إطلاق المرحلة الأولى لمشروع إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة “100” ميجاوات
في يوم 8 نوفمبر، 2022 | بتوقيت 2:20 م
كتب: كمال ريان
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات توقيع مذكرة تفاهم لتطوير مشروع القياسات الخاصة بإنشاء محطة توليد كهرباء من طاقة الرياح بقدرة ١٠ جيجاوات، وذلك على هامش انعقاد القمة العالمية للمناخ COP27.
كما شهد الرئيس السيسي جلسة حول مبادرة تنسيق عمل المناخ في الشرق الأوسط وشرق المتوسط حيث أكد ان مصر حرصت على الانضمام إلى مبادرة تنسيق عمل المناخ في الشرق الأوسط وشرق المتوسط منذ إطلاقها للمرة الأولى في ٢٠١٩، إيمانا منها بأهمية الدور الذي يمكن لهذه المبادرة أن تقوم به في إطار تنسيق سياسات مواجهة تغير المناخ بين الدول أعضاء المبادرة، بما يساهم في تعزيز عمل المناخ وجهود التغلب على آثاره السلبية
وقال أن المبادرات الطوعية الرامية لحشد الدعم لجهود مواجهة تغير المناخ أصبحت أحد أهم آليات عمل المناخ العالمي، لاسيما وأنه قد أصبح من المعلوم أنه على الرغم من المسئولية الرئيسية للدول والحكومات في هذا الجهد، إلا أن الأطراف الأخرى غير الحكومية يمكن لها، بل يتعين عليها، أن تمارس أدواراً مكملة وداعمة، انطلاقا من مسئولياتها وعملاً بمبادئ التعاون والمشاركة، وهنا تأتي أهمية هذه المبادرات التي تتيح المجال لكافة هذه الأطراف لتنسيق سياساتها وجهودها.
واوضح أن ما يميز المبادرة التي نجتمع في إطارها اليوم عن غيرها من المبادرات والجهود هو المكون العلمي الذي تنطوي عليه، والذي لا غنى عنه إذا كنا نسعى إلى أن تكون جهودنا لمواجهة تغير المناخ متسقة مع أفضل العلوم المتاحة، بما يضعنا على الطريق الصحيح نحو تنفيذ أهداف اتفاق باريس، بما في ذلك هدف الـ 1.5 درجة مئوية.
واشار الرئيس السيسي الى اهمية التعرف على ما استطاعت المبادرة تحقيقه منذ إطلاقها وحتى اليوم، بما في ذلك خطة العمل الإقليمية المقترحة التي ستساهم في تعزيز جهود مواجهة تغير المناخ في المنطقة
كما القى الرئيس السيسى كلمة خلال المائدة المستديرة “الاستثمار فى مستقبل الطاقة: الهيدروجين الأخضر”، اشار فيها الى ان مصطلح “الهيدروجين الأخضر”، بات الأكثر شيوعا واستخداما، خلال السنوات القليلة الماضية فى سياق الحديث عن التحول نحو الطاقة المتجددة، وتقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية لا سيما وأن أزمة الطاقة التى يمر بها العالم فى الوقت الراهن، فرضت علينا جميعا، تحديا حقيقيا، فى تأمين إمدادات الطاقة التى تحتاجها دولنا دون الإخلال بواجباتنا تجــاه مواجهة أزمة المناخ العالميــة أو التراجع عن الأهداف التى توافقنا عليها والسياسات الوطنية التى نساهم من خلالها فى هذا الجهد موضحا ان الهيدروجين الأخضر، أحد أبرز الحلول، على صعيد التوجه نحو الاقتصاد الأخضر، خلال السنوات القادمة بما يمثله من فرصة حقيقية للتنمية الاقتصادية، المتوافقة مع جهود مواجهة تغير المناخ، ومع أهداف “اتفاق باريس“.
واشار الى ان مصر، من أولى الدول، التى أدركت مبكرا الفرص المتاحة فى هذا المجال استنادا إلى إمكاناتها الهائلة فى إنتاج الطاقة النظيفة والتى ستمكنها من التحول إلى مركز عالمى، لإنتاج الهيدروجين الأخضر، على المديين المتوسط والبعيد كما اشار الى إطلاق المرحلة الأولى، لمشروع إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بقدرة “100” ميجاوات، فى “العين السخنة” مع رئيس وزراء النرويج مما يعد نموذجا عمليا، للشراكة الاستثمارية المحفزة للتنمية الاقتصادية المستدامة والتى ترتكز، إلى جانب دور الحكومات، على القطاع الخاص الوطنى والأجنبى.
واكد الرئيس السيسي انه على الرغم من الفرص التى يتيحها قطاع الهيدروجين، والجارى ترجمتها بالفعل، إلى مشروعات فى الكثير من الدول فوفقا للوكالة الدولية للطاقة، فإن نصيب الدول النامية من هذه المشروعات المقترحة، لم يتجاوز سوى مشروعين، من ضمن نحو “680” مشروعا مقترحا، فى مجال الهيدروجيــن الأخضـــر علـــى مســتوى العالــم ومن ثم، يظهر جليا أن الدول النامية، تظل أقل قدرة على الاستفادة، من الفرص التى يمثلها التحول نحو الهيدروجين الأخضر بخطى متسارعة وذلك لضعف قدراتها التكنولوجية فى هذا المجال الجديد، وغياب البنية التحتية اللازمة للنقل والتخزين، وخلق سلاسل الإمداد اللازمة للتجارة الآمنة وكذلك لضعف تدفقات التمويل والاستثمارات الموجهة إليها، على نحو مستدام.
وقال انه حتى فى الحالات القليلة، التى تستطيع فيها الدول النامية، أن تخطو خطوات ثابتة فى هذا المجال، كمصر، على سبيل المثال يظل عليها مواجهة التحدى، الناجم عن توجه بعض الدول، لدعم منتجى الهيدروجين الأخضر المحليين، علـــــى نحــــــو يخـفض مــــن تكلفـــــة إنتاجهــــم وهو الأمر الذى يتسبب فى إحداث الخلل بالسوق العالمى للهيدروجين ويساهم فى إضعاف تنافسية الهيدروجين الأخضر المنتج بالدول النامية، مقارنة بنظيره من الدول المتقدمة وهو ما يضاف إلى التحديات الفنية، المرتبطة بالمعايير والاشتراطات، الخاصة بتجارة الهيدروجين وتحديد مصادره والتى يتعين أن تتسم بالمرونة، مع الحفاظ على مبادئ الشفافية.
و أعلن الرئيس عن مبادرة جديدة، عملت عليها مصر وبلجيكا، خلال الأشهر الماضية بالتنسيق مع عدد من الشركاء وهي مبادرة “المنتدى العالمى للهيدروجين المتجدد” والتى تهدف إلى إنشاء منصة دائمة، للحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للهيدروجين ومع القطاع الخاص والمنظمات، ومؤسسات التمويل العاملة فى هذا المجال بغرض تنسيق السياسات والإجراءات، وخلق ممرات للتجارة والاستثمار فى الهيدروجين بما يساهم فى الإسراع من وتيرة الانتقال العادل