الشيخ عماد محمد مجاهد : زكاة الفطر بين الفِطْرِ والفِطْرَة

في يوم 11 مايو، 2021 | بتوقيت 2:57 م

كتب: العالم اليوم

أكد الشيخ عماد محمد مجاهد باحث دكتوراه بكلية دار العلوم – قسم الشريعة الإسلامية ،وإمام وخطيب ومدرس – بوزارة الأوقاف المصرية  أن الزكاة لغةً: النماء، والزيادة، والطهارة، والبركة، يقال: زكَّى الزَّرع: إذا نما وزاد. والفِطْرُ: اسم مصدر، من قولك: أفطر الصائم، يفطر إفطارًا؛ ويراد بها الصدقة عن البدن، والنفس، وإضافة الزكاة إلى الفطر، من إضافة الشيء إلى سببه؛ لأن الفطر من رمضان سبب وجوبها، فأضيفت إليه؛ لوجوبها به، فيقال: «زكاة الفطر». وقيل لها: فِطْرةٌ؛ لأن الفِطْرة: الخِلْقة، قال الله تعالى: ﴿فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾. أي جبلته التي جبل الناس عليها، وهذه يراد بها الصدقة عن: البدن، والنفس، كما كانت الأولى – الزكاة المفروضة – صدقة عن المال،  ويقال: زكاة الفطر، وصدقة الفطر، ويقال للمُخْرَج: فطرة، وهي اصطلاح للفقهاء، كأنها من الفِطرة التي هي الخلقة: أي زكاة الخلقة.

وأضاف ان زكاة الفطر هي زكاة للأبدان؛ صدقة معلومة بمقدار معلوم، من شخص مخصوص، بشروط مخصوصة، عن طائفة مخصوصة، لطائفة مخصوصة، تجب بالفطر من رمضان، طهرة للصائم: من اللغو، والرفث، وطعمة للمساكين. وتجب بغروب الشمس من ليلة العيد، وقت الفطر وانقضاء صوم شهر رمضان، إلى قبيل أداء صلاة عيد الفطر.

وفرض الله سبحانه تعالى على عِباده زكاة الفطر، وكانت قد فرضت قبل زكاة الأموال، وهي واجبة على كل مسلم ذكراً أو أنثى، صغيراً أو كبيراً.

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ” فرض رسولُ الله  زكاة الفطر, صاعًا من تمرٍ, أو صاعًا من شعيرٍ، على العبد والحرِّ, والذكر والأنثى, والصَّغير والكبير, من المسلمين, وأمر بها أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة”  .

تجب زكاة الفطر على كل مسلم لديه ما يزيد عن قوته وقوت أولاده وعن حاجاته في يوم العيد وليلته، كما يُلزم المسلم بإخراج زكاة الفطر عن نفسه وزوجته وأولاده، ويُستحب إخراج زكاة الفطر عن الجنين الذي أتم أربعين يوماً في بطن أمه، أي نُفخت فيه الروح.

وفيما يتعلق بوقت إخراج زكاة الفطر ، اكد الشيخ عماد مجاهد أن ** وقتها: تجب زكاة الفطر بغروب الشمس من آخر يوم من شهر رمضان، والسنة إخراجها يوم عيد الفطر قبل صلاة العيد. ويجوز تعجيل إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين وقد كان هذا فعل ابن عمر وغيره من الصحابة.

** الحكمة من تشريعها:

1- جبر الخلل الواقع في الصوم، كما يجبر سجود السهو الخلل الواقع في الصلاة، قد يقع الصائم في شهر رمضان ببعض المخالفات التي تخدش كمال الصوم من لغو ورفث وصخب وسباب ونظر محرم، ودليل ذلك حديث ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما – قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين،من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات».

2- تعميم الفرحة في يوم العيد لكل المسلمين والناس حتى لا يبقى أحد يوم العيد محتاجًا إلى القوت والطعام ولذلك قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – « أغنوهم عن المسألة في هذا اليوم » وفي رواية «أغنوهم عن طواف هذا اليوم»،  أي إغناء الفقير يوم العيد عن السؤال.

وبذلك نرى كيف جمعت زكاة الفطر بين الفطر لجبر الخلل الواقع في الصوم مصداقًا لقوله ” لِتُطَهِّرَهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ” ، وبين كمال الخِلْقة الإنسانية ( الفِطْرَة )

مصداقًا لقوله ” فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ” .

اللهم تقبل صومنا وزكاتنا وطهر أموالنا وأبداننا وأنت راضٍ عنا يا كريم .