د. رءوف الكدواني : التمويل المستدام يساهم فى حماية البيئة والمناخ

التمويل أو الإستثمار الأخضر يستهدف النهوض بالصناعة والتجارة

في يوم 30 نوفمبر، 2022 | بتوقيت 11:20 م

كتبت: شيرين محمد

أكد د. رءوف الكدواني رئيس مجلس إدارة شركة “تنمية” للتأجير التمويلي أنه قد تردد كثيراً في الآونة الأخيرة لفظ “التمويل المستدام” وهو مادار الحديث بخصوصه أخيراً بين رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي.
أما عالمياً فقد تردد كثيراً هذا المفهوم في عالم المال والأعمال….كما بادر الكثير من رجال الأعمال بالبحث عن الكفاءات التي تتمتع بالخبرة والمعرفة في هذا المجال بسبب ندرة تواجدها في مجال التوظيف…إن تخصص التمويل المستدام هو علم فرض وجوده كجزء لا يتجزأ من علوم البيئة والحوكمة والعلوم الإنسانية والإجتماعية..إن علم التمويل بشكل عام يتعامل مع القرارات المالية التي تتخذها المؤسسات وأدوات التحليل المناسبة التي تدخل في صناعة هذه القرارات..وهذه القرارات تعني بزيادة العائد على رأس مال الشركة والعمل على تخفيف حدة المخاطر المالية التي تحيط بها في ضوء التحديات المختلفة التي تفرضها الظروف الإقتصادية للدولة.
واضاف انه قد أطلقت الأمم المتحدة لفظ الإستدامة على مفهوم التنمية البيئية والإجتماعية الإقتصادية بهدف تحسين الظروف المعيشية للفرد وتطوير وسائل الإنتاج بما يتفق مع المحافظة على موارد كوكب الأرض الطبيعية..أما التمويل المستدام فيأخذ في إعتباره المبادرة المالية التابعة للأمم المتحدة للبيئة في عام ١٩٩٢..وقد إجتمع المتخصصين على تصنيف خصائص التمويل المستدام إلى ثلاثة أقسام وهى :
أ- التمويل البيئي ويشمل التأكيد على الإستثمار الأخضر الذي يستهدف الإقلال من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتشجيع التطور التكنولوجي الذي يواجه تحديات المتغيرات البيئية
ب- التمويل الإجتماعي ويشمل الإستثمار الذي يستهدف حسن إدارة الموارد البشرية ورفاهية الإنسان والعمل على نمو قدراته ، وتعليمه، وصحته
ج- التمويل الحوكمي ويشمل الإستثمار الذي يستهدف إلتزام المؤسسات بالمعايير الدولية لقواعد ومبادئ إدارة المؤسسات وحماية حقوق المساهمين
واشار د. رءوف الكدواني إلى أن التمويل أو الإستثمار الأخضر يستهدف النهوض بالصناعة والتجارة في ظل الحفاظ على متطلبات البيئة والنهوض بها وتنميتها..ويشمل التمويل الأخضر التمويل الإيجابي والسلبي….أما التمويل الإيجابي فيستهدف تمويل المشاريع الإبتكارية والتكنولوجية التي تقلل إنبعاثات التلوث والمشاكل الصحية التي تنبع منها. وأما التمويل السلبي فيشمل إستثمارات المؤسسات في المشاريع التي تقلل من إنبعاثات التلوث البيئي وتبعاته..
ومن أهم أدوات التمويل الأخضر السندات الخضراء…والسندات بشكل عام هى أدوات دين تمثل أوراق مالية تصدرها الشركات والحكومات للحصول على أموال من المستثمرين لفترة زمنية محددة وذلك مقابل عائد ثابت أو متغير…أما السندات الخضراء فهى سندات تصدر للحصول على تمويل يختص بالمشاريع المستدامة المتعلقة بالبيئة والمناخ مثل مشاريع الطاقة النظيفة والحفاظ على المناخ والإدارة المستدامة للمناخ
وفي نفس هذا السياق تم إصدار قروض خضراء وهي قروض تستهدف الحصول على أموال لتمويل التحول إلى إقتصاد منخفض التلوث وقد أصدرت هذه القروض مؤسسة التمويل الدولية حيث إعتمدت مبادئها في عام ٢٠١٨
واوضح د. رءوف الكدواني أن التنمية المستدامة تدعو من أجل العمل للقضاء على الفقر وحماية البيئة والمناخ وضمان أن يستمتع الإنسان بالسلام والإزدهار ، كذلك فإن التمويل المستدام يدعو إلى جمع الأموال والإستثمارات وإنشاء أسواق مالية جديدة تؤدي إلى الحفاظ على البيئة والمناخ مما يساعد على تحقيق التنمية المستدامة .