدولية في تنفيذ عديد من المشروعات التنموية والبحثية والتى تستهدف ادخال بعض النباتات الاستراتيجية غير التقليدية المتحملة للملوحة مثل النباتات العلفية ونباتات الحبوب والزيوت والنباتات الطبيه والعطرية وزراعتها في الأراضى المتأثرة بالملوحة في صحاري مصر والتى بدأ تنفيذها في شبه جزيرة سيناء ثم امتدت إلى باقي المحافظات الصحراوية.