على هامش المؤتمر الافريقى العاشر للتشغيل الآمن والاستخدامات السلمية لمفاعلات الابحاث النووية : ……… ” دميتري فيسوتسكي ” نائب رئيس شركة ” روساتوم أوفرسيز” للمشاريع النووية فى حواره ل ” العالم اليوم “.. …. …… … مستعدون لدعم مصر في مساعيها لتطوير استخدام التقنيات النووية والإشعاعية .. و الإسهام في تحديث برامج إنتاج المفاعلات النووية البحثية الحالية
– المفاعلات النووية البحثية تتيح إمكانية إنتاج النظائر المشعة لأغراض الطب والصناعة والزراعة
– جارى إنشاء مركز للأبحاث والتكنولوجيا النووية في بوليفيا بأعلى ارتفاع فى العالم يصل ل 4 آلاف متر فوق مستوى سطح البحر ينتهى فى 2025
– نتفاوض مع بعض دول إفريقيا وآسيا وشرق أوروبا حول آفاق تنفيذ مشاريع مفاعلات بحثية
————–
شاركت شركة ” روساتوم أوفرسيز ” فى المؤتمر الأفريقي العاشر عن التشغيل الامن والاستخدامات السلمية لمفاعلات الابحاث النووية، والذى استضافته جمهورية مصر العربية ، من خلال هيئة الطاقة الذرية المصرية هذا العام بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ،
حيث يتم عقد المؤتمر العلمي الأفريقي كل عامين في إحدى الدول الافريقية الاعضاء فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية .
ويأتي هذا المؤتمر ضمن فاعليات برنامج مشروع ” الافرا ” الخاص بأمان التشغيل والاستخدامات السلمية لمفاعلات الابحاث النووية.
و على هامش المؤتمر ، أجرت ” العالم اليوم ” حوار مع ” دميتري فيسوتسكي ” نائب رئيس شركة ” روساتوم أوفرسيز” للمشاريع النووية ، لإلقاء الضوء على الحلول النووية التي تقدمها روساتوم في المرحلة الراهنة للشركاء المحتملين للترويج لمختلف المشاريع في مجال التطبيقات النووية غير المتعلقة بإنتاج الكهرباء تحت مسمى مشروع ” ريفر “، هذا بالإضافة إلى معرفة الأهمية العلمية و الاقتصادية التى تعود على المجتمعات من خلال المفاعلات البحثية ، و اوجه التعاون فى هذا الصدد بين مصر و روسيا ….
إلى نص الحوار …..
– ما هي أهمية المفاعلات النووية البحثية بالنسبة للمجتمع وما هي فوائدها الاقتصادية؟
يحظى المفاعل النووي البحثي بأهمية كبيرة لتطوير العلوم النووية والتعليم النووي، وتدريب الكوادر المؤهلة وإجراء البحوث العلمية، وتطوير التقنيات الجديدة. كما تستخدم الجامعات التقنية ومراكز البحث العلمي المفاعلات البحثية في تدريب مشغلي مفاعلات المحطات النووية، وتدريب موظفي تشغيل وصيانة المفاعلات النووية وموظفي هيئات الحماية من الإشعاع وموظفي الهيئات الرقابية والطلاب والعلماء.
و تعد النيوترونات التي يتم إنتاجها بواسطة المفاعلات النووية البحثية هي من فئة الجسيمات دون الذرية التي تتكون منها جميع الذرات تقريباً. ويستفيد منها العلماء عند إجراء البحوث العلمية على المستويين الذري والمجهري.
أود هنا أن أتناول كمثال، تقنية التحليل بالتنشيط النيوتروني، التي تستخدم لقياس كميات بعض العناصر الكيميائية في مختلف المواد، وذلك عن طريق تعرض العينات المراد تحليلها للتشعيع اﻟﻨﻴوﺘروني داخل المفاعلات النووية البحثية. ويستخدم هذا الأسلوب في دراسة الأعمال الفنية والقطع الأثرية، وفي قياس مدى تلوث التربة والهواء؛ أما الجيولوجيا فتستخدم هذه التقنية لتحديد تراكيز الذهب في الصخور الصلبة. كما أنها تساعد العلماء في تحديد عمر الأحافير وفحص اللوحات الفنية بهدف تحديد هوية رساميها، واستكشاف الرواسب المعدنية. ومن المثير للاهتمام أن تقنية التحليل بالتنشيط النيوتروني طالت أيضاً الطب الشرعي، حيث تستخدم في تحليل الأدلة الجنائية عند دراسة مسرح الجريمة، بما في ذلك الكشف عن آثار صغيرة للعناصر (تصل إلى جزيئيات المليار) في شعرة واحدة، وشظايا الرصاصة وغيرها من الآثار الموجودة في الأدلة الأخرى، ما يساعد على حل الجرائم.
كما تتيح المفاعلات البحثية إمكانية إنتاج النظائر المشعة لأغراض الطب والصناعة والزراعة. وفي الطب تستخدم النظائر المشعة في إنتاج المستحضرات الصيدلانية المشعة لعلاج الأمراض السرطانية وغير السرطانية، وهو أمر له أهمية كبيرة لزيادة متوسط العمر المتوقع للإنسان على مستوى الدولة وكذلك لمكافحة الأمراض التي يصعب علاجها.
تستخدم النظائر المشعة على نطاق واسع في القطاع الصناعي في تنفيذ الاختبارات اللاإتلافية والدراسات المعتمدة على التصوير الشعاعي. على سبيل المثال، يستخدم نظير الإريديوم 192 في فحص سلامة أماكن اللحام في الأنابيب المعدنية والمراجل ومكونات الطائرات. كما يستعمل في العلاج الإشعاعي عند إدخال مصدر الإشعاع في مناطق الجسم المصابة بالسرطان. وهناك نظير مشع آخر وهو الكوبلت 60 الذي يستخدم لتعقيم الأدوات الجراحية ومعاجلة المواد الغذائية وعلاج الأمراض السرطانية بالإضافة إلى استخدامه في أدوات القياس وأجهزة التصوير الشعاعي. وبذلك تجلب المفاعلات النووية البحثية فائدة كبيرة للمجتمع وتساهم في تطوير العديد من الصناعات وتحسين جودة الحياة عموماً. لا شك في أنها ستستمر في لعب دور مهم في طريق التنمية المستدامة والمضي قدما بالبحوث العلمية.
– كيف يمكنكم وصف خبرات روسيا المكتسبة في هذا المجال وهل هناك خططا للتعاون بين روسيا ومصر على هذا الصعيد؟
لقد شاركت روسيا في إنشاء 122 مفاعلا نوويا بحثيا، وحاليا تتولى روساتوم إدارة ربع العدد الإجمالي للمفاعلات البحثية حول العالم. نفذت روساتوم 22 مشروعا لبناء مفاعلات بحثية في الخارج. وتجدر الإشارة بالمناسبة إلى أن أحد تلك المفاعلات هو أول مفاعل نووي بحثي مصري ETRR-1 الذي تم بناؤه في زمن الاتحاد السوفيتي في مركز البحوث النووية الواقع بالقرب من مدينة إنشاص. كل ذلك يشير إلى الروابط التاريخية الطويلة من التعاون بين روسيا ومصر في إطار المشاريع النووية غير المتعلقة بإنتاج الطاقة الكهربائية. ولاحقا حل مفاعل ETRR2 المصري للأبحاث، الذي بُني بالتعاون مع شركة INVAP الأرجنتينية، محل المفاعل البحثي الأول. والمفاعل الثاني متعدد الاستخدامات حيث يمكن استخدامه لإنتاج النظائر المشعة ولإجراء التجارب العلمية على حد سواء.
نحن مستعدون لدعم مصر في مساعيها لتطوير استخدام التقنيات النووية والإشعاعية غير المتعلقة بإنتاج الكهرباء، بما في ذلك الإسهام في تطوير برامج الإنتاج الخاصة بالمفاعلات النووية البحثية الحالية.
– حدثنا عن منتجات مشروع “ريفر” (RIVER) وعلاقتها بالمشاريع التي تنفذها مراكز العلوم والتكنولوجيا النووية التابعة لروساتوم؟
خلال المؤتمر الافريقى العاشر للتشغيل الآمن والاستخدامات السلمية لمفاعلات الابحاث النووية الذي شاركنا به، استعرضنا فاديم الحلول النووية غير المتعلقة بإنتاج الكهرباء التي تقدمها روساتوم في المرحلة الراهنة للشركاء المحتملين الأجانب، حيث تعمل روساتوم الآن على الترويج لمختلف المشاريع في مجال التطبيقات النووية غير المتعلقة بإنتاج الكهرباء تحت العلامة التجارية RIVER (اختصاراً باللغة الإنجليزية “المفاعل البحثي المبتكر متعدد الاستخدامات Research Innovative VErsatile Reactor). تشمل علامة “ريفر” تحت مظلتها ثلاثة خيارات لمشاريع المفاعلات النووية للأبحاث العلمية، حيث أطلق على الخيار الأول اسم RIVER Intro وهو يضم مفاعلا بحثيا لا تدعم فيه التفاعلات المتسلسلة الانشطارية، وهذا الخيار مناسب للاستخدام في الجامعات. أما الخيار الثاني فيحمل اسم RIVER Professional ويتزود بمفاعل بحثي متعدد الاستخدامات ذي الكثافة العالية من التدفق النيوتروني (بقدرة تصل إلى 20 ميغاواط) ويستخدم في مراكز العلوم والتكنولوجيا النووية المصممة من قبل روساتوم وفي بعض المختبرات. والخيار الثالث يجمع علامتين اثنتين وهما RIVER BIO و RIVER MED مصممتين بهدف التطبيق في قطاعي الزراعة والرعاية الصحية.
– متى ستطلق ” روساتوم ” مفاعلات نووية بحثية في دول أخرى؟
تواصل روساتوم حاليا العمل على إنشاء مركز للأبحاث والتكنولوجيا النووية في بوليفيا على ارتفاع 4 آلاف متر فوق مستوى سطح البحر، ليكون منشأة نووية واقعة على أعلى ارتفاع في العالم. وهذا المركز هو نموذج لمشروعRIVER Advanced وهو عبارة عن مركز علمي يعتمد على مفاعل نووي بحثي منخفض القدرة (ذي قدرة تصل إلى 400 كيلوواط) ومجهز بمجموعة أساسية من مختبرات البحث والإنتاج. سيضم المركز البوليفي مفاعلات ومعامل وحلولاً متخصصة من بينها جهاز الإشعاع متعدد الاستخدامات (RIVER BIO) وجهاز السيكلوترون (RIVER MED) المصمم لإنتاج المستحضرات الصيدلانية المشعة، وهذين الجهازين قد تم إدخالهما حيز الخدمة التجريبية، فيما يتوقع أن يكتمل تنفيذ المشروع البوليفي في عام 2025. تستمر في الموقع حاليا الأعمال الإنشائية لبناء المرحلتين الثالثة والرابعة من المشروع، بما في ذلك المفاعل البحثي والذي أقيمت مراسم انطلاق الأعمال الخرسانية في موقعه في أغسطس 2021 بحضور رئيس البلاد، لويس آرسي، تأكيدا على اهتمام كبير توليه قيادة بوليفيا لهذا المشروع. كما أننا لا نزال في طور التفاوض مع بعض الدول في إفريقيا وآسيا وشرق أوروبا حول آفاق تنفيذ مشاريع مماثلة على أراضيها.