“عيلة اتعمل لها بلوك”
في يوم 9 يناير، 2023 | بتوقيت 9:02 م
كتبت: نجوى طه
دعاني صديق لمشاهدة مسرحية “عيلة اتعمل لها بلوك” للفنان محمد صبحي، في البداية لم تظهر ملامح الاحداث التي اكتشفت بعدها انها تسلسل لمراحل الازمان التي عاشها المجتمع المصري منذ ثورة 1919 وحتى الوقت الراهن الذي نعيشه بعد تغلغل التكنولوجيا في حياتنا وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي social media .
الفنان محمد صبحي استطاع مع خلال هذه المسرحية التي اقل من ان توصف بالروعة ان يمزج احداث الماضي بالحاضر مع استشراف المستقبل القريب، الذي يشكل نسخة جديدة من العالم بدأت ملامحها تتضح وتنذر بمخاوف كبيرة تهدد حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ايضا.
والمسرحية التي تتسم بالاختلاف تماما عما نشاهده على الساحة الفنية الان، تحاول رصد الاحداث وتأثيرها على المشهد الاقتصادي المصري، من خلال بعض الاسقاطات على ارتفاع اسعار السلع، وتحرير سعر الصرف ووضع الجنية المصري امام الدولار، وتدرج هذا الارتفاع في كل الحقب الزمنية التي مررنا بها بداية من عهد الرئيس جمال عبد الناصر ، مرورا بعصر السادات وحسني مبارك انتهاءا بعصر الرئيس السيسي، وذلك في قالب كوميدي فكاهي، ليس المقصود منه الا تكوين رؤية عند المشاهد لما يحدث من تغيرات مجتمعية اثرت في الشخصية المصرية لاسيما مع توغل التكنولوجيا في الحياة اليومية وليست العملية فقط.
وانتهت المسرحية الى ان السوشيال ميديا اخطر تحول حدث في تاريخ البشرية، ليقلب جميع الموازين راسا على عقب، حيث اصبحنا نعيش في الواقع الافتراضي Virtual Reality ولا نعلم ان كنا سنستطيع الخروج من هذا النفق المظلم ام سنظل اسرى لهذه النسخة الجديدة من العالم اللاواقعي .
وكشفت مسرحية “عيلة اتعمل لها بلوك” عن الفروقات الكبيرة بين الاجيال، وعن الاستخدام السلبي لمواقع التباعد الاجتماعي، وهذا هو التعبير الاصح، لهذه الاداة التي اصبحت وسيلة غير اخلاقية، كشفت عن تدني السلوكيات والانتقام وكشف الاسرار، وارتكاب الجرائم اللاخلاقية في مجتمعات كانت متحفظة وتتمسك بدينها، الا ان غزو social media استطاع ان يحدث شرخ عميق في جسم المجتمعات، حتى العائلات بيتعمل لبعضها بلوك!!!!!!
على لقاء في حكاية تكنولوجية جديدة