نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا : “روساتوم” مستمرة فى تنفيذ مشروع الضبعة و عملية الشوشرة لن تنال من سمعة الصناعة النووية الروسية

في يوم 28 ديسمبر، 2022 | بتوقيت 8:49 ص

كتبت: شيرين سامى

قال الدكتور على عبد النبى نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا ، و خبير الطاقة النووية ، أنه بالرغم من أن روسيا مشغولة في العمليات القتالية بأوكرانيا، إلا أن مشاريع روسيا النووية في دول كثيرة من العالم، مثل الصين وتركيا، لم نسمع أنها توقفت لحظةً واحدةً، وهي في تقدم وفق الجدول الزمني المنصوص عليه في العقد، ولم نسمع شكوى واحدة من هذه الدول.

و أضاف فى تصريحات خاصة ل ” العالم اليوم ” : “أننا لم نلاحظ أن الجانب الروسي قد تكاسل أو تقاعس في تنفيذه الإنشاءات الخرسانية للوحدة النووية الأولي والثانية بموقع محطة الضبعة النووية ، و علينا ألا ننساق وراء الشائعات المغرضة، التي يتم نشرها لإثارة البلبلة التي يروجها الأعداء من أجل التشكيك في قدرة شركة “روساتوم” على استكمال إنشاء وتشغيل محطة الضبعة النووية” .

و تابع :” شركة “روساتوم” مستمرة معنا في تنفيذ مشروع الضبعة حتى تشغيله تجارياً وربطه بالشبكة، وستظل مشاركة في المشروع حتى انتهاء عمره التشغيلي من خلال تقديم الخدمات والمشورة والدعم الفني وتزويده بقطع الغيار”.

و أشار عبد النبى إلى أن ، الجميع يعلم مدى اهتمام مصر والقيادة السياسية المصرية بمشروع محطة الضبعة النووية، فهو عنصر مهم في التنمية المستدامة، من حيث تطوير وتنمية محطات كهرباء نظيفة صديقة للبيئة، تعمل طوال العام بدون توقف، حيث تولد كهرباء رخيصةً، وتحافظ على ثروات مصر من الغاز الطبيعي، وتغطي تكاليفها في مدة أقل من ربع عمرها التشغيلي، وترتقي بجودة الصناعات المصرية، وتخلق كوادر ماهرةً متخصصةً تستطيع العمل في مشاريع المحطات النووية على مستوى العالم.

و أوضح أن ، السوق العالمي سوق مفتوح، والمنافسة في السوق العالمي شيء طبيعي، سواء كان سوق الطاقة أو الغذاء أو السياحة أو المحطات النووية لتوليد الكهرباء، أو.. الخ. وأحياناً تصل المنافسة في السوق العالمي إلى “تكسير العظام”، وخاصة إذا تدخلت السياسة وكانت عاملاً مؤثراً في وضع السياسات الاستراتيجية لخدمة أغراضها، وهذا ما نشاهده اليوم في سوق الطاقة.

و لفت عبد النبى إلى ، أنه مع بداية انتشار المحطات النووية تجارياً، كانت أمريكا تتصدر السوق العالمي، وكان الاتحاد السوفييتي يصدر المحطات النووية لدول الاتحاد، مثل المجر وألمانيا الشرقية. مع الوقت، اتضح لدول العالم أن المحطات النووية الروسية من نوع VVER-400، ممتازة وأنها من أحسن المحطات النووية على مستوى العالم. لذلك اتجهت أنظار دول العالم للمحطات النووية الروسية، وبدأت الصين بالتعاقد على شراء محطات من نوع VVER-1000، واحتلت المركز الأول من حيث الأمان متقدمةً على المحطات النووية العالمية. ثم جاء دور الهند وإيران للتعاقد على محطات من نوع VVER-1000. ونتيجة الشهرة والسمعة الطيبة التي نالتها المحطات النووية الروسية من نوع VVER، بدأت دول العالم في التهافت على شراء الجيل الجديد من نوع VVER-1200، وهو ما نشاهده الآن في دول كثيرة مثل الصين وتركيا ومصر.

و أشار إلى أن ،  روسيا أصبحت الدولة المتصدرة للسوق العالمي للمحطات النووية. وأصبحت شركة “روساتوم” الروسية للطاقة النووية واحدة من الشركات الرائدة في سوق التكنولوجيا النووية العالمية، حيث تقدم خدمات ومنتجات في الصناعة النووية للكثير من دول العالم ، كما لعبت السياسة دورها في محاولة إبعاد الدول الأوروبية عن مصادر الطاقة الروسية خاصة البترول والغاز، حتى لا تصبح روسيا دولةً رائدةً في تصدير مصادر الطاقة. وينطبق الشي نفسه على مجال المحطات النووية لتوليد الكهرباء والذي لا يقل أهميةً عن مصادر الطاقة، فروسيا دولة رائدة عالمياً في تصدير المحطات لدول العالم، حيث الحرب قائمة على أشدها من أجل إبعاد روسيا عن دورها الرائد من خلال الضغط على بعض الدول لفسخ التعاقد.

و اوضح أن ، التعاقد على شراء محطات نووية، يحكمه عقد، وهذا العقد قابل للفسخ، ولكن تحت شروط منصوص عليها في العقد، وفي حالة عدم الالتزام بشروط فسخ العقد يتم اللجوء للتحكيم الدولي بموجب العقد. وهذا ما حدث في فسخ العقد مع فنلندا ومع بلغاريا، حيث طالبت الدولتين إنهاء العقد والتخلي عن بناء محطات نووية روسية. التحكيم الدولي حكم لصالح شركة “روساتوم”، وقضية فنلندا لا تزال موضع التحكيم الدولي.

و أكد عبد النبى ، أن هذه الشوشرة لن تؤثر على ثقة دول العالم في القيادة الروسية والسياسة الروسية والمحطات النووية الروسية ، مشيرا إلى أن ، السياسة الروسية سياسة واضحة وثابتة ولا تتغير وقائمة على مبدأ الاحترام المتبادل ، موضحا أن روسيا لم تتقدم من قبل بطلب لإنهاء تعاقدها في إنشاء محطة نووية.و جميع تعاقداتها في بناء محطات نووية تمت بنجاح، ولم نسمع شكوى من الدول المتعاقدة. ، لذا فإن عملية الشوشرة التي هدفها النيل من سمعة الصناعة النووية الروسية، لن توقف تقدم روسيا في مجال الصناعة النووية .