“السم x العسل”
في يوم 24 يناير، 2023 | بتوقيت 2:33 ص
كتبت: نجوى طه
انفق العالم 200 مليار دولار على الالعاب الالكترونية في 2022 مما يثبت ان الالعاب الالكترونية لم تعد مجرد ترفيه بل اصبحت صناعة تنمو بسرعة مخيفة، خاصة في منطقة الشرق الاوسط. وتشير البيانات الى أن مصر والسعودية والامارات، يمثلون اهم سوق للالعاب الالكترونية في المنطقة، ومن المتوقع أن يصل إجمالي إيرادات سوق الألعاب للبلدان الثلاثة مجتمعين نحو 3.14 مليار دولار بحلول عام 2025، وبإجمالي عدد لاعبين قد يصل إلى 85.76 مليون لاعب ..
ولاننا دائما مستهلكين للتكنولوجيا، فاننا نتعامل مع هذه الالعاب دون وعي، لنتفاجأ بمصائب كبيرة، ادت الى اقدام بعض الاطفال على الانتحار مقلدين ما يروه في تلك الالعاب التي اصبحت التسلية الاكثر شيوعا في العالم ويمارسها ما يقرب من 3 مليارات لاعب من كل دول العالم، في مقدمتهم الدول الاسيوية التي تستحوذ على 50% من ايرادات هذه الالعاب .
وكشفت الدراسات ان الأطفال يمارسون ألعاب الفيديو فى المتوسط لمدة 2.13 ساعة فى اليوم، بمعدل 15 ساعة فى الأسبوع، الا ان الواقع يؤكد ان الاطفال في مصر يقضون ساعات اطول من ذلك بكثير، امام شاشة المحمول يمارسون الالعاب التي صنعتها شركات عالمية ضخمة، لتسوق لافكار بعيدة تماما عن عادات وتقاليد مجتمعاتنا الشرقية، وهنا تكمن الخطورة فهي بذلك لم تعد مجرد العاب انما وسيلة لدس السم في العسل، والترويج لافكار الغرب مثل تشجيع المثلية وغيرها .
وانا لست من هواة ممارسة الالعاب ولكن مثل كل المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي تظهر لي بعض الالعاب، وذات مرة قررت ان استكشف هذه اللعبة التي ظهرت امامي، الا اني فوجئت بألعاب اخرى تظهر لي تحتوي جنسي، وأخرى تظهر ارقام للاتصال بمواقع اباحية..
للاسف هذا ما يحدث مع ابنائنا وهم يقضون ساعات طويلة بصحبة هذه الالعاب، ويتصلون من خلالها بلاعبين اخرين في دول مختلفة، مشتركين معهم في اللعبة.. وبذلك اصبح الاطفال منفتحين على عالم كبير لن نستطيع منعهم من دخوله والمشاركة في مجرياته، ولن يكون الحل بالمنع او مراقبتهم
24 ساعة بالرغم من صعوبة تحقيق ذلك، وايضا لا نستطيع ان نقف امام هذا التوغل الموحش للالعاب الالكترونية التي اصبح يمارسها الصغار والكبار.
فلماذا لا نستثمر اهتمام وشغف ابنائنا بالالعاب الالكترونية، وتوجيههم نحو تصميم تلك الالعاب، وتقوم المدارس بادراجها كنشاط ضمن الانشطة المدرسية لتشجيع الطلاب على الابداع في هذا المجال، وتنظم مسابقات مدرسية تؤهلهم للمشاركة في المسابقات المحلية ومنها الى الدولية، وبذلك يكونوا جزء من هذه الصناعة الضخمة، بمعنى آخر ان نكون منتجين للالعاب الالكترونية بدلا من ان نكون مستهلكين فقط .
على لقاء جديد في حكاية تكنولوجية