لجنة البيئة بالأعلى للثقافة تكشف : دراسات حديثة تدعم أهداف المبادرة الرئاسية “زراعة ١٠٠ مليون شجرة”

د. عبد المسيح سمعان : المساحات الخضراء أحد الحلول الرئيسة للتقليل من الآثار الإجتماعية و الإقتصادية و البيئية

في يوم 25 يناير، 2023 | بتوقيت 8:29 م

كتبت: شيرين سامى

عقد المجلس الأعلى للثقافة ندوة بعنوان (المبادرة الرئاسية “زراعة ١٠٠ مليون شجرة”.. أمل يتحقق)؛ والتي نظمتها لجنة الجغرافيا والبيئة بالمجلس منذ قليل ، برئاسة الدكتور عبدالمسيح سمعان أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، ومقرر اللجنة.

وقد أدار الندوة ، الدكتور عبد المسيح سمعان ، حيث استهل الندوة بالترحيب بالمتحدثين و الضيوف ، مشيرا إلى أن مبادرة 100 مليون شجرة، تحظى باهتمام رئاسي من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك في إطار جهود الدولة لمواجهة تغير المناخ ، و نشر الوعي البيئي بأهمية التشجير ، لما للأشجار من فوائد عديدة.

و اضاف ، أن الأشجار تدخل في صناعات متعددة مثل صناعة الأثاث والحرير بجانب دورها في تخفيض درجة حرارة الجو و التخلص من ثاني أكسيد الكربون، و التقليل من نسب الغبار في الجو.

و أوضح ، أن المبادرة ،ترتكز علي  مضاعفة نصيب الفرد من المساحات الخضراء على مستوى الجمهورية وتحسين  نوعية الهواء وخفض غازات الاحتباس الحرارى ، و تحقيق الاستفادة الاقتصادية القصوى من الأشجار، وتحسين الصحة العامة للمواطنين  ، كما تهدف إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنحو 61.2 مليون طن سنويا ،تكافئ 20% من إجمالي الانبعاثات السنوية الحالية لمصر، فضلا عن تحسين نوعية الهواء .

و تطرق عبد المسيح خلال كلمته إلى ، فوائد زيادة المساحات الخضراء في المناطق السكنية و تأثيرها على الإنسان ، و التى أكد انها لا تقتصر فقط على خفض تلوث الهواء وخفض درجة حرارة الجو وزيادة رطوبة الهواء وترشيد استهلاك المياه والكهرباء، بل تشمل آيضا  العديد من الفوائد الصحية التي كشفت عنها الدراسات الحديثة.

و كشف خلال كلمته ، أن هناك دراسة حديثة تشير إلى أن وجود الاشجار الخضراء و النباتات بأماكن الدراسة يؤثر على تحسين التطور المعرفي والأداء لدى أطفال المدارس، حيث يمكن أن يزيد من  الاحتفاظ بالذاكرة بنسبة 20% ، تقريبا ويحسن الأداء في الاختبارات ، و يؤدى إلى زيادة ملحوظة في الصحة النفسية وانخفاض الإجهاد .

و تابع رئيس لجنة البيئة :” أن زيادة التعرض للمساحات الخضراء تزيد من قدرتنا على التركيز الذهني والأداء العملي، وخفض التأثر بالعوامل المشتتة للذهن و تساعد على تقليل الضغوط النفسية لدى الموظفين بل و زيادة الإنتاجية، فضلاً عن انخفاض مستويات الاكتئاب والقلق لدى عموم البالغين. ، موضحا ان دراسة هولندية حديثة أكدت ان المساحات الخضراء تساعد فى خفض معدلات الإكتئاب بنسبة ١٣.٣ % ، و تقلل من تكلفة الرعاية الصحية بمقدار ٨٣ مليون دولار.

و أشار إلى ، أن الدراسات أظهرت أن الأفراد المجهدين نفسياً يشعرون بتحسن أكبر بعد التعرض لمشاهد المساحات الخضراء الطبيعية ، كما تقلل المساحات الخضراء أيضاً من حالات العدوان والعنف.
و كشف عبد المسيح، انه فى دراسة حديثه للولايات المتحدة الأمريكية ، وجد أن المؤتمرات التى تقام فى مساحات خضراء تساهم فى تحسين الدخل القومى بمقدار ٩٨%.
كما أكد أن الدراسات الحديثة أثبتت ان وجود مساحات خضراء بالعقارات يساعد فى زيادة قيمتها بنسبة تتراوح بين ٧- ٢٠%  ،موضحا أن المساحات الخضراء تساعد فى الترويج للسياحة .
و أشار إلى أن ، قانون حماية البيئة رقم “٤” لسنة ١٩٩٤ ، اهتم بالتشجير، حيث جاء بمادته تخصيص مساحة لا تقل عن ألف متر مربع في كل حي وفي كل قرية من أراضي الدولة، لإقامة مشتل لإنتاج الأشجار، على أن تتاح منتجات هذه المشاتل للأفراد والهيئات بسعر التكلفة، وتتولى الجهات الإدراية المتخصصة التي تتبعها هذه المشاتل إعداد الإرشادات الخاصة بزراعة هذه الأشجار.
و حول مراحل تنفيذ المبادرة ، أكد أنها ستتم على مدار ٥ أعوام.
و اختتم عبد المسيح حديثه قائلا :” المساحات الخضراء هى أحد الحلول الرئيسة التى تقلل من الآثار الإجتماعية و الإقتصادية و البيئية فى كل مدينة”.

و بدوره قال ، د. عمرو رأفت ربيع ، أستاذ بمركز البحوث الزراعية ووكيل وزارة الزراعة السابق ، أنه فى إطار أنه فى إطار المبادرات المتعددة التى تبناها فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي  لتحسين جودة الحياة للمواطن المصري من حياة كريمة و 100 مليون صحة و غيرها ، تأتى مبادرة 100 مليون شجرة لتضاعف نصيب المواطن المصري من اللون الاخضر سواء مسطحات خضراء أو أشجار عدة مرات، وهى مبادرة أطلقت فى الوقت المناسب خاصة بعد استضافة مصر لمؤتمر الأطراف 27 وما حققه من نجاح كبير.
و أكد، أن المبادرة ستحقق فوائد عديدة، منها زيادة كفاءة مقاومة التغيرات المناخية عن طريق امتصاص ما يقرب من  61 مليون طن من الملوثات بجميع أنواعها وإطلاق ملايين الأطنان من الأكسجين وزيادة الثروة الخشبية حيث تستورد مصر سنويا بما يعادل 3 مليار دولار من الأخشاب ومنتجاتها  .
و أضاف رأفت ، أن المبادرة ستزيد من كفاءة استخدام الموارد المتاحة حيث أن الأشجار تزرع على جوانب الطرق الطولية أو المجارى المائية أو لتجميل الشوارع و الميادين أو داخل المدارس ومراكز الشباب أو لإنشاء حدائق ومتنزهات وغابات شجرية وكلها أماكن غير صالحة للزراعة ، كما أن المياة المستخدمة فى الرى مياة عادمة لا تصلح للاستخدام البشرى وبالتالى يتم تحويل موارد غير  مستغلة إلى إنتاج قيمة اقتصادية كبيرة .
و حول فوائدها المتعددة أشار ، إلى أنها توفر الغذاء والظل وتحسن من الصحة النفسية فضلا عن حماية المجارى المائية وحماية المبانى والمنشآت وزيادة العمر الافتراضي للأسفلت ، فضلا عن خفض ظاهرة الاحترار داخل المدن وزيادة تبريد الهواء بما يخفض من الحاجة لاستخدام أجهزة التكييف لفترات طويلة ، كما أن المبادرة ستوفر العديد من فرص العمل للشباب .

و فى كلمتها قالت ،أ.د فيروز محمود حسن ” رئيس قسم الجغرافيا كلية البنات – جامعة عين شمس ” ، أن المبادرةتهدف إلى تعزيز اهداف التنمية النستدامة و لا سيما الهدف ١٣ ، و لكن اختصت فى حديثها الإشارة إلى اهمية الأشجار فى امتصاص ثانى اكسيد الكربون و هو أحد أهداف المبادرة للتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحرارى و مواجهة التغيرات المناخية.
و أضافت ، ان اهداف التنمية المستدامة تعزز الزراعة المستدامة ضمن خطة مصر 2030، حيث أن العديد من أهداف التنمية المستدامة تتناول القضايا المتعلقة بالزراعة، فقد كُرّس مؤشر أهداف التنمية المستدامة 2-4-1 لها بالكامل.
و اوضحت ، أن أن جميع القطاعات، بما في ذلك الزراعة، ينبغي النظر إليها من خلال ثلاثة أبعاد للاستدامة: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
و اشارت فيروز ، إلى وضع الدولة لخريطة انسب مواقع زراعة الأشجار ، موضحة ان مبادرة ١٠٠ مليون شجرة حددت أنواع الأشجار المثمرة التي يتم زراعتها من خلال عدة محاور بداية من كونها زراعات لها  عائد اقتصادي، سواء أشجار مثمرة مثل الزيتون، أو أشجار خشبية، أو أشجار أخرى ، بالإضافة الي تحديد معايير أنواع واحجام الأشجار التي ستزرع  وأيضا معرفة مدي احتياجها للمياه وسهولة ريها وقدرتها علي امتصاص الملوثات من الجو .

و أ ضحت ان ،  زراعة مليار شجرة بحلول عام 2050 يحقق أهداف التنمية المستدامة فى الحد من انبعاثات الاحتباس الحرارى.

و لفتت إلى أن زراعة شجرة حول المبانى السكنية يصل قطرها إلى ٧ سم ، تحقق درجة ترطيب للجو تساوى جهاز تكييف ، بالاضافة إلى تنقية الجو .
و اختتمت فيروز حديثها قائلة “ان الاجتماع على مبادرة واحدة يعظم الوعى المجتمعى نحو أهمية التشجير فى امتصاص ثانى أكسيد الكربون و خفض نسبة الكربون المتسببة فى  الاحتباس الحرارى بالجو.

و فى كلمته قال، الدكتور صلاح أحمد هاشم، أستاذ التنمية بجامعة الفيوم، و مستشار وزرارة التضامن الإجتماعى ، ان الجهات المعنية تقوم بتكثيف ندوات التوعية البيئية، التي تستهدف رفع الوعي البيئي للمواطن تجاه القضايا البيئية المختلفة، وتحديد المسئولية البيئية والاجتماعية للأفراد والمؤسسات نحو الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة..
و أوضح ، أن أهمية الأشجار فى كونها مخزنا للكربون ومصنعا للأكسجين، بالإضافة إلى أن الأشجار هي الرئة النظيفة، حيث تعمل الأشجار على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين الطبيعي، وبالتالي تخفيض درجة الحرارة وامتصاص الأتربة، خاصة بالمدن الكبرى كالقاهرة.
وأوضح، أنه يتم استغلال مياه الصرف الصحي المعالج في ري الأشجار، ومع زيادة الوعى بأهمية زيادة كميات المياه المعالجة يستلزم الأمر زراعة مساحات أخرى من الأشجار الخضراء، للاستفادة بتلك الكمية الكبيرة من المياه المعالجة، منوهة إلى أن ضمان الإدارة المستدامة للتشجير يعد مسألة هامة للتكيف مع تغير المناخ العالمي.