جامع الحاكم بأمر الله .. ثاني أكبر مساجد القاهرة  تحفة معمارية شاهدة على تاريخ 1000 عام

في يوم 9 مايو، 2021 | بتوقيت 6:06 م

كتبت: شيرين محمد

 

يعد جامع الحاكم بأمر الله ثاني أكبر مساجد القاهرة إتساعاً بعد مسجد ابن طولون وقد بُني هذا المسجد عام 380 هـ / 990 م في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي بدأ في سنة 379هـ (989م) في بناء مسجد آخر خارج باب الفتوح ولكنه توفي قبل إتمامه فأتمّه ابنه الحاكم بأمر الله 403هـ (1012-1013م) لذا نسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم.

و يعد المسجد تحفة معمارية عتيقة، تميزت عن سائر الآثار الإسلامية ليس بسبب تصميمها الراقى، ولا فنها، لكن لكونها تأثرت بكل الأحداث التاريخية التى مرت عليها بشكل استثنائى، بداية من عهد الدولة الفاطمية، وحتى عصر الجمهورية، إنه مسجد الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله المنصور.

ويقع هذا الجامع فى نهاية شارع  “المعز لدين الله الفاطمي” بحي الجمالية، ملاصقًا لباب الفتوح، حيث يحدُّه من الشمال سور القاهرة الشمالي القديم، يجاوره شرقًا وكالة قايتباني وباب النصر، والجهة الغربية تحوي على المدخل الرئيسي على شارع المعز، أما بالنسبة للجنوب فهي منطقة سكنية.

وكان المسجد فى بادئ الأمر يقع خارج السور الشمالى المبنى بالطوب اللبن الذى بناه جوهر، إلا أنه أصبح داخله أيام الخليفة المستنصر باللّه، بعد أن قام وزيره بدر الجمالى بتوسيع القاهرة وأصبح السور الشمالى يلتصق تمامًا بالجدار الشمالى للجامع. ويبلغ طول المسجد 120.5 متراً وعرضه 113 متراً.

 

وتوجد بالجامع مئذنتان ويحيط بهما قاعدتان عظيمتان هـرميتان الشكل، تتركب كل قاعدة من مكعبين يعلو أحدهما الآخر والمكعب العلوى موضوع إلى الخلف قليلاً فوق السفلى ويبلغ ارتفاع الأخـير ارتفاع أسوار الجامع وتبرز من كل من المكعبين العلويين مئذنة مثمنة الشكل وفى منتصف هـذه الواجهة البحرية وبين المئذنتين يوجد مدخل الجامع الأثرى وهـو أول مدخل بارز بُني في جامع، يغطيه قبو اسطواني عرضه 3.48 متراً وطوله 5.50 متراً وفى نهايته باب عرضه 2.21 متراً ومعقود بعقد أفقى من الحجر وهـذا العقد والحائط الموجود فيه حديثا البناء ويوجد في المدخل عن اليمين وعن اليسار بقايا نقوش بديعة ارتفاعها 1.60 متراً.

يؤدى مدخل المسجد إلى الصحن الذى تحيط به الأواوين، وهـى على الترتيب الآتي: الأيوان الجنوبي الشرقي (أيوان القبلة) ويتكون من خمسة أروقة ويقابله الايوان الشمالى الغربى ويتكون من رواقين والايوانات الشمالى الشرقي والجنوبي الغربي ويتكون كل منهما من ثلاثة أروقة، وتوجد في نهايتى حائط القبلة قبتان محمولتان على مثمن كما توجد قبة ثالثة فوق المحراب.

شهد الجامع العديد من التغيرات التى أثرت على وضعه داخل الدولة الفاطمية، بدايتها كانت مع تعليمات الحاكم بأمر الله «بإقرار التدريس فى الجامع، والسماح لعلماء الأزهر بالتدريس والالتحاق به، ليصبح «الجامعة الرابعة فى مصر» بعد جامع عمرو بن العاص وجامع أحمد بن طولون وجامع الأزهر.

أهمل المسجد لفترات طويلة حتى تحولت أروقته إلى مخازن للتجار الآخرين المحيطين بالمنطقة، حتى عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث طلبت طائفة الشيعة البهرة، الإذن بتجديده بالجهود الذاتية، ودعى السادات إلى افتتاح المسجد، ومنذ ذلك الحين يقوم الشيعة البهرة الذين هاجروا إلى مصر واستقروا بها كتجار برعاية الجامع وهو مفتوح لجميع الطوائف بالصلاة به.