الأعلى للثقافة يشارك فى ندوة عن “دور الشباب فى حماية البيئة ” بالتعاون مع وزارة البيئة و المجلس الوطنى للشباب
في يوم 26 يناير، 2023 | بتوقيت 6:54 م
كتبت: شيرين سامى
شارك المجلس الأعلى للثقافة – لجنة البيئة ، برئاسة الدكتور عبد المسيح سمعان أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس ، فى ندوة عن ” دور الشباب فى حماية البيئة ” بالتعاون مع وزارة البيئة و المجلس الوطنى للشباب ، صباح اليوم الخميس ٢٦ يناير ، و ذلك خلال زيارته لمتحف القوات الجوية ، بالتعاون مع وزارة البيئة و المجلس الوطنى للشباب ، و بمشاركة طلاب جامعة الأزهر بقيادة الدكتوؤة شام مسئول ملف البيئة بالجامعة .
و قد تم انعقاد حوار وطنى على هامش الفعالية بمناسبة اليوم الوطنى للبيئة ، و ذلك لمناقشة الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد ، و تبادل فيها المتحدثون وجهات النظر مع شباب الجامعات المشاركون بالحدث .
بدأ الدكتور عبدالمسيح سمعان ،أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، ومقرر اللجنة ، حديثه بالإشاده بالجهود المصرية فى نجاح مؤتمر المناخ Cope 27 ، المنعقد فى نوفمبر الماضى ، و ما حققه من صدى إيجابى على مستوى عالمى ، و أشار إلى أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى حققت نجاح باهر فى تنظيم مؤتمر المناخ ، مؤكدا أن المؤتمر كان حدثا مشرفا بكل المقاييس.
و أضاف ، أن المؤتمر إنتهى إلى أهم قرار يشهده العالم ولم يحدث في أى من القمم السابقة منذ توقيع الاتفاقية الإطارية 1992، فلم يحدث أن توافقت الدول على أن يكون هناك صندوق تعويض للخسائر والأضرار التي تصيب الدول النامية جراء التداعيات المناخية والتى تسبب فى أغلبها الدول الصناعية الكبرى .
و ألقى سمعان ، الضوء على أهم المكاسب التى تحققت من خلال استضافة مصر للمؤتمر ، مشيرا إلى أن مصر حققت عددا من المكاسب على المستوى الوطني والإقليمي والدولي .
و أكد رئيس لجنة البيئة ، ان الدولة المصرية أثبتت قدرتها علي تنظيم حدث دولي بهذا الحجم عكس التنسيق والتناغم بين كافة الوزارات والجهات المعنية بالدولة، وتسليط الضوء من الإعلام الدولي على مصر، وكذلك الوطني والقدرة التنظيمية والجدية في تنفيذ التزاماته.
وعلى المستوى الإفريقي، أوضح ان المؤتمر أبرز دور مصر الريادي لقارة أفريقيا من خلال تفعيل المبادرة الأفريقية للتكيف ، وذلك بعد النجاح في الحصول على دعم مالي تم تقديمه من الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتقدمة بقيمة 150 مليون دولار واستضافة وحدة إدارة المبادرة بالقاهرة، وشحذ 100 مليون دولار للدول الأقل نموا .
على جانب أخر ، اوضح سمعان ان من اهم مكاسب القمة ، ادراج بند الخسائر والأضرار في أجندة المؤتمر بعد رفض إدراج هذا البند لسنوات عديدة من قبل الدول المتقدمة، بالاضافة إلى الانتهاء من التفاوض على بند 6 الخاص بسوق الكربون وكذلك برنامج عمل التخفيف والمضي قدما في كل من التكيف والتمويل لمناقشتهم في الإمارات.
هذا و قد حققت مصر عددا من المكاسب الأخرى، حيث نجحت في حشد التمويل لبرنامج نوفي (ربط الطاقة والغذاء والمياه) تنفيذا جزئيا لخطة المساهمات الوطنية المحدثة وذلك من خلال منظمات التمويل الدولية بمبلغ حوالي 10 مليارات دولار لبرنامج نوفي ونوفي + في مجالات الطاقة والزراعة والمياه متضمنا مشروعات لقطاع النقل، والتوسع في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.
و أضاف ، انه تم آيضا توقيع اتفاقيات بقيمة 83 مليار دولار، وتحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء مما يساهم في تشجيع حركة السياحة العالمية للمدينة، وفتح شراكات واستثمارات جديدة على المستوى الوطني مع شركاء التنمية والقطاع الخاص في مشروعات تغير المناخ وبالأخص في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر.
و لفت رئيس لجنة البيئة ، إلى أن المؤتمر سلط الضوء على مصر لتكون مركز إقليمي للطاقة الجديدة والمتجددة وفتح المجال أمام القطاع الخاص للسوق الطوعي للكربون، وهي نقطة تتيح للقطاع الخاص العمل في ملف تغير المناخ وبيع شهادات الكربون، ورفع الوعي الجماهيري لموضوعات تغير المناخ وخاصة فئة الشباب، بالإضافة إلى إطلاق الخطة الاستثمارية للاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وإطلاق أول سوق مصري وأفريقي طوعي لإصدار وتداول شهادات الكربون.
و اكد ان إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، تعهد بلاده وألمانيا بتقديم 500 مليون دولار لمصر، من أجل التحول إلى الطاقة النظيفة هو احد المكاسب التى تحقق الحصول على 10 جيجاوات من الطاقة المتجددة حتى 2030 ، و تقلل من الانبعاثات بنسبة 10% .
كما ألقى الضوء على ، إطلاق مجموعة من المبادرات ومنها دليل شرم الشيخ للتمويل العادل لاستخدام الدليل لدعم الدول النامية للحصول على التمويل لتنفيذ مشروعات لتغير المناخ، ومبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام FAST، ومبادرة حياة كريمة من أجل الصمود في إفريقيا، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومبادرة بشأن تغير المناخ والتغذية I-CAN، ومبادرة الاستجابات المناخية لاستدامة السلام CRSP، ومبادرة انتقال الطاقة العادلة والميسورة التكلفة في إفريقيا AJAETI، ومبادرة تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة لتسريع التحول المناخي (ENACT) SEforAll ، IEA، IRENA، BCG، ومبادرة أصدقاء تخضير الخطط الاستثمارية الوطنية في أفريقيا والدول النامية، ومبادرة تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة لتسريع التحول المناخي (ENACT)، وخصصت الولايات المتحدة الأمريكية 25 مليار دولار أمريكي لتمويل خارطة الطريق لـ NbS، وتستثمر ألمانيا 1.5 مليار دولار أمريكي سنويًا للحفاظ على التنوع البيولوجي، ومبادرة المرونة الحضرية المستدامة للأجيال القادمة، ومبادرة المخلفات العالمية بحلول عام 2050، والنقل منخفض الكربون من أجل الاستدامة الحضرية LoTUS.
هذا ، و قد اختتم سمعان حديثه قائلا :” وعى أفراد المجتمع بتغير المناخ من أكبر المكاسب التى تحققت لمصر “.
بدورها قالت ، الدكتورة فاطمة عبد الله إسماعيل ، وكيل كلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ، و عضو المجلس الأعلى للثقافة ، ان مفهوم “المواطنة البيئية” يعني أن “يكون المواطن متحمسا وواعياً بالقضايا البيئية ذات الأهمية، ومستوعباً لأهم مسائلها ومتحفز لصون مكان عيشه والاهتمام بصحة كوكبه وملتزماً بالحفاظ عليه، وهذا ما يدفعه إلى المشاركة الفاعلة والمسؤولة تجاه قضايا البيئة ذات الأولوية في مجتمعه من أجل التصدي لكافة التحديات التي تواجه أجيال الحاضر وأجيال المستقبل”.
و اضافت ، ان المواطنة البيئية معنية بالسلوك الذي ينتهجه الفرد لحماية البيئة المحلية ومواردها الطبيعية وصونها من التلوث، بشكل يعكس معرفة ووعيا بندرة الموارد الطبيعية ومحدودية قدرتها على التجدد وأهمية الحفاظ عليها وتنميها باستدامة وتشجيع الأفراد والجماعات والمنظمات على التفكير في الحقوق والمسؤوليات البيئية والمشاركة الفعالة لتحقيق الاستدامة.
و اوضحت ان ، المواطنة البيئية تهدف إلى رفع مستوى المعرفة والثقافة البيئية بين المواطنين، وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات ووضع الحلول المناسبة للمشكلات البيئية ذات الأولوية، وإكساب المواطنين كافة المهارات اللازمة التي تساهم بشكلٍ فعال في الإصلاح البيئي وتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين السلوك البيئي اليومي للمواطنين، بما يعزز صحة البيئة وحمايتها من كافة أشكال التلوث.
و بحضور كلا من الدكتورة دليلة مختار رئيس المجلس الوطني للشباب ، و الدكتور وائل الطناحي أمين عام المجلس الوطني للشباب ، توجه المجلس بكلمه للشباب المشارك بالندوة ضمن الحوار الوطنى على هامش ندوة اليوم الوطنى للبيئة ، و تحدث فيها ، الطناحى عن : عن أهمية البنية التحتية فى مصر و التى تساهم بشكل كبير فى الحد من التغيرات المناخية.
و اضاف ، نحن ندعم القيادة السياسية ، فى تعزيز البنية التحتية و تحقيق خدمات مرنة في مواجهة تأثيرات تغير المناخ، مشيرا إلى أن الاستراتيجية الوطنية للمناخ عرضت المشكلة موضحة أن أبرز الخدمات الأساسية التي من شأنها تهيئة حياة كريمة للمواطنين ورفع المستوى المعيشي هي خدمات البنية التحتية من شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي والكهرباء وشبكات توصيل الغاز الطبيعي في المدن والقرى والمشروعات السكنية المختلفة، وأيضا البنية التحتية الداعمة للمشروعات الزراعية والصناعية ونظرا لأهمية هذه الخدمات يجب التأكد من جاهزيتها للتعامل مع التأثيرات المختلفة المتوقعة من تغيرات المناح مثل ارتفاع منسوب سطح البحر، وتركيز الأمطار وزيادة درجة الحرارة.
و اختتم الطناحى حديثه بما ذكرته الاستراتيجية الوطنية لتغيير المناخ 2050، و التى تضمنت عددا من التوجهات التي تساهم في وجود بنية تحتية وخدمات مرنة في مواجهة تأثيرات تغير المناخ، و ناشد الطناحى
الشباب ان يعززوا دعم توجهات الدولة فى هذا الشأن .
واختتمت الندوة بكلمة الدكتورة رحاب منظمة الحدث بوزارة البيئة، بالإشارة إلى، العلاقة بين الإنسان والبيئة، و التى أكدت انها شهدت تطورا كبير، فبعدما كان خاضعا لها، أصبح مسيطرا عليها، حتى تسبب ذلك فى كل أنواع التلوث، مثل: الهواء، المياه ،التربة، الغذاء، والتلوث السمعي، والبصري، والضوضاء، نتيجة لمجاولات الإنسان فى إخضاع البيئة، كل ذلك نتيجة للتلوث الأخلاقى تجاه البيئة، لأن كل سلوك يقوم الإنسان به ينعكس بشكل أو أخر على البيئة المحيطة به.
وأضافت ، الحل هو الالتزام بأخلاقيات بيئية، بمعنى ترشيد الاستهلاك، وتحقيق التنمية المستدامة، واستخدام الموارد والحافظ على حق الأجيال القادمة، لافته إلى ضرورة تحقيق التنمية المستدامة، وإدخالها في كل نواحي التنمية، من خلال استخدام الموارد المتاحة، مع الحفاظ على حق الاجيال القادمة منها.